بدأت باريس تستعد لاستقبال تظاهرة ثقافية ضخمة، خلال العام المقبل، تحت عنوان "الموسم التونسي في فرنسا". لكن أول الغيث يأتي من العاصمة البريطانية التي تتهيأ لاستضافة أسبوع للثقافة التونسية بين 25 و30 نيسان ابريل الحالي، يشتمل على معارض ومحاضرات وعروض وأمسيات فنية، ويركز على أبعاد تراثية وفولكلورية واستثمارية، اضافة طبعاً الى الجانب الاساسي، أي الثقافة التي فرضت نفسها منذ سنوات في هذا البلد العربي المنفتح على العالم، كثروة وطنية لا تقل أهمية عن الموارد والثروات الطبيعية. على برنامج التظاهرة التي تنظمها "الوكالة التونسية للاتصال الخارجي"، معرض للمنتوجات التقليدية التونسية، وعروض لفرقة الفنون الشعبية، ومهرجان خاص بالطبخ التونسي، ومحاضرات حول تاريخ تونس عز الدين باش شاوش، وعرض شريط وثائقي عن الآثار التونسيةقرطاج، عبداللطيف بن عمار، وعرض لفرقة "العازفات" بقيادة أمينة الصرارفي، وأمسية للطفي بوشناق... ومحاضرات عن الاستثمار في تونس يشارك فيها ممثل لمؤسسة "كليوباترا بالاس" التي ترعى مشاريع سياحية في تونس. أما على المستوى الثقافي الصرف، فيقام معرض تشكيلي وفوتوغرافي يشارك فية أبرز الفنانين التوانسة في مقر "المعهد الملكي للفنون". ويلقي الصحافي والمسرحي رجاء فرحات مدير مركز الحمامات الدولي محاضرة بعنوان "مدخل الى الثقافة التونسية"، كما يلقي المنتج العالمي عبد اللطيف بن عمّار محاضرة أخرى عن "التسهيلات المتوفرة للصناعة السينمائية في تونس"، بينما تقدم درّة بوشوشة السينما التونسية. وعلى مستوى العروض الفنية، سيحظى الجمهور بفرصة مشاهدة فيلم "شيشخان" الشهير عرض في القاهرةوبيروتوباريس... للثنائي محمود بن محمود والفاضل الجعايبي. وسيقدم "الباليه الوطني التونسي" الذي تديرة مصمّمة الرقص نوال اسكندراني آخر أعماله الاستعراضية بعنوان "تباين". ويحيي الموسيقي البارز أنور ابراهم العائد لتوه من بيروت حيث لاقت حفلاته نجاحاً مذهلاً، أمسية عزف منفرد على العود بعض مقطوعاته مأخوذ من آخر اسطواناته، في "الاكاديمية الملكية للموسيقى". يبقى أن المسرح هو الغائب الاكبر عن الاسبوع، وهذا نقص فادح اذا اعتبرنا أن فن الخشبة يعرف في تونس مع الجعايبي، وتوفيق الجبالي، ومحمد ادريس، ورجاء بن عمار... ازدهاراً واسعاً يجعله أبرز أشكال التعبير وأكثرها تقدماً، ويضعه في موقع الطليعة من الحركة المسرحية العربية.