خام برنت يصعد 1.3% ويصل إلى 75.17 دولار للبرميل    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    6 فرق تتنافس على لقب بطل «نهائي الرياض»    ناتشو: كنا على ثقة أننا سنفوز على النصر    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    استقالة مارتينو مدرب إنتر ميامي بعد توديع تصفيات الدوري الأمريكي    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    دوري روشن: التعادل الايجابي يحسم مواجهة الشباب والاخدود    الهلال يفقد خدمات مالكوم امام الخليج    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    فعل لا رد فعل    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الايدز يهدد العالم العربي 7 يتمركز في إفريقيا ويكثف وجوده في أوروبا وأميركا ويتوسع في آسيا
نشر في الحياة يوم 04 - 04 - 1994

حذر الدكتور مايكل ميرسون مدير برنامج مكافحة الايدز العالمي في منظمة الصحة العالمية دول المنطقة العربية، خلال انعقاد مؤتمر الكويت الدولي الرابع للايدز في 22 آذار مارس 1994 من انتشار هذا الوباء القاتل في المنطقة على غرار انتشاره في دول اخرى7 ودعا الى اتخاذ الاحتياطات الوقائية عن طريق السلوك القويم للحكومة والأفراد، موضحاً ان بعض الدول الآسيوية والغربية ينتهج قوانين اباحية تساعد على انتشار المرض7 وعلى رغم ان انتشار الايدز محدود في الدول العربية، فان المرأة العربية نجحت، من خلال تطور الوعي الصحي تجاه هذا الوباء، في تجاوز حاجز الخوف والتعبير علناً اثناء انعقاد مؤتمر الكويت الدولي الرابع للايدز عن خشيتها من انتقال فيروس الايدز اليها عن طريق الزوج في حالة تورطه بعلاقات جنسية غير مشروعة7
وقالت السيدة ليلى الجاسم من ادارة التوعية الصحية الكويتية ان ليس من السهل على النساء الخليجيات أن يطلبن من ازواجهن استخدام العازل الطبي، وانتقدت السيدة سياسة التحفظ المتبعة في ما يتعلق باستخدام العوازل الطبية كوسيلة للجنس الآمن لاعتبارات ثقافية واجتماعية ودينية.
وهذا الكلام الجديد الصادر عن ألسنة نسائية عربية يأتي من ضمن الحملة العالمية الكبرى التي بدأت لاحتواء هذا المرض الخطير كما يبين التحقيق الآتي7
لم يشهد تاريخ العناية بالصحة العامة للانسان مثل هذه السرعة والكثافة في الجهود المبذولة للسيطرة على وباء الايدز7 وفي كل مرج تظهر بوادر اكتشاف جديد ضد هذا المرض، تباشر وسائل الاعلام تضخيم الحدث ورفع آمال المصابين7 وفي كل مرة تنتهي تباشير البهجة والاثارة بالشك والانتقاد وخيبة الأمل7 وعندما يختلف العلماء الذين يتسابقون في التنافس لدفع مستقبلهم المهني وتحقيق التقدم للانسانية، وتأكيد مدى قيمة الانجاز وفحواه، يحتار الانسان في من يصدق7 وظهرت اخيراً انباء مثيرة عن انجاز طبي مهم حققه الدكتور آرا هوفانيسيان، العالم الفرنسي اللبناني الاصل في معهد باستور في باريس، تمكن خلاله من اكتشاف البوابة التي يدخل منها فيروس الايدز الى الخلايا التي توفر المناعة للانسان، وفهم الطريقة التي يغزو فيها تلك الخلايا7 وازدادت أهمية هذا الاكتشاف كونه صادراً عن مختبرات معهد باستور الشهيرة التي اكتشف فيها فيروس الايدز للمرة الاولى عام 1983 على يد البروفسور لوك مونتنييه7 والمؤسف ان وسائل الاعلام سارعت الى عرض الاكتشاف معلنة انه سيفتح مجالاً جديداً لعلاج المرضى بالايدز، حتي قبل ان يتمكن البروفسور هوفانيسان من تفسير أهمية اكتشافه في مؤتمر صحافي عقده في باريس لاحقاً7
تتركز أهمية هذا الانجاز الصبي في انه يكشف ان الانزيم البروتيني سي7دي7 26 يسمح لفيروس الايدز بدخول خلايا المناعة بعد التصاقها بالأنزيم البروتيني سي7دي 4 الذي يعتبر بمثابة المرساة التي يربط الفيروس نفسه بها فوق تلك الخلايا7 وبهذا يتصرف سي7دي 26 كأنه البوابة التي يدخل منها الايدز7 وكان الاعتقاد السائد انه يلتصق بأنزيم سي7دي 4 الموجود فوق الخلايا ويخدعه على نحو يسمح له بدخول تلك الخلايا7
وهذا يعني ان الاكتشاف الجديد سيتيح المجال للعلماء كي يبتكروا دواء جديداً يمكنهم من منع وصول الفيروس الى الانزيم البروتيني وبالتالي منع العدوى7 الا أن عدداً كبيراً من الباحثين المرموقين الذين حضروا المؤتمر الصحافي، بمن فيهم الدكتور روبرت غالو الذي يعمل في المعهد الوطني للسرطان في بيتيسدا الاميركية، لم يقتنعوا بأن ذلك الانجاز سيعجل في ايجاد علاج فعال لمرض الايدز7
وتجدر الاشارة الى ان الدكتور غالو كان اعترف سابقاً بأنه زور حقيقة اكتشفه فيروس الايدز، وتراجع عن ادعائه أنه اكتشفه قبل الدكتور مونتنييه عام 71983 وليس غريباً ان تظهر المنافسة على اشدها بين العلماء الاميركيين والفرنسيين في هذا المجال7
أهمية تتبلور وعقبات
ان اهمية اكتشاف هوفانيسيان آخذة في التبلور تدريجاً7 وليس هناك ادنى شك في انها ستتبلور اكثر في المستقبل عندما يتم تأكيدها في الأشهر المقبلة في مختبرات اخرى داخل الولايات المتحدة وأوروبا7 ويعتقد الدكتور مونتنييه ان التعرف الى طريقة التفاعل بين انزيم سي7دي 26 وعروة الفيروس في - 3 سيقود الى ايجاد لقاح مضاد للايدز7 اما العقبات التي يحتمل ان تواجه الباحثين فهي محاولة وقف النشاط الانزيمي لبروتين سي7دي 26 داخل الخلايا المناعية من دون المساس بوظائفه الضرورية الأخرى التي تلعب دوراً مهماً في تنشيط الخلايا المناعية السليمة7
وبعد أيام على اعلان العلماء الفرنسيين اكتشاف البوابة التي يدخل منها فيروس الايدز الى الخلايا المناعية، اعلن فريق من العلماء الاستراليين انهم تمكنوا من نسخ الخريطة الوراثية لأنزيم سي7دي 26 ورسمها7 وأفاد الدكتور جيف ماكوغان من مستشفى رويال برنس الفرد ان الخطوة التالية لفريق الباحثين هي درس التركيب الوراثي لهذا الانزيم البروتيني ومحاولة اكتشاف او تحديد نقاط الضعف فيه حتى يتمكن الاطباء من ابتكار ادوية قادرة على منع الايدز من غزو الخلايا البشرية7
تلا ذلك اعلان الدكتور جانب مارك سباتييه وفريق من الباحثين الفرنسيين والعرب تحت اشراف البروفسور هيرفي روشا، مدير مختبر الكيمياء الحيوية والهندسة البروتينية في جامعة مارسيليا جنوب فرنسا، أنهم تمكنوا من صنع مركب كيميائي قادر على منع انتشار الايدز7 وأشاد المسؤولون في المعهد الوطني للأبحاث العلمية بهذا الاكتشاف باعتباره خطوة مهمة على طريق الوصول الى حل للغز الايدز7 ويمثل هذا المركب الكيميائي الجديد أس7بي7سي7 نوعاً آخر من العوامل العلاجية النافعة ضد الفيروس القاتل، فهو يعمل فاصلا عازلا عندما يلامس الايدز الانزيم سي7دي 4 فوق الخلايا المناعية السليمة7
مركب يمنع دخول الايدز
وحديثاً تمكن الدكتور ساستري ومجموعة من الباحثين في مركز ام7بي7 اندرسون للسرطان في هيوستن - تكساس من انتاج ببتيد مركب بروتيني مستخرج من جزء مهم من سطح فيروس الايدز، قادر على منع انتشار عدوى فقدن المناعة بواسطة الايدز في مستنبتات الخلايا المخبرية7
ويعمل هذا المركب الكيميائي الجديد عن طريق منع الفيروس من دخول الخلايا المناعية وذلك باحتلاله البقع الموجودة فوق سطح الخلايا التي تسمح عادة لفيروس الايدز بالدخول من خلالها7 ويتداخل الببتيد الكيميائي ايضاً في الطريقة التي تنقل فيها الخلية المصابة عدوى الايدز الى الخلايا السليمة7 ويحاول الدكتور ساستري وفريق الباحثين الحصول على موافقة ادارة الادوية والأغذية الاميركية لمباشرة تجربة هذا المركب الجديد على بعض حاملي الفيروس الذين لم تظهر عليهم الأعراض بعد7 ويعود تفاؤل الدكتور ساستري بامكان نجاح هذه التجارب على الانسان الى النتائج الايجابية التي حققها الببتد في وقف انتشار الايدز بعد غمر مستنبتات من الخلايا البشرية به ثم تعريضها له7
ويمتاز هذا الانجاز الطبي الجديد في انه يدعم النتائج السابقة التي حققها البروفسور هوفانيسيان وفريق الباحثين الفرنسيين في معهد باستور7 فالمركب البروتيني او الببتيد الذي تم تحضيره في مركز ام7دي7 اندرسون للسرطان في تكساس يمكن ان يمنع دخول الايدز الى الخلايا البشرية السليمة في الموقع الذي اكتشفه هوفانيسيان سي7دي 26 الذي اكتشف قبل بضع سنوات7
وكان هوفانيسيان لاحظ ان الفيروس يعجز عن اقتحام الخايا الحيوانية السليمة اذا افتقدت أحد هذين الانزيمين أو المنفذين، وانه لا ينجح في نقل العدوى الا اذا توافر كلاهما على سطح الخلايا الطبيعية7 لهذا يأمل ساستري وفريقه في ان توافق السلطات الصحية الاميركية على تجربة الببتيد الجديد على بعض المرضى للتأكد من فاعليته وصلاحيته قبل تضخيم فوائده المرجوة عبر وسائل الاعلام ونشر آمال واهية للملايين الذين يحملون الايدز7
كارثة الايدز في القارة الافريقية
واذا كانت جهود العلماء تبشر ببعض التفاؤل مستقبلاً فان آخر الدراسات الوبائية عن انتشار الايدز في افريقيا يفيد ان هذا المرض اصبح من الامراض الرئيسية القاتلة التي تهدد السكان في تلك القارة، بخلاف الادعاءات السابقة بأن هذا الوباء فيها مجرد خرافة7 فقد تضاعفت نسبة الوفاة هناك عما كانت قبل ظهور المرض، وأصبح الموت يهدد الشباب من حاملي فيروس الايدز بالموت المبكر بمعدل يفوق 87 مرة امثالهم من غير المصابين7
وتؤكد احصاءات منظمة الصحة العالمية ان عدد المصابين بالفيروس في افريقيا وصل الى 10 ملايين من اصل 15 مليون اصابة في العالم اجمع7 وتقدر تقارير المنظمة ان يرتفع عدد الاصابات في القارة الافريقية الى اكثر من 20 مليون بحلول العام 72000 ويخشى المسؤولون ان يصل عدد الوفيات نتيجة الاصابة بالايدز في افريقيا الى حوالي مليون سنوياً7 وأشار الدكتور مايكل ميرسون مدير البرنامج العالمي لمكافحة الايدز في منظمة الصحة الي ان الانباء الواردة عن وباء الايدز في القارة الافريقية، وبخاصة جنوب الصحراء الكبرى، لا تبشر بالخير، وان الفيروس آخذ في توسيع انتشاره من وسط القارة وشرقها الى جنوبها وغربها7
وأكد في كلمة القاها خلال انعقاد المؤتمر الدولي الثاني للايدز في افريقيا في كانون الأول ديسمبر 1993 في مدينة مراكش، ان حركة السكان وكثرة تنقلهم داخل القارة وخارجها نتيجة الاضطرابات السياسية والاقتصادية تزيدان سوء الحالة الوبائية اجمالاً7 وأثنى على الجهود التي يبذلها بعض الدول الافريقية في مجال التوعية والوقاية الصحية ضد الايدز. الا انه انتقد عدم تعميمها بالحجم والسرعة اللازمين في كل القارة، مضيفا أن عددا كبيرا من الدول الأفريقية ما زال في مؤخرة الدول التي تعمل جدياً على مكافحة هذا الوباء القاتل7
ان القارة الافريقية هي اكثر القارات اصابة بوباء الايدز، وقد اصبحت دول عدة داخلها مثل راوندا وزيمبابوي وكينيا وزائير والكونغو وتانزانيا واوغندا وزامبيا تحت رحمة هذا المرض من الناحية الاجتماعية والصحية والاقتصادية7 وهو السبب الأول للوفاة في ابيدجان عاصمة ساحل العاج7
ويعتقد العلماء بأن أسباب الانتشار الواسع النطاق للوباء في افريقيا لا يعود في الدرجة الأولى الى تعاطي المخدرات بالحقن الوريدي وممارسة الشذوذ الجنسي ونقل الدم الملوث بفيروس اتش7آي7في7، حيث اثبتت الدراسات ان هذا العوامل محدودة في البلدان الافريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى7
وتبعاً لما اظهرته دراسات اخرى عدة، ان الجماع المهبلي هو طريق الاتصال الجنسي السائد في تلك البلاد، فإن العلماء يميلون الى الاعتقاد بأن تعدد الاتصال الجنسي وممارسة البغاء هو السبب الرئيسي في تفشي فيروس اتش7آي7في هناك7 اما العوامل الاخرى التي تساعد في زيادة قابلية سكان تلك الدول للعدوى فهي كثرت تعرضهم للأمراض التناسلية التي تحدث قروحاً فوق الأعضاء التناسلية مثل الزهري والتقرحات اللينة التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي وتزيد في احتمال الاصابة بفيروس الايدز بأكثر من 100 مرة7
وبينت الدراسات الافريقية ان مثل هذه الامراض يمكن ان يزيد قدرة حامل هذا الفيروس على اصابة الآخرين7 كما ان الانتشار المرتفع للأمراض التناسلية في افريقيا الاستوائية بالمقارنة مع سكان أوروبا يتفق مع الافتراض أن هذه الامراض تزيد انتشار الايدز في أفريقيا
بوادر كارثة في آسيا
ويخشى الاطباء وخبراء الصحة الوقائية في منظمة الصحة العالمية من النمط الذي بدأ ينتشر فيه الايدز في القارة الآسيوية7 فهو يشبه الى حد بعيد النمط الذي سلكه اثناء انتشاره في القارة الافريقية قبل 11 سنة7 كما ان دول جنوب شرق آسيا مثل تايلندا والفيليبين تتعرض حالياً للمخاطر ذاتها بعدما فاق حجم مشكلة الايدز قدرات نظم الرعاية الصحية وأصبح يهدد بدمار العلاقات الأسرية وتيتيم الاطفال وتخريب الاقتصاد7 ويبدو ان تفشي البغاء والزنى والامراض التناسلية والمخدرات والفقر وقلة النظافة سواء في القارة الافريقية والآسيوية كان له دور رئيسي مهم في سرعة انتشار الوباء7
وبينت الاحصاءات اللأخيرة لمنظمة الصحة العالمية ان ارتفاع عدد الاصابات بفيروس الايدز في تايلندا بات يهدد بكارثة صحية لا تحمد عقباها، خصوصاً بين صغار المتطوعين في الجيش وبين المومسات ومدمني المخدرات بالحقن الوريدي، حيث ينتشر نوعان من الايدز: النوع الأول ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي ويشبه الفيروس المنتشر في افريقيا الوسطى7 والثاني عن طريق حقن المخدرات ويشبه الفيروس المنتشر في أميركا الشمالية وأوروبا. وأشار الدكتور ميرسون مدير البرنامج العالمي لمكافحة الايدز في منظمة الصحة الى ان عدد حاملي فيروس المسجلين في تايلندا ارتفع خلال 5 سنوات، ما بين 1987 و1992، ومن 200 شخص الى 350 الفا7 ويعكس هذا بوضوح خطورة الموقف في جنوب شرق آسيا حيث بلغ عدد حاملي الفيروس فيها مليوناً ونصف مليون في أواخر 71993 وتأمل منظمة الصحة ان تنجح حملات التوعية والتثقيف الصحي في تلك الدول وفي كل من الهند والصين لئلا تسير في الركب الذي سار فيه بعض الدول الافريقية في الماضي7
الايدز في العالم العربي
تعاني الدول العربية كغيرها من دول العالم من مشكلة نقصان المناعة المكتسبة الايدز7 وتعتبر هذه المشكلة محدودة نسبياً فيها بالمقارنة مع غيرها نظراً الى ضآلة عدد حاملي فيروس أتش7آى7في7 HIV والمصابين بمرض الايدز الذين أبلغت عنهم منظمة الصحة العالمية حتى نهاية 71993 فقد بلغ عدد المصابين بالمرض 1987 شخصياً بينما بلغ عدد حاملي الفيروس 6420 تقريباً7 واذا قورنت هذه الأرقام بأرقام منظمة الصحة لحاملي فيروس أتش7آي7في البالغ عددهم 15 مليونا، ومرضى الايدز البالغ عددهم 3 ملايين في العالم، يظهر الفارق الشاسع في حال تفشي المرض في الدول العربية وانتشاره المخيف في دول العالم الاخرى7
وقد أبدى الدكتور محمد حلمي وهدان، مدير قسم السيطرة على الامراض التي يمكن احتواؤها في المركز الاقليمي لمنطقة شرق البحر المتوسط التابع لمنظمة الصحة في الاسكندرية EMRO خشيته من ان تعطي الأرقام الضئيلة الصادرة عن الدول العربية شعوراً زائفاً بالأمان7 فعلى رغم ان الوباء آخذ في الانتشار في صورة بطيئة جداً في الدول العربية الا انه مستمر في الازدياد والتصاعد7
كما ان هذه الأرقام لا تعطي صورة دقيقة عن الأوضاع الحقيقية لانتشار الايدز في المنطقة العربية7 فالتصاعد في عدد الحالات والاصابات بفيروس الايدز في العالم العربي ما بين 1986 و1993 يشير الى احتمال استمرار زيادتها اضعافاً مضاعفة في المستقبل7 كما ان هنالك اعداداً مجهولة من حاملي الفيروس لم تكتشف أو يبلغ عنها، الامر الذي يتطلب تحركاً رسميا وشعبياً نشطاً في مجال التوعية والتثقيف للحد من انتشار الوباء وتوفير الوقاية اللازمة للمواطنين7
ولتأكيد الاهتمام بحماية المنطقة العربية من هذا الوباء، انشأت منظمة الصحة العالمية بالاتفاق مع الدول المعنية مركزين معاونين لمكافحة الايدز في كل من الكويت والقاهرة وربطا بالمكتب الاقليمي لمنطقة شرق البحر المتوسط EMRO، بهدف تقديم الخبرة في مجالي الفحص والتدريب للدول العربية7 ويعد المكتب الاقليمي المنشورات التثقيفية عن الايدز ويتولي تنسيق التقارير الاحصائية الواردة من الدول العربية وغيرها من الدول التابعة لمنطقة شرق البحر المتوسط7 ويحرص على نشر البرامج التثقيفية التي تلائم طبيعة تقاليد المجتمعات العربية لتعم الفائدة من دون التداخل او التأثير في فحوى تلك التقاليد والمعتقدات7
العمال والطلاب
من جهة اخرى، اظهرت الدراسات الوبائية ان فيروس اتش7آي7في7 ينتقل في الدول العربية بالدرجة الأولى عن طريق الاتصال الجنسي بأشخاص يحملون الفيروس في مناطق معروفة بتفشي الوباء فيها7 وتشمل لائحة المصابين العمال والطلاب الذين يمضون فترات من حياتهم خارج الوطن، وكذلك المواطنين الذين يسافرون لقضاء العطل وانجاز الاعمال7
ويشير الدكتور وهدان الى ان قرابة 90 في المئة من حالات الاصابة بفيروس الايدز في العالم العربي ناتجة عن الاتصال الجنسي وان 60 في المئة من هذه الحالات تتم عبر العلاقات السوية بين الرجال والنساء، وان 40 في المئة منها تتم عبر العلاقات الشاذة7 وبينت الدراسات ايضاً ان انتقال فيروس اتش7آي7في داخل الدول العربية محدود جداً وان معظم الاصابات المعلن عنها ناتج من الاتصال الجنسي المستورد من الخارج7 كما ان انتقال الفيروس عن طريق نقل الدم الملوث ومشتقاته يقتصر على الدول التي ما زالت تعتمد على استيراد الدم من الخارج لعجزها عن توفير الاكتفاء الذاتي7 وجاءت فضيحة الدم الملوث الاخيرة في ألمانيا التي تسببت في نقل العدوى الى بعض المواطنين العرب لتؤكد اهمية الاعتماد على التبرع بالدم والتأكد من خلوه من الامراض7
ان التقاليد والمعتقدات العربية وطبيعة التربية والتثقيف والعلاقات الاجتماعية تلعب دوراً رئيسياً في الحد من انتشار الايدز في المنطقة العربية7 وأكدت الدراسات هذه الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها خصوصاً بعدما تفاقم الوباء في القارتين الافريقية والآسيوية نظراً الى تفشي الفساد والبغاء والزنى7 اضافة الى تدهور الاوضاع في اميركا وأوروبا نتيجة الفساد الاخلاقي والشذوذ وحقن المخدرات7
ومن هنا لا بد من الالتزام تلك التعاليم والتقاليد والمحافظة عليها وحمايتها وتربية اجيالنا العربية عليها حتى تنشأ مسلحة ضد هذا الوباء القاتل وغيره من الاوبئة التي ربما ظهرت مستقبلاً7
استراتيجية جديدة للمقاومة
بعد فشل الاستراتيجيات السابقة في الحد من تفشي مرض الايدز واستمرار انتشاره بالصورة الوبائية الحالية، يتجه المسؤولون في منظمة الصحة العالمية الى التوصية باتباع اسلوب ثوري جديد يعطي النساء فرصة ذهبية لأخذ زمام المبادرة في حماية انفسهن من التقاط عدوى الأيدز ويقيهن شر الاصابة بفيروسه7 جاء ذلك نتيجة لعدم التزام الرجال التزاماً جدياً تعليمات منظمة الصحة التي تحضهم على ضرورة استخدام الواقي اثناء ممارستهم علاقاتهم الجنسية7 وقال الدكتور ميرسون ان الاحصاءات الاخيرة تبين ان حوالي نصف عدد المصابين الجدد بفيروس الأيدز هم من النساء، وأن معظم حاملي الفيروس في عالم قد يكون التقط العدوى عن طريق ممارسة العلاقات الجنسية السوية غير المحمية بين الرجال والنساء، وان اكثر من مليون امرأة أصبن بفيروس اتش7آي7في خلال عام 1993، اي بمعدل اصابة كل دقيقتين7 إضافة الى ان الأيدز يعتبر القاتل الاول للنساء في نيويورك وسان فرانسيسكو و7 مدن رئيسية اخرى في الولايات المتحدة7 ويعتقد الخبراء بأن النساء في الدول النامية معرضات خصوصاً للخطر بسبب اهمال رجالهن الاجراءات الوقائية، وبسبب عمليات نقل الدم التي قد يتعرضن لها اثناء الحمل او الولادة7 أضف الى ذلك ان مليون طفل قد يكونون اصيبوا بعدوى الايدز عن طريق الرضاعة منذ بداية انتشار الوباء7
كل هذه المعلومات تؤكد اهمية الدور الذي يمكن ان تلعبه استراتيجية وقاية النساء من فيروس اتش7آي7في في الحد من انتشار الوباء7 وتعتمد الاستراتيجية الجديدة على توفير مراهم منظفة مبيدة للميكروبات تضعها المرأة داخل الفرج قبل مباشرة عملية الجماع لتعطيل الاحياء المنوية والفيروسات داخل المهبل والقضاء عليها قبل ان تتمكن من نقل العدوى الى خلايا الجسم السليمة7
وصرح الدكتور جووب لانج رئيس مجموعة الابحاث في منظمة الصحة العالمية بأن التجارب الميدانية التي أجريت على عدد من المومسات في كينيا والكاميرون وزامبيا حققت نجاحاً واعداً يمكن تطويره الى الافضل اذا تمكن الباحثون ومصنعو هذه المراهم من تحسين تركيبة منظف نونوكسينول - 9 الذي استخدم في تلك التجارب لتحاشي ظهور اية مضاعفات صحية غير مرغوب فيها، كالتسبب في ظهور قروح في المهبل وعنق الرحم شبيهة بتلك التي اصابت بعض المومسات الخاضعة للتجارب7
وتجدر الاشارة الى ان المراهم المبيدة للميكروبات والاحياء المنوية موجودة منذ عشرات السنين، الا ان جدواها في مقاومة فيروس أتش7آي7في والحد من انتشاره لم يسترع انتباه الباحثين لانشغالهم بالبحث عن لقاح او دواء وتركيز جهودهم في هذا الاتجاه وفي حض الرجال على استخدام الواقي اثناء ممارسة الجنس7
دور فيروس أتش7آي7في7
على رعم انفاق مليارات الدولارات على الأبحاث المتعلقة بمرض الأيدز ومسبباته خلال 11 سنة من تاريخ اكتشافه، ما زالت الحقائق العلمية عاجزة عن اثبات النظرية القائلة بأن فيروس "HIV" هو المسؤول عن هذا المرض7 فقد ظهرت تساؤلات علمية وطبية عدة محيرة لا يمكن تجاهلها اذا اردنا معالجة هذا الموضوع وفهم حقيقته وسبر اغواره في صورة نزيهة مجردة7
من هذه التساؤلات عدم انتشار الفيروس في اوروبا والولايات المتحدة انتشاراً وبائياً مخيفاً كما توقع العلماء وخبراء منظمة الصحة العالمية منذ عام 1983 اذ وصل عدد الاصابات الي ثلث المتوقع في اوروبا، بينما لم يتغير العدد المتوقع في الولايات المتحدة، وهو مليون اصابة، طوال 9 سنوات7 ولا يمكن فيروساً خطراً وقاتلاً مثل الأيدز ان يرواح مكانه من دون زيادة تشبعه وانتشاره طوال تلك السنين7
وفي دراسة وبائية شاملة لمجموعة من خبراء مجلس الابحاث الوطني في الولايات المتحدة لوحظ ان هناك مناطق جغرافية عدة ومجموعات سكانية مختلفة في العالم لم تتأثر ابداً بمرض الايدز وربما لن تتأثر به مطلقاً في المستقبل7 واقتصرت الاصابات على فئات معينة من المجتمع في اوروبا واميركا وجنوب شرقي آسيا وافريقيا، خصوصا اصحاب الشذوذ الجنسي ومدمني المخدرات ومعدومي الحال والذين يفتقدون الوعي الصحي والثقافي وبعض ممارسي العلاقات الجنسية المحرمة7 وعادة لا يمكن حالة مرضية وبائية ناتجة من الاصابة بفيروس جديد ان تميز بين المصابين بهذا الشكل7
اما القول بأن فيروس الأيدز يسبب دمار خلايا المناعة في الجسم فانه لا ينطبق تماماً على مرضى الأيدز الذين اخضعوا للدراسة حتى الآن، اذ لا يوجد في دمهم اكثر من خلية مناعة واحدة مصابة بين كل الف خلية سليمة، وهذا عدد ضئيل جداً للتسبب في المرض7 بينما يصيب فيروس الأنفلونزا عادة خلية واحدة من بين كل 3 خلايا سليمة في جهاز المناعة البشري7
ولا يمكن الاعتماد على الاقتراحات القائلة بأن الأيدز يدفع خلايا المناعة الى تدمير نفسها من دون اختراقها، وذلك لأن ملايين المصابين في افريقيا يحملون الفيروس منذ سنوات عدة ويعيشون معه في صورة طبيعية7
وكان البروفسور مونتنييه اشار الى ان ميكروبات المايكوبلازما التي كانت موجودة في مستنبت فيروس الايدز الاصلي، كانت هي المسؤولة عن قتل خلايا المناعة عند مرضى الايدز وان فيروس اتش7آى7في الذي اكتشفه لا بد من ان يكون له دور معين في عملية نقل العدوى7 الا ان الدور لم يتحدد او يكتشف حتى الآن7 وانتقد مكتشف الوباء تركيز الباحثين على اتش7آي7في بدل انصرافهم الى درس العوامل الاخرى مثل المايكوبلازما والاحياء الدقيقة التي لا غداف لها وتلعب دوراً كبيراً في تضخيم مؤثرات الايدز7
اما الادعاءات بأن وجود اتش7آي7في يعني الاصابة بالأيدز وان الاصابة تعني وجود فيروس "HIV" فانه مشكوك في صحتها لأنها لم تثبت علمياً منذ اكتشاف الفيروس7 فالأدلة على انه يسبب مرض الأيدز ما زالت وبائية7
وتجدر الاشارة الى انه في صيف 1992، خلال انعقاد مؤتمر الأيدز العالمي الثامن في امسترادام صرح خبراء الصحة العامة الاميركيون بأنهم اكتشفوا حالات عدة تشبه حالات الاصابة بمرض الايدز الا ان المصابين بها لا يحملون فيروس اتش7آي7في وقد بلغ عدد الحالات التي أبلغ عنها حتى تاريخه 5 آلاف حالة7 وكان البروفسور بيتر دوزبيرغ من جامعة كاليفورنيا في بيركلي أثار ضجة كبيرة في الأوساط الطبية عندما صرح بأن فيروس "HIV" ليس ضاراً ولا علاقة له بمرض الأيدز7
وظهرت حقائق اخرى على بعض مرضى الناعور الهيموفيليا الذين اصيبوا بفيروس "HIV" عن طريق نقل الدم الملوث اليهم، فقد استعاد هؤلاء عافيتهم على رغم انهيارها لسنوات بمجرد تغيير طريقة علاجهم ضد مرض الناعور7 واعتمدت طريقة العلاج على تزويد المرضى البروتين الذي يحتاجون اليه لتصحيح الخلل في سيولة الدم، من دون الحاجة الى البروتينات الاضافية الاخرى التي كانوا يتلقونها ضمن علاجهم السابق7
وتعتبر هذه الطريقة في العلاج اكثر فاعلية واكثر نقاء بألف مرة من الطريقة السابقة7 وبالطبع فان مثل هذه النتائج يثير شكوكاً اضافية في دور فيروس اتش7آي7في في تدهور حال مرضى الناعور الصحية، ما دام انهم قادرون على استعادة عافيتهم ومتابعة حياتهم الطبيعية بعد تلقي العلاج على رغم حملهم فيروس "HIV" وأدى ظهور أدلة علمية جديدة عن وجود نسبة كبيرة من النتائج الخاطئة بين ملايين الأفارقة الذين تم تشخيصهم على انهم يحملون فيروس الايدز الى زيادة الشكوك في مدى صحة الاختبارات والفحوص التشخيصية والكواشف الكيميائية المستخدمة في الكشف عن فيروس اتش7آى7في ودقتها7
هل هناك حل؟
ان الوصول الى حل نهائي لمشكلة الايدز ما زال بعيد المنال، اذ لم تثمر حتى الآن كل الجهود والمحاولات في ايجاد لقاح او دواء فعال ضده على رغم مليارات الدولارات التي انفقت في هذا المجال7 واظهرت دراسة كونكورد البريطانية - الفرنسية الشهيرة ان دواء اي7زد7تي AZT حالياً في علاج مرضى الايدز عاجز عن وقف المرض كلياً ولا يحقق أية فوائد علاجية تذكر إذا أعطي باكراً لحاملي فيروس اتش7آي7في "HIV" الذي لم تظهر عليم اعراض المرض، سواء كان ذلك في اطالة فرص بقائهم أو الحد من تطور المرض في المستقبل7 إضافة الى المضاعفات الصحية الجانبية الضارة الناجمة عن تعاطيه7 ولا ينفي ذلك في اطالة فرص بقائهم او الحد من تطور المرض في المستقبل7 إضافة الى المضاعفات الصحية الجانبية الضارة الناجمة عن تعاطيه7 ولا ينفي ذلك فوائده المحدودة بالنسبة الى مرضى الأيدز الذين فوائده المحدودة بالنسبة الى مرضى الايدز الذين تظهر عليهم أعراض المرض7
وعسى ان تفلح منظمة الصحة العالمية باستراتيجيتها الجديدة وتضافر جهود علمائها في قطع دابر هذا الوباء القاتل وتخليص البشرية منه قبل فوات الأوان7 لأن انفجار الوباء في القارة الإفريقية والآسيوية والمناطق التي تكثر فيها الإصابات ستكون له آثار اجتماعية واقتصادية بالغة الخطورة7 اذ سترتفع معدلات الوفيات ارتفاعاً خطيراً بين مجموعة الاعمار الاكثر انتاجاً من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية ولا سيما منهم اولئك الذين تراوح اعمارهم بين 20 و49 سنة7
وستكون لهذه الضربة الموجهة للشباب والمتوسطي العمر، بمن فيهم العاملون في قطاعي الحكومة والخواص وأفراد النخبة الممتازة في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، آثار اقتصادية وخيمة7 وستفقد دول عدة في أفريقيا وآسيا نسبة مهمة من مجموع دخلها القومي، ما قد يؤدي الى عدم الاستقرار وزعزة الأمن فيها7 ونظراً الى خطورة هذا الوضع الذي يتطلب حلاً عاجلاً استحدث البرنامج العالمي لمكافحة الأيدز في منظمة الصحة العالمية قبل 9 سنوات وحددت له ثلاثة أهداف رئيسية هي: منع حدوث اصابات جديدة بفيروس HIV وتقديم الدعم والرعاية الى المصابين وتكثيف الجهود القومية الدولية ضد مرض الأيدز7 ولتأكيد الحرص على متابعة تلك الاهداف تشارك المنظمة سنوياً في المؤتمرات الدولية والاقليمية المتعلقة بالأيدز وتساهم بخبراتها وخبرائها في رسم الاستراتيجية المناسبة في ضوء نتائج اداء الاستراتيجيات السابقة7
يبقى ان نتذكر ان الأيدز كغيره من الأوبئة الفتاكة لا بد من ان يقهر يوماً777 ولكن متى؟
الأيدز في البلاد العربية
| عدد حالات الايدز وحاملي فيروس اتش7آى7في في الدول العربية حسب احصاءات منظمة الصحة العالمية
الدولة حالات حملة
الأيدز الفيروس
السودان 774 750
جيبوتي 387 2055
المغرب 156 144
الجزائر 138 غير معروف
تونس 136 211
مصر 77 331
السعودية 55 غير معروف
لبنان 44 121
موريتانيا 40 غير معروف
قطر 34 57
عمان 31 149
الاردن 28 59
سورية 21 32
العراق 13 74
الصومال 13 32
البحرين 11 167
ليبيا 10 413
الكويت 10 322
الامارات 8 1409
العربية
فلسطين 7 30
اليمن 2 64
| تمثل هذه الارقام عدد الحالات والاصابات التي ابلغتها السلطات الصحية في الدول المذكورة اعلاه الى منظمة الصحة العالمية7 وهي لا تمثل بدقة الاوضاع الحقيقية لانتشار فيروس الأيدز في المنطقة العربية، الا انها تعطي صورة تقريبية عن الاوضاع السائدة حاليا7
انتشار الأيدز في العالم العربي يتوسع
| تصاعد عدد حالات الأيدز التي ابلغتها الدول العربية الى منظمة الصحة العالمية بين عام 1986 و71993
السنة عدد الحالات
1976 5
1987 117
1988 217
1993 1987
| خلال السنوات الاخيرة ما بين عامي 1988 و1993 ارتفع عدد حالات الايدز في العالم العربي بمعدل 9 أضعاف وبلغ عدد حاملي فيروس الأيدز المسجلين 76420


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.