تلقت "الوسط" من السيد هاني الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الرسالة الأتية: السيد رئيس تحرير مجلة "الوسط" المحترم تحية وبعد، أرجو التكرم بنشر التوضيح الآتي لما نشر في مجلتكم تحت عنوان "هاني الحسن يتذكر". كان السيد غسان شربل قد لاحقني لشهور لأكتب شيئاً عن حصار بيروت الذي عايشته بكل تفاصيله عام 1982، لكنني كنت أعتذر دائماً لضيق الوقت، خصوصاً وان الموضوع متعدد الجوانب ولا يكتب على عجل. وبعد الحاح وافقت على ان أسجل على شريط ما يتعلق بالطريقة التي اتخذ فيها قرار الخروج من بيروت، والتقينا في لندن واتفقنا على ان يُفرغ الشريط ويصاغ ويعرض علي قبل نشره كي أعيد قراءته وتصحيحه وأعتمده بصورته النهائية. لقد فوجئت بأن السيد غسان شربل نشر الحديث من دون إرساله الي قبل النشر كما كان متفقاً. وعندما اتصلت به متسائلاً عن عدم التزامه الاتفاق، اعتذر لي بأن الحديث نشر أثناء وجوده خارج لندن، وأنه يأسف لعدم تمكنه من إرساله الي قبل نشره. وبعدما قرأت ما نشر لاحظت تعمداً لإبراز بعض الأسماء كعناوين ومانشتات في شكل مثير لم أقله مما يفرض علي إيضاح الآتي: 1- بعد انتهاء الحديث عن قرار الخروج من بيروت تبادلنا الحديث في مواضيع متفرقة لا علاقة لها بحصار بيروت، ومنها موضوع أحداث عام 1976. وقلتإأن مشكلة لبنان تبدأ دائماً بالصراع الذي يتفجر عند بدء معركة الانتخابات الرئاسية. وإننا قد فوجئنا بعدما اخذنا نساند قرار الحركة الوطنية بدعم ترشيح العميد ريمون إده، بأن العميد إده لم يكن المرشح الأول للشهيد كمال جنبلاط مع انه لم يكن يصرح بذلك أبداً. واتفقت مع الأخ أبو عمار على خطة يتم عبرها التظاهر امام كمال جنبلاط بأن امكانات متوافرة تضمن نجاح العميد بما في ذلك الامكانات المادية. هناك فرق كبير بين ما ذكره غسان شربل وما كتبه نقلاً عني "اننا احضرنا الاموال اللازمة لانتخاب ريمون إده" وبين القول إننا قررنا ان نتظاهر بأننا وفرنا المطلوب لتحقيق ذلك. ان العميد ريمون إده سياسي ووطني كبير، وإذا ما ذكرت نظافة اليد ذُكر. 2- صيغت قضايا عدة اخرى على نحو غير دقيق وقد يفهم خطأ اساءة الى بعض الوطنيين، والاغرب ان ينشر ما لم يتفق على نشره من دون تكليف العناء حسن الصياغة. 3- لا يعقل ان يذكر اسم الأخ الشهيد أبو اياد من دون ان يرفق ذلك بذكر ما يستحقه من تقدير. 4- انني اعد الاخوة الكثيرين من القراء والاصدقاء الذين اتصلوا بي مطالبين بأن اكتب بالتفصيل مجرى تلك الاحداث، باستجابة رغبتهم في أقرب فرصة ممكنة، خصوصاً ان ذكر بعض الاحداث جاء في شكل غامض لم أتعمده أنا، خصوصاً في ما يتعلق بالعرض الاميركي المهم الذي انتزعه الملك فهد بن عبدالعزيز من الرئيس كارتر، وكذلك الخطة التي وضعها أبو عمار واللجنة القيادية معه للصمود ستة شهور والتي صمدنا بفضلها ثلاثة اشهر، وكذلك النتائج السياسية لحرب 1982. ان الوقائع والاحداث التاريخية لا تظهر ببعدها الحقيقي، الا اذا عرضت في سياقها التاريخي المتعدد الجوانب. وسأبذل جهدي لتوفير الوقت لتسليط الاضواء على الدور الوطني للحركة الوطنية اللبنانية والاسلامية، وكذلك مواقف رجال عظام كبار شاركوا في صنع الاحداث بكل جوانبها المشرقة غالباً والمعتمة في بعض الاحيان، ودفعوا حياتهم ثمناً لمواقفهم، وعلى رأس اولئك الرجال كمال جنبلاط وصلاح خلف وسعد صايل. المحرر: توضيح السيد هاني الحسن يحتاج الى بعض التوضيح. ومن عادة التعاطي مع المراحل الحارة ان يثير ذكريات واشكالات وتوضيحات. مع اقتراب دخول السلطة الفلسطينية الى غزة وأريحا كان من المناسب ان ترافق "الوسط" خروج المقاومة الفلسطينية من تونس بتذكر دلالات اخراجها من بيروت في 1982. وكان الزميل غسان شربل فاتح السيد هاني الحسن بهذا الموضوع فوعده بالتحدث لاحقاً. وشاءت الصدف ان يجتمعا معاً في طائرة متجهة من باريس الى لندن، بعدما كان الزميل شربل التقى المدير السابق لمخابرات الجيش اللبناني السفير جوني عبده. وقبل الافتراق في المطار تم التفاهم على عقد اللقاء في مكاتب "الوسط" في لندن. عقد اللقاء، وفي ختام الحديث الذي تحتفظ "الوسط" بتسجيله الصوتي تمنى السيد الحسن ان يطلعه الزميل عليه لتصحيح بعض التواريخ. لكنه عندما أفرغ الحديث وقرأه لم يجد فيه تواريخ تحتاج الى تصحيح، وتصادف نشر الحديث فعلاً مع غياب الزميل شربل عن لندن في زيارة لبيروت. ربما تسببت ردود الفعل على الحديث في احراجات للسيد الحسن وربما لم تكن لبعضها علاقة بالنص، بل جاءت استكمالاً لتجاذبات ليست "الوسط" طرفاً فيها. لقد حرصنا في نشر الحديث المسجل كاملاً على الدقة وايراد كل مسألة في سياقها وإطارها. إن الهدف من سلسلة "فلان يتذكر" هو انعاش ذاكرة اللاعبين في المحطات الاساسية وانعاش ذاكرة الناس. وربما ساهمت ردود الفعل والتوضيحات في ايضاح ما كان يحتاج فعلاً الى توضيح خصوصاً ان مهمة الصحافي هي ملاحقة الحقيقة لا غيرها.