الى العاملين في مجلة "الوسط" الغراء تحية طيبة وبعد، من باب حرية ابداء الرأي، اسمحوا لي بهذا التعليق على المقابلة التي أجرتها "الوسط" مع فرح ديبا في العدد 185. تحدثت عن شؤون وشجون ايران، وكان قلبك المفعم بالحب لبلدك يتقطع على هذا الشعب المسكين الجاثم تحت نير نظام سمته الاساسية - وربما الوحيدة - الفساد الهائل. نظام ما انفك يستل سيف القمع والاستبداد، وكم الأفواه، وسحق الحريات ... قرأت تصريحاتك ولم اجد سبيلاً الى منع ابتسامة تعجب ومرارة ارتسمت على شفتي. الكل يعمل بأمر الصعوبات الاقتصادية والمعيشية في ايران. ولكن ان نجعل علة علل هذه الصعوبات النظام الحاكم في ايران، اعتقد ان في هذا مجانبة للحقيقة فهل يسعنا ان ننكر الخراب والويلات والدمار التي جرتها الحرب المجنونة التي فرضها نظام صدام على ايران، والثورة ما تزال تخطو اولى خطواتها؟ اضافة الى الحصار الاقتصادي الذي تفرضه دول اقتصادية كبرى على ايران حتى يومنا هذا؟ ... هل من داع لتذكيرك "سيدتي الامبراطورة" بالمآثر الانسانية الخالدة لجهاز مخابرات "السافاك" المرعب، الذي قضم بنواجذه الكثيرين ... والعالم الذي قلت - بتفاخر - انه كان يستقبلكم بأذرَع مفتوحة، اعتذر عن ايواء زوجك بعد هروبه من ايران. ها هو الرئيس كارتر والسير دنيس رايت، سفير بريطانيا في طهران من 1963 الى 1971 يؤكدان ذلك بصراحة و "يعتذران" عن عدم استقبالكم في بلديهما اعتذاراً رسمياً .... اما عن الفساد الذي تصفين به القيادات الايرانية الحالية، فإن تقريراً للمخابرات المركزية الاميركية في منتصف السبعينات يقول: "إن منزل الشاه قد واجهه بواحدة من مشاكل عصره الكبرى، فقد كان البلاط وكراً للفساد وبيع النفوذ" وقد نشر عشرات الصحافيين الغربيين المعروفين تحقيقات مطولة عن مظاهر الفساد المستشرية كالسرطان في أجهزة حكم الشاه والأسرة المالكة. وقد أورد العديد منهم ارقاماً خيالية عن أموال الحكومة الايرانية التي حولت عن طريق مؤسة "آل بهلوي" وغيرها من المنظمات التي أنشأتها الأسرة البهلوية، حولت لاستعمالهم الشخصي .... وأما عن يقينك من ان حكم الملالي سيسقط لا محالة، فقد قيل الكثير عن مناعة نظام الشاه، ومع ذلك فإن طوفان الثورة اقتلعته اقتلاعاً ...، ويبدو انك "سيدتي الامبراطورة" ستظلين طويلاً... طويلاً مشغولة للغاية بالارتباطات - كما قلت - تتنقلين بين فرنسا والولايات المتحدة وتملئين وقتك مع اسرتك في النوادي، ذلك التقليد البهلوي العريق. وختاماً لا اظن انني سأُتهم بالتشدد والتطرف والانحياز للجمهورية الاسلامية الايرانية، فأنا - كما هو واضح من اسمي - مسيحي أرمني. قارئكم الدائم كورين اورنشانيان حلب - سورية