أزاح اللقاء بين الرئيس اليمني زروال وخمسة من أحزاب المعارضة، في الخامس من الشهر الجاري، النقاب عن محادثات سرية جارية مع قادة جبهة الانقاذ، يديرها شخصياً الساعد الأيمن للرئيس العميد المتقاعد محمد بتشين، وبدأت بمبادرة من زعيم الانقاذ الشيخ عباسي مدني الذي أرسل في 23 آب اغسطس الماضي رسالة الى الرئيس زروال وقادة الأحزاب الخمسة. وحرص بيان صدر عن رئاسة الدولة على التنبيه الى أن هذه الرسالة "لم يسبقها أي اتصال أو مسعى، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، كما توحي بذلك بعض المصادر". وتبعاً لهذه الرسالة وطلباً لمزيد من التوضيحات، التقى في 26 آب اغسطس الماضي ممثلون عن الرئاسة بالشيخ عباسي في البليدة الذي كان يستعد لإرسال رسالة ثانية في اليوم التالي. وفي 30 الشهر الماضي التقى ممثلو الرئاسة خمسة من قادة الانقاذ يتقدمهم الشيخان مدني وبالحاج، قبل أن يلتقي الطرفان ثانية في الأول من الشهر الجاري. وعلق الرئيس زروال أثناء لقائه الأحزاب الخمسة عن فحوى الرسالتين ونتائج المحادثات الجارية في البليدة قائلاً "ان فيها عناصر جديدة جديرة بالدراسة"، معرباً عن ارتياحه في الوقت نفسه لما لمس في مسعى الشيخ مدني من استعداد للحوار، لكن زروال استدرك بسرعة معرباً عن أسفه "للشروط المسبقة" التي يضعها الشيخ مدني وهي شروط من شأنها "تعقيد الأمور". و"الشروط المسبقة" التي أشار اليها زروال هي شرطان: 1- الافراج عن قادة الانقاذ وتمكينهم من عقد اجتماع لمجلس الشورى. وهذا الشرط يتولى طرحه الشيخ عباسي شخصياً. 2- الاتفاق على العناصر المسلحة وتقديم ضمانات كافية لذلك. وهذا الشرط أسند طرحه الى الشيخ بالحاج المعروف بمزاجيته المتقلبة. ولتذليل هذه الصعوبات المرتبطة "بالشروط المسبقة" تستمر المحادثات حتى 20 الشهر الجاري موعد اللقاء المقبل بين الرئيس زروال والأحزاب الخمسة. واذا انتهت الى نتائج ايجابية قبل ذلك سيتم تقديم الموعد المذكور.