تونس والاقتصاد العالمي

بعد سقوط الكتلة الشرقية وتشييع الشيوعية الى مثواها الاخير، خلت الساحة للرأسمالية كي تصول وتجول وتفرض هيمنتها. صحيح ان الاقتصاد العالمي يعاني حالياً أزمة ركود، لكن هناك بعض المؤشرات تدل على ان الاو ضاع الاقتصادية ستتحسن في القريب العاجل، وقد سارعت القوى الاقتصادية العظمى الى اهتمامها من جديد بمحادثات التجارة العالمية ضمن اتفاق التجارة والتعرفة الجمركية المسماة GATT التي تضم قرابة 117 دولة بعد نهاية الحرب الباردة اعطت ادارة كلينتون اهمية كبرى لمواجهة الازمة الاقتصادية وذلك بعقد اتفاقية انشاء المنطقة الحرة المسماة "نافتا" مع كل من المكسيك وكندا التي تضم ما يناهز 370 مليون نسمة وتسعى ادارة كلينتون الى فتح اسواق جديدة أمام الاقتصاد الاميركي بالضغط على اوروبا وآسيا.
وأمام تحديات التكتلات الاقتصادية العظمى، وحرص الرئيس زين العابدين بن علي على دفع المبادلات التجارية على مستوى المغرب العربي وذلك بجملة من الاتفاقات لتسهيل التبادل التجاري على المستوى المغربي لأن الانعزال امام القوى الاقتصادية ستكون نتائجه حتماً وخيمة.
إن تونس العهد الجديد أحدثت كثيراً من التغييرات الضريبية والجمركية وذلك لنيل ثقة المستثمرين العرب الذين ساهموا في مشاريع عدة في مجال السياحة والتجارة. ومن الضروري ان تعجل الدول العربية في عقد اتفاقات اقتصادية فعلية في ما بينها لتحقيق مستقبل أفضل لشعوبها ولا تقتصر على السوق العربية فقط بل تتخطاها الى سوق اسلامية موحدة.
سفيان بوعزيز
تونس