يوم التأسيس.. واستشراف المستقبل..    وكيل إمارة منطقة الرياض يثمّن التوجيه الكريم بإطلاق أسماء أئمة وملوك الدولة السعودية على 15 ميدانًا بالرياض    حملة توعوية عن "الفايبروميالجيا"    «منتدى الأحساء»: 50 مليار ريال ل 59 فرصة استثمارية    Big 5 Construct Saudi يشهد توقيع مذكرات تفاهم كبرى ويكشف عن تقنيات متطورة تتماشى مع رؤية 2030    الكرملين يعتبر أن الحوار بين ترامب وبوتين "واعد"    هيئة الهلال الأحمر بنجران تنفذ فرضية لتفعيل مسار الإصابات الخطرة    آل برناوي يحتفلون بزواج إدريس    وادي الدواسر تحتفي ب "يوم التأسيس"    أمير القصيم يدشّن مجسم يوم التأسيس تزامنًا مع يوم التأسيس السعودي    بالأزياء التراثية .. أطفال البكيرية يحتفلون بيوم التأسيس    برعاية مفوض إفتاء جازان "ميديا" يوقع عقد شراكة مجتمعية مع إفتاء جازان    محافظ رجال المع يدشن مهرجان البن الثاني بالمحافظة    بيفول ينتزع الألقاب الخمسة من بيتربييف ويتوّج بطلاً للعالم بلا منازع في الوزن خفيف الثقيل    برعاية ودعم المملكة.. اختتام فعاليات مسابقة جائزة تنزانيا الدولية للقرآن الكريم في نسختها 33    فعاليات التأسيس بالمدينة.. تحيي أبرز الأحداث التاريخية    الكرملين: حوار بوتين وترمب «واعد»    رونالدو: تشرفت بلقاء ولي العهد السعودي في يوم التأسيس    عائلة أسيرة إسرائيلية ترفض حضور وزراء نتنياهو الجنازة    لأول مرة منذ ربع قرن.. دبابات إسرائيل تقتحم جنين    مكافحة المخدرات تقبض على شخصين بالقصيم لترويجهما مواد مخدرة    المملكة تهدي جمهورية بلغاريا 25 طنًا من التمور    بنهج التأسيس وطموح المستقبل.. تجمع الرياض الصحي الأول يجسد نموذج الرعاية الصحية السعودي    فعاليات متنوعة احتفاءً بيوم التأسيس بتبوك    دامت أفراحك يا أغلى وطن    «عكاظ» تنشر شروط مراكز بيع المركبات الملغى تسجيلها    علماء صينيون يثيرون القلق: فايروس جديد في الخفافيش !    انخفاض درجات الحرارة وتكون للصقيع في عدة مناطق    8 ضوابط لاستئجار الجهات الحكومية المركبات المدنية    ذكرى استعادة ماضٍ مجيد وتضحياتٍ كبرى    لا إعلان للمنتجات الغذائية في وسائل الإعلام إلا بموافقة «الغذاء والدواء»    تمنت للسعودية دوام التقدم والازدهار.. القيادة الكويتية: نعتز برسوخ العلاقات الأخوية والمواقف التاريخية المشتركة    لا "دولار" ولا "يورو".." الريال" جاي دورو    ابتهاجاً بذكرى مرور 3 قرون على إقامة الدولة السعودية.. اقتصاديون وخبراء: التأسيس.. صنع أعظم قصة نجاح في العالم    " فوريفر يونق" يظفر بكأس السعودية بعد مواجهة ملحمية مع "رومانتيك واريور"    هيئة الصحفيين تدشن هويتها الجديدة    الداخلية تستعرض الإرث الأمني بأسلوب مميز    في ذكرى «يوم بدينا».. الوطن يتوشح بالأخضر    تعزيز الابتكار في صناعة المحتوى للكفاءات السعودية.. 30 متدرباً في تقنيات الذكاء الاصطناعي بالإعلام    الاستثمار العالمي على طاولة "قمة الأولوية" في ميامي.. السعودية تعزز مستقبل اقتصاد الفضاء    مذكرة تعاون عربية برلمانية    الصندوق بين الابتكار والتبرير    رئيس "النواب" الليبي يدعو لتأسيس "صندوق" لتنمية غزة    ضبط وافدين استغلا 8 أطفال في التسول بالرياض    مشروبات «الدايت» تشكل خطراً على الأوعية    جيسوس يُبرر معاناة الهلال في الكلاسيكو    الرافع للرياض : يوم التأسيس تاريخ عريق    نهج راسخ    الملك: نهج الدولة راسخ على الأمن والعدل والعقيدة الخالصة    جمعية رعاية الأيتام بضمد تشارك في احتفالات يوم التأسيس    الاتحاد يقسو على الهلال برباعية في جولة يوم التأسيس    500 لاعب يتنافسون في «بطولة السهام» بجازان    من التأسيس إلى الرؤية.. قصة وطن    بنزيما: الاتحاد ليس قريبا من لقب الدوري    الحياة رحلة ورفقة    فريق الوعي الصحي التابع لجمعية واعي يحتفي بيوم التاسيس في الراشد مول    الدولة الأولى ورعاية الحرمين    لائحة الأحوال الشخصية تنظم «العضل» و«المهور» ونفقة «المحضون» وغياب الولي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللطخات والوحمات والبرص والوشم والنمش ... كلها قابلة للعلاج . الليزر يقضي على تشوهات الجلد والماكياج الطبي يعالجها
نشر في الحياة يوم 22 - 08 - 1994

منذ سنين والمصابون بالتشوهات والعيوب الجلدية الناتجة عن علامات الولادة واللطخات الخمرية اللون والأوردة العنكبوتية والبرص والنمش والوشم بأنواعه وأشكاله، يعانون بصمت ويتألمون نفسياً وعاطفياً لعدم وجود وسائل علاجية ناجعة تحل مشاكلهم وتخلصهم نهائياً من تلك العيوب التي تشوه مظهرهم وتحرم البعض منهم نعمة الزواج وبناء العائلة التي يحلمون بها.
ومع تقدم وسائل العلاج الطبية وتطورها، برزت اخيراً بوادر مشجعة تبشر بحلول موقتة وأخرى دائمة لمعظم تلك العيوب الجلدية وذلك بتعريضها لمستحضرات التجميل الطبية أو لأشعة أجهزة الليزر التي صممت خصيصاً لمعالجة التشوهات التي سبق ذكرها.
علامات الولادة واللطخات الخمرية اللون
إن هذا النوع من التشوهات الجلدية التي تولد مع الإنسان ويعزوها الناس عادة الى ما يسمى بالوحمات أو الشهوات التي تراود المرأة الحامل قبل الولادة ثم تظهر على جسد المولود لاحقاً، عبارة عن صباغ أحمر داكن يظهر نتيجة عطب يصيب الأوعية الدموية الشعرية فيؤثر على انضباط تشعبها وتكاثرها ويؤدي الى توسعها وانتفاخها في موقع واحد. وهذا بدوره يجعلها عاجزة عن حفظ التوازن الحراري داخل الجسم فيزداد احمرارها وتلازم المصاب بها طوال حياته، ولا يمكن الخلاص منها الا بإحدى طريقتين:
- الأولى تعتمد على العلاج التمويهي الذي لا يوفر الا حلاً موقتاً وذلك باستخدام أنواع من الكريمات والبودرة الطبية التجميلية السليمة التي قام بتحضيرها أخصائيون في علم الجلد وأمراضه، بحيث تغطي البقع المصبوغة وتمنحها لوناً طبيعياً يتلاءم مع لون بشرة الشخص المراد علاجه. وكان الدكتور كريغ روبرتس، أخصائي الجلد الأميركي الشهير قد قام باكتشاف هذه المستحضرات التي تحمل اسم ديرمابلند "Dermablend" منذ 10 سنوات وسعى جهده لجعلها مناسبة لكافة أنواع الجلد. وتتميز هذه المستحضرات في كونها مضادة للماء بنسبة مئة في المئة ولا تزول أو تتناثر خلال ال 24 ساعة. كما أنها غير مشحمة وخالية من العطور بنسبة مئة في المئة أيضاً، هذا بالاضافة الى قدرتها على عزل أشعة الشمس فوق البنفسجية من دون التسبب في انسداد مسام الجلد. وتتوافر هذه المستحضرات ب 11 لوناً تلائم كافة ألوان بشرة الانسان.
- أما الوسيلة الاخرى فترتكز على المعالجة بأجهزة الليزر الحديثة وفي طليعتها ليزر الصباغ النابض "Pulsed Dye Laser" الذي يصلح لعلاج ما بين 70 و80 في المئة من المصابين باللطخات الخمرية اللون، بما في ذلك الأطفال. وهذه الطريقة مأمونة وخالية من المضاعفات الجانبية ما عدا بعض الرضوض الذي يظهر فوق الجلد ثم يختفي بعد أسبوع أو أسبوعين من التعرض لأشعة الليزر. وبالامكان التخفيف من حدة هذه الرضوض وتوفير علاج أفضل اذا ما لجأ الطبيب المعالج الى استخدام نوع متطور آخر من ليزر الصباغ النابض يعرف ب "ليزر نحاس البروميد" "Copper Bromide Laser". تعتمد المعالجة بأنواع الليزر هذه على اطلاق ضوء نقي للغاية بسرعة هائلة مبرمجة بحيث لا يمتصها سوى الهيموغلوبين الموجود في الأوعية الدموية المعطوبة المتمركزة في البقعة او اللطخة المراد علاجها. ومن البديهي أن تؤدي عملية الخلاص من هذه الأوعية الى رضوض تختفي آثارها بعد قيام جهاز المناعة بسحب خلايا الدم الفاسدة. ويتطلب علاج الأشخاص المصابين بهذه اللطخات عدداً من جلسات الليزر يحددها الطبيب المعالج بعد القيام بالزيارة الاستشارية المجانية الأولى وتجربة أشعة الليزر على بقعة صغيرة من اللطخة. فإذا اعطى الليزر نتيجة ايجابية يقرر الطبيب متابعة العلاج ويحدد عدد الجلسات الضرورية لإزالة اللطخة بكاملها. ولا بد من الانتظار فترة لا تقل عن 6 أسابيع بين الجلسة الأولى وكل جلسة تليها. الا أن ذلك لا يمنع من زيارة الطبيب بعد أسبوعين للمباشرة بعلاج بقعة أخرى لم تتعرض لأشعة الليزر في الجلسة السابقة. وإجمالاً تحتاج اللطخات الخمرية اللون الى 5 جلسات على الأقل اذا كان اللون فاتحاً، والى ما بين 6 و8 جلسات اذا كان اللون قاتماً.
البرص أو البهق
رغم شيوع حالة البرص بين أكثر من 50 مليون شخص في العالم. لم يأخذ هذا المرض الجلدي حقه من الاهتمام الاعلامي والتعاطف الاجتماعي إلا عندما تحدث المغني الأميركي الشهير مايكل جاكسون عن حالة البرص التي يعاني منها والتي أدت الى تغيير لون بشرته من الأسود الى الأبيض، نتيجة العلاج الذي يتلقاه. والبرص عبارة عن مرض يتسبب في ظهور بقع بيضاء فوق الجلد نتيجة نقص في الخلايا القتامية الصبغية التي تحافظ على لون الجلد. ويصيب هذا المرض النساء والرجال من كافة الأعمال والاجناس، وهو مرض غير مؤلم وغير معد ولا يهدد حياة المصابين به أو يقعدهم. لكنه يسبب لهم مشاكل نفسية واجتماعية تؤثر عليهم وتدفعهم للعزلة. اما أسبابه فما زالت غير معروفة الا ان هنالك نظريات عدة تتحدث عن تورط عوامل وراثية وهورمونية ومناعية وعصبية وبيئية في ظهوره. اذ يعتقد بعض العلماء ان التغييرات الهورمونية الحاصلة في سن المراهقة وأثناء الحمل او نتيجة التعرض للضغوط النفسية والاجهاد والصدمات العاطفية كالطلاق وفقدان الوظيفة او موت احد الأقارب او التعرض لجروح جسدية وتلوثات بيئية وحروق ناتجة عن أشعة الشمس ربما أدت بصورة منفردة او مجتمعة الى ظهور البرص. وفي كافة الاحوال يبدو ان احدى العمليات الفيزيولوجية الثلاث التالية قد تكون مسؤولة عن بروز المرض:
العملية الأولى تعود الى تداخل احدى المواد الكيماوية المسؤولة عن التواصل بين الخلايا العصبية في عملية تكوين مادة الميلانين القتامية ما يقلل من كثافتها او يؤدي الى تدمير خلاياها القتامية الصبغية. بينما تؤثر العملية الفيزيولوجية الثانية في قدرة الجسم على التخلص من السموم والفضلات، ما يقود الى تراكمها داخل الخلايا الصبغية القتامية ويقضي عليها. اما العملية الثالثة فقد تعود الى كون البرص من الأمراض الذاتية المناعة التي تكوّن اجساماً مضادة تقاوم الخلايا القتامية بدل الدفاع عنها. وقد لاحظ الأطباء وجود أجسام مضادة للخلايا الصبغية عند المصابين بداء البرص. كما لوحظ في بعض الحالات النادرة ان مرضى البرص ينتجون اجساماًَ مضادة تقاوم بعض الأنسجة والأعضاء الاخرى في الجسد، ما يؤدي الى اصابتهم بأمراض اخرى ذاتية المناعة مثل فقر الدم الوبيل والسكري واضطرابات الغدة الدرقية.
اما بالنسبة الى العلاج فإن الشفاء التام من داء البرص أمر غير ممكن حالياً. ولكن يوجد عدد من الوسائل العلاجية الكفيلة بتوفير حل موقت للمصابين به. ويمكن تقسيم هذه الوسائل حسب رأي الدكتور ديفيد غوكرودجر استشاري الأمراض الجلدية في مستشفى رويال هالمشاير في مدينة شفيلد شمال انكلترا الى 4 أقسام:
الأول يتجلى في الوقاية من أشعة الشمس واستخدام الزيوت أو الدهون العازلة دوماً لمنع الجلد السليم من الاحمرار والاسمرار ولحماية البقع المصابة بالبرص من الاحتراق.
الثاني يعتمد على المعالجة التمويهية عن طريق استخدام مستحضرات تجميلية كالكريمات والبودرة المصنعة من مواد خالية كلياً من العطور ومضادة للماء مئة في المئة وغير مشحمة. وينصح الاخصائيون باستخدام مستحضرات ديرمابلند التي يتم تصنيعها وفقاً للتركيبة الفريدة التي اكتشفها اخصائي الجلد الاميركي الشهير الدكتور كريغ روبرتس منذ 10 سنوات. وهي متوافرة ب 18 لوناً تجميلياً 11 منها تلائم كافة أنواع وألوان بشرة الوجه و7 منها لباقي اجزاء الجسم. وتمتاز هذه المستحضرات الطبية في ثباتها وعدم انحلالها طوال ال 24 ساعة في الظروف العادية. وبالامكان استخدامها الى جانب المستحضرات التجميلية اليومية الاخرى.
اما أسلوب العلاج الثالث فيعتمد على استخدام مركبات سيترويدية مضادة للالتهابات الجلدية للحد من انتشار داء البرص فوق اجزاء واسعة من الجسم، ولاعادة اللون الطبيعي للبقع المصابة. الا ان استخدام هذا العلاج لفترة طويلة يؤدي الى مضاعفات سلبية ضارة. لهذا ينصح الاطباء بعدم استخدام السيترويدات الا لفترات قصيرة فقط. وفي حالة فشل اساليب العلاج السابقة الذكر يمكن اللجوء الى الاسلوب العلاجي الرابع الذي يعتمد على استخدام المعالجة الضوئية الكيماوية "PUVA" القائمة على تناول أقراص بسورالين المصنوعة من مادة طبيعية موجودة في بذور الاعشاب الصوفية العملاقة، بحيث يصبح الجلد حساساً لأشعة الشمس فوق البنفسجية من نوع "أ - "UVA لمدة 8 ساعات، يقوم خلالها الطبيب المعالج بتوجيه اشعاعات ضوئية مماثلة لأشعة "UVA" لعلاج البقع المصابة. وتنجح هذه الوسيلة في اعادة اللون الطبيعي للجلد عند 30 في المئة من الحالات ولا يخلو هذا الأسلوب العلاجي من المضاعفات الجانبية كاحتراق الجلد وتضرر العيون واحتمال ضئيل جداً بإمكانية اصابة الجلد بالسرطان.
وإضافة الى ما ورد ذكره من الأساليب العلاجية للبرص، هنالك توجه نحو استخدام وسائل العلاج الطبيعي التي من شأنها أن تحسن الحالة المرضية بأقل قدر من المضاعفات والأعراض الجانبية الخطيرة. ورغم ان هذه الوسائل لا توفر علاجاً سحرياً ضد هذا المرض، إلا ان جمعية البرص البريطانية متفائلة بامكانية بروز علاج فعّال من بين وسائل العلاج الطبيعي المتوافرة حالياً.
ويعتقد خبير العلاج الطبيعي في عيادة هيل اللندنية، هارالد غيير ان اسباب البرص قد تعود الى نقص في الحامض المعدي، وأن ذلك لو بدا غريباً فان العلاقة بين حالة المعدة وحالة الجلد قوية جداً. فإذا نقصت كمية حامض الهيدروكلوريك الضروري لهضم الطعام، تتسرب الاجزاء غير المهضومة الى الامعاء الدقيقة وتقبع فيها مولدة كحولاً سامة تؤدي بدورها الى اصابة الجسم بسوء الامتصاص. الأمر الذي يحرمه من المعادن الضرورية التي يحتاجها للمحافظة على توازنه الغذائي والصحي فيصاب بعدد من الأمراض كفقر الدم والسكري والصدفية والبرص.
ويرجح خبير العلاج الطبيعي هارالد اسباب ذلك الى نقص في حامض البنزويك شبه الأميني "PABA" الذي يحث البكتيريا الموجودة في الامعاء على توليد حامض الفوليك الضروري لعملية هضم البروتينات والذي يؤدي نقصه الى الاصابة بسوء الامتصاص. وهذا ما تؤكده الأبحاث المنشورة في المجلة الاميركية لأمراض الجلد حول العلاقة بين تناول حامض "PABA" والاصابة بالبرص.
وقد يلعب النقص في معدن النحاس دوراً اضافياً نظراً لأهميته في تنشيط خميرة التيروسيناز الضرورية للحفاظ على انتاج مادة الميلانين القتامين التي تعطي الجلد لونه الطبيعي.
ويوصي هارالد بتناول أنواع من الطعام تساعد في تنشيط انتاج خميرة الهضم في المعدة المعروفة بالببسين، كالأناناس والببايا ومعوضات خمائر العصارة البنكرياسية الممثلة بالبنكراتين لأنها تساعد في علاج مشاكل الهضم وسوء الامتصاص.
الوشم
يعود تاريخ الوشم بالصور والرسوم الفنية المعبرة فوق الجسم الى أكثر من 5 آلاف سنة. وتعود رغبة الانسان في التخلص من آثاره الى فترة زمنية مماثلة تقريباً. فتلك الرسوم على الرغم من جمالها ودقة تفاصيلها وبراعة تنفيذها تكتنفها الاخطار الصحية اذا أسيء اختيار الادوات المستعملة في وشمها. كما ان فرحة التزين بها خلال عمر معين أو ظروف خاصة تتضاءل مع مرور الزمن وتنقلب الى نقمة، خصوصاً عندما يرغب الموشوم في الزواج واستخدام احواض السباحة او يضطره وضعه الاجتماعي الجديد للاختلاط بأجواء لا يحترم فيها الوشم والموشومون.
وتتم عملية الوشم بحقن أنواع من الحبر الهندي داخل أدمة الجلد بواسطة إبر يفترض أن تكون معقمة. وتنتج عن كثرة الوخز بهذه الابر جروح دقيقة دامية وأوجاع يمكن السيطرة عليها من خلال مسح دهون وكريمات مخدرة فوق الجلد قبل المباشرة في عملية الوشم. وعندما تنتهي هذه العملية تظهر الصورة المنقوشة فوق الجلد على شكل ندب مجهرية تتراكم فوقها قشور الجلد المجروح ثم تتساقط بعد شفائه خلال اسبوع أو أكثر. وتختلف جروح الوشم عن الجروح العادية في أن عملية الوشم تقوم على حقن الجلد بمادة غريبة تستنفر جهاز المناعة وتدفعه الى مقاومة الوشم ورفضه. ويؤدي اندفاع كريات الدم البيضاء في اتجاه مواقع الوشم الى انتفاخ الجلد وإحمراره وإصابته بالحكاك والهرش. وعندما يفشل الجسم في رفض الحبر المستخدم في عملية الوشم يقوم جهاز المناعة بمحاصرة الموقع الموشوم بخلايا عازلة تغلفه وتمنعه من التغلغل والانتشار. ولا تقتصر عملية الوشم على حقن الحبر الهندي فحسب بل يتطلب بعض المؤثرات والألوان الخاصة التي تزينها، استخدام معادن كالزئبق والكروم والكادميوم والكوبالت وجميعها قادرة على اثارة الحساسية الجلدية.
ويعاني عدد محدود من الناس من الاصابة بأمراض جلدية غير عادية بفعل الجروح الناتجة عن الوشم كالصدفية والأشنة المنسطحة. ولكن أكبر خطر يمكن ان يتعرض له هواة الوشم هو الاصابة بأمراض قاتلة ومعدية كالتهاب الكبد والايدز نتيجة لانتقال دم ملوث عبر الابر المستخدمة في عملية الوشم. وهذا ما يستوجب تعقيم الابر دائماً قبل استخدامها.
أما عملية ازالة الوشم فانها تتم بأربع وسائل مختلفة، ثلاثة منها جراحية تترك ندباً واضحة فوق الجلد على الرغم من أن القائمين بها هم غالباً اخصائيون في الجراحة التجميلية وأمراض الجلد. بينما تعتمد الوسيلة الرابعة وهي الأحدث والأسلم على استخدام اشعة الليزر. فقد أثبتت المحاولات السابقة لإزالة الوشم بالمواد الكيماوية وكشط الجلد جراحياً او استئصاله والاستعاضة عنه بجلد مطعّم مأخوذ من منطقة اخرى من الجسم، ان النتائج لم تكن مشجعة نظراً للتشوهات والندب التي يمكن ان تتركها. وقد دفع ذلك الكثيرين للتوجه الى عيادات المعالجة بالليزر نظراً لما توفره من نجاح في ازالة الوشوم بأقل ازعاج او مضاعفات جانبية غير مرغوبة. فأشعة الليزر باشراف الاخصائيين لا تحرق الجلد ولا تشوهه أو تحرقه ولا تترك اضراراً مستديمة فوقه. ومن أهم الاجهزة المستخدمة في هذه العملية الليزر المزدوج التواتر "YAG Laser" وليزر الكسندرايت "Alexandrite Laser" وكلاهما يقوم باطلاق موجات نابضة قصيرة من الضوء الشديد الطاقة بحيث تفكك صباغ الوشم الى ذرات صغيرة يقوم الجسم بالتخلص منها بواسطة وسائل دفاعه الطبيعية المتمثلة بجهاز المناعة. ويحتاج الاخصائيون لاستخدام الليزر المزدوج التواتر لإزالة الوشم الأحمر اللون وليزر الكسندرايت لإزالة الوشم الأخضر اللون. أما عدد الجلسات اللازمة للتخلص من الوشم المتعدد الألوان فانها تتراوح بين 10 و15 جلسة. بينما يحتاج الوشم ذو اللون الواحد الى ما بين 5 و8 جلسات.
الأوردة العنكبوتية
يعاني البعض من احمرار شديد في الوجنتين والأنف نتيجة بروز أوعية دموية شعرية متسعة ومتشعبة بشكل عنكبوتي فوقها. ويعود السبب في ذلك الى تقدمهم في السن أو ارتفاع درجة الحرارة او الاستهلاك المتزايد للكحول. وتلازم هذه الأوردة المنفردة المصابين بها طوال حياتهم ما لم يتم علاجها موقتا بالماكياج الطبي الذي يعتمد على استخدام المستحضرات التجميلية ذاتها من كريمات وبودرة تلائم جلد المصاب ولا تتسبب بأية مضاعفات جانبية.
اما الآن فقد اصبح بالإمكان علاجها نهائياً بواسطة جهاز ليزر الصباغ النابض الذي يطلق ضوءاً نقياً للغاية بسرعة هائلة بحيث لا يمتصها سوى الهيموغلوبين الموجود داخل الأوردة العنكبوتية المتسعة المراد علاجها. وتؤدي هذه العملية التي لا تستغرق اكثر من 10 دقائق الى تدمير تلك الأوردة وزوالها ومن ثم عودة بشرة الوجه الى لونها الطبيعي خلال اسبوعين بعد اختفاء الرضوض الناتجة عن اشعة الليزر. اما عدد جلسات العلاج فيتراوح بين جلسة وثلاث جلسات.
النمش وبقع الشيخوخة
تظهر هذه البقع البنية اللون نتيجة لازدياد انتاج مادة الميلانين القتامية بفعل الوراثة او بسبب تراكمها على مدى السنين في مواقع معينة فوق الجسم كالوجه واليدين نتيجة التعرض لأشعة الشمس. وتتميز هذه البقع بحساسية بالغة لأشعة الشمس، ما يتطلب حمايتها وتوفير الوسائل الكفيلة بعزلها عن تلك الأشعة. ورغم صعوبة التخلص من هذه البقع في السابق، أصبح من الممكن علاجها حديثاً بواسطة اجهزة الليزر المتطورة مثل الليزر المزدوج التواتر وليزر الكسندرايت. وتتم عملية العلاج بإطلاق ضوء نقي جداً لا يمتصه سوى الصباغ ذي اللون البني بينما يتجاهل الضوء الليزري باقي الألوان. وهذا ما يضمن علاج البقع البنية من دون سواها.
آراء الخبراء
ولما كانت أهم خطوة في العلاج تبدأ في حسن اختيار المكان وجهة الاختصاص القائمة عليه، قامت "الوسط" بزيارة لإحدى عيادات شركة ليزر كير البريطانية في شارع هارلي ستريت في مدينة لندن. باعتبارها واحدة من أغنى عيادات الليزر تجهيزاً وخبرة في أوروبا. وقد أتاح ذلك فرصة الاطلاع عن كثب والاستفسار عن العلاج وتفاصيله. حيث أشار الدكتور بيتر رولي، اخصائي علاج الليزر، الى اهمية تسلسل خطوات العلاج بالنسبة الى القادمين من الخارج. فإذا رغب احد المواطنين في الدول العربية المباشرة في تلقي العلاج، عليه أولاً ان يرسل صورة ملونة للبقعة أو اللطخة او الوشم الذي يود الخلاص منه. لأن ذلك يتيح المجال للأخصائي كي يحدد جدوى العلاج وإمكانية نجاحه. فإذا كانت طبيعة التشوه الجلدي ونوعيته قابلة للعلاج بالليزر، يتم تحديد الجلسة الأولى لاختبار تأثير الليزر على جزء صغير من البقعة المراد علاجها. وبناء على نتيجة هذا الاختبار وحجم ونوعية التشوه يقرر الطبيب المعالج متابعة جلسات الليزر ويحدد عددها.
وبسؤاله عن امكانية علاج الأطفال، اجاب الدكتور رولي الى انهم نجحوا في علاج اطفال لم يتجاوز عمرهم 3 أسابيع. اما في ما يختص بالمضاعفات والأعراض الجانبية للعلاج بالليزر، فقد أكد الدكتور رولي الى اقتصارها على بعض الرضوض التي تزول خلال أسبوعين من نهاية العلاج. وينصح الاخصائيون بضرورة حماية البقع المعالجة بالليزر من أشعة الشمس لأنها تكون شديدة الحساسية لها. وأشار الدكتور رولي الى ان جلسة العلاج لا تستغرق اكثر من 15 دقيقة ولكن يجب الانتظار فترة 6 أسابيع بين كل جلسة وأخرى وذلك لاستحالة علاج اللطخة او البقعة الكبيرة الحجم بجلسة واحدة، ولاعطاء الجلد فرصة للراحة والاستشفاء بين الجلسات. وينطبق ذلك على علاج اللطخات الخمرية اللون والوشوم، اما علاج الاوردة العنكبوتية وبقع الشيخوخة فإنه لا يتطلب أكثر من جلسة واحدة في أغلب الأحيان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.