يتوقع ان تشهد مدينة مليلية، في ايلول سبتمبر المقبل، تظاهرات مماثلة لتلك التي شهدتها مدينة سبتة قبل حوالى اسبوعين وانتهت بمواجهات مع الشرطة الاسبانية، وذلك احتجاجاً على الاتجاه الرامي الى منح الحكم الذاتي لهاتين المدينتين المغربيتين، بما يرسخ واقع الاحتلال الاسباني لهما وتأييده. وكان مجلس الوزراء الاسباني قرر متابعة درس مشروعي نظام الحكم الذاتي للمدينتين الى الخامس عشر من الشهر المقبل وتأجيل المصادقة عليهما الى حين اتفاق كل من الحزب العمالي الاشتراكي الحاكم والحزب الشعبي المعارض على الصيغة النهائية للمشروعين، وتجاوز خلافهما على موضوع الصلاحيات التي ستنتقل الى المجموعتين المستقلتين لسبتة ومليلية. اذ يطالب الحزب الأخير بتوسيعها لتشمل سلطة تشريعية تمكن المدينتين من تقديم اقتراحات قوانين الى الكورتيس البرلمان. واللافت، ان "تحالف اليسار" الاسباني الذي كان عدل موقفه من التخلي عن المدينتين للمغرب الى المطالبة بتسوية نهائية في ظرف 20 أو 25 سنة، دعا هذه المرة الى تنظيم استفتاء في سبتة ومليلية حتى يتسنى لسكان المدينتين التعبير عن رأيهم بخصوص نموذج الحكم الذاتي الذي يفضلونه، ويرى رئيس "التحالف" خوليو انغيتا ان انتخاب برلمان توكل اليه مهمة التشريع ومراقبة الجهاز الحكومي يعد أمراً لا مفر منه، لضمان احترام الثقافة واللغة الاصليتين. وفيما بدأت تظهر بوادر أزمة في العلاقات المغربية - الاسبانية، لم يفقد المغرب الأمل بامكان فتح حوار مع اسبانيا على مستقبل سبتة ومليلية. وفي هذا السياق دعا رئيس الحكومة ووزير الخارجية الدكتور عبداللطيف الفيلالي اسبانيا الى الحوار للبحث في مشكلة المدينتين في اطار عودتهما الى السيادة المغربية، وقال ان حكومة مدريد ستكون "مستعدة للحوار حول سبتة ومليلية" مذكراً بنتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها للمغرب وزير الخارجية الاسباني خافيير سولانا، على رغم نفي الناطق باسم الخارجية الاسبانية وجود تغيير في الموقف الاسباني من المدينتين. وتستبعد المصادر الاسبانية مصادقة البرلمان الاسباني على مشروعي نظام الحكم الذاتي للمدينتين قبل نهاية العام الحالي، وحتى اذا صادق البرلمان عليهما خلال الأشهر الاولى من عام 1995 فلن يمكنهما المشاركة في الاقتصاديات الجهوية المقرر تنظيمها على الصعيد الاسباني في الفترة نفسها.