رداً على ما جاء في العدد 112 21 - 27 آذار - مارس 1994 في باب الثقافة تحت عنوان: هل تحتمل بيروت معرضين متجاورين للكتاب؟ يحق لنا أن نتساءل بدورنا: ما هي الغاية من طرح هذا السؤال؟ وهل من مبرر لطرحه؟ لقد ظلّت بيروت في أحلك الظروف وفي جحيم القذائف والتدمير العبثي المبرمج مكتبة العالم العربي ودار نشره ولأنها كذلك انتصرت على جراحها وجلاّديها، وبيروت التي تحملت خلال سنوات الحرب عشرات الميليشيات وكابوس الغزو الخارجي واكتوت بنار أبنائها ونار الاعداء والأشقاء، يمكنها بكل تأكيد ان تتحمل معرضين للكتاب لا يفصل بينهما سوى كيلومترات قليلة وشهرين من الزمن... فالمعرضان ناجحان وهما علامة مضيئة في مسيرة لبنان الثقافية وهما اضافة الى ذلك لا يتمترسان في خندقين متواجهين بل يصوبان بنادقهما باتجاه واحد من معركتهما المشتركة ضد الجهل والتخلف. ان نجاح معرض الكتاب الذي يقيمه "النادي الثقافي العربي" ليس مبرراً لالغاء معرض الكتاب الناجح الذي تقيمه الحركة الثقافية في انطلياس ولا يبرر اطلاقاً السؤال الذي طرحه القسم الثقافي في مجلة "الوسط" بل هو حافز لنا جميعاً كي ندعو الى تعميم هذه الظاهرة الصحية وبذلك يستعيد لبنان الذي قامت امجاده على الفتوحات الفكرية عبر التاريخ، دوره الرائد في خدمة الثقافة والمعرفة. واستكمالاً للفائدة نتمنى على النادي الثقافي العربي وعلى الحركة الثقافية في انطلياس ان ينسقا ويتعاونا معاً فيأتي المعرض الثاني مكملاً للأول او يتجه كل منهما الى التخصص. جهاد سلامة برمانا - لبنان