لا يزال الشاعر العراقي شوقي عبدالأمير يواصل جولة في العواصم العربية لاستكمال اتصالاته بالمسؤولين الثقافيين والاعلاميين والصحافيين في سبيل مشروع "جريدة المؤلف" الذي تعدّه منظّمة "اليونيسكو"، ويتولى الشاعر الاشراف العام عليه. وشوقي عبدالأمير الذي التقاه مراسل "الوسط" الثقافي في بيروت الزميل عبّاس بيضون، خلال زيارة تدخل في اطار جولته، مطمئن الى اتصالاته، واثق من ان المشروع الثقافي الذي تسلم مسؤوليته بعد المستعرب المعروف إيف غونزاليس، على أهبة التنفيذ. المشروع جديد وفريد، سبق ل "المنظّمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم" أن نفذته في اللغة الاسبانية منذ سنوات ثلاث، قبل أن تواصل التجربة في اللغة العربية. وقوامه اختيار كتاب شهري تتفق اليونيسكو مع صحيفة كبرى في كل قطر عربي على اصداره في يوم محدد من الاسبوع الاول من كل شهر، على شكل ملحق يوزع مجاناً مع اعدادها، وتتولّى اليونيسكو اصدار المؤلف على أسطوانة رقمية لايزر. الكتاب الشهري سيوزع في اليوم نفسه، مجاناً، وبمئات ألوف النسخ، على شكل ملحق يومي لصحيفة في كل بلد عربي. ومن الواضح اننا امام وسيلة فضلى ومبتكرة لنشر الكتاب وتشجيع القراءة. بحيث توفر للقارئ العربي كتاباً مجانياً كل شهر، ومكتبة صغيرة مجانية كل عام، ويغدو من حظ أي كتاب عربي أن يوزع بالملايين كل شهر. أما اللجنة التي تقرّر الكتب الأربعة والعشرين، فيتمّ اختيارها لسنتين متواليتين وتكون مؤلفة، اضافة الى مندوب اليونيسكو، من رؤساء الصحف الكبرى التي توزع الكتاب، ومن بعض الكتّاب والمؤلفين المستقلّين. سهّل المشروع في صيغته الاسبانية، نشر 36 كتاباً بلغت نسخها رقماً خيالياً حوالي 150 مليوناً يعطي فكرة عن الأهداف المرجوّ بلوغها في لغة الضاد. لكن البعض يبدي تخوّفه من أن تقف الأميّة المتفشيّة في العالم العربي، اضافة إلى سائر العوائق والحواجز على اختلافها، حائلاً دون نجاح هذا المشروع الطموح، بالنسبة نفسها التي عرفتها اللغة الاسبانية.