"صالون الخريف" من المناسبات التي ينتظرها جمهور الفن في بيروت، ومن التقاليد العريقة التي أرساها "متحف سرسق"، فساهمت في اطلاق تجارب وأعمال جديدة، ولعبت على مر السنوات دور المحرك والمفصل الحيوي في الحياة التشكيلية اللبنانية. وفي دورته السابعة عشرة، استضاف "معرض الخريف" الذي ينظمه سنوياً متحف سرسق في الاشرفية، تظاهرة تكريم خاصة لأربعة من رواد الفن التشكيلي اللبناني غيّبهم الموت، كما ضم 87 عملاً ل 64 فناناً تشكيلياً اختارتهم لجنة تحكيم خاصة بالمعرض. هكذا حضر هذا العام الرعيل المؤسس، عبر أعمال لفنانين كبار تم اختيارها من ضمن مجموعات خاصة. اذ كرّم الصالون أربعة من مطلقي الحركة التشكيلية في لبنان والعالم العربي، هم يوسف الحويك، رشيد وهبي، بول غيراغوسيان وصليبا الدويهي. وأمكن للجمهور أن يكتشف، أو يعيد اكتشاف، أربع منحوتات برونزية وواحدة حجرية ونقشيتين برونزيتين وثلاثاً من الجفصين ليوسف الحويك 1883-1962، خمس زيتيات ومائية ولوحة بالحبر الصيني لبول غيراغوسيان 1926-1993، سبع زيتيات تتناول بمعظمها الطبيعة الصامتة من الريف اللبناني لرشيد وهبي 1917 - 1994، وأخيراً ثلاث زيتيات ولوحة أكريليك لصليبا الدويهي 1915-1994. قدم المعرض، من جهة أخرى، أعمالاً ل 27 فناناً من المنتسبين الى المتحف. ويعتبر منتسباً كل فنان قبلت لجنة التحكيم أعماله على امتداد خمسة معارض، فبات يحقّ له الاشتراك تلقائياً في "معرض الخريف". وبين أبرز الفنانين الذين عرضوا هذا العام، من الفئة المشار اليها، شفيق عبود، إيفيت أشقر، أمين الباشا، هرير وإيلي كنعان، حسين ماضي، وجيه نحلة، محمد الرواس، عارف الريس وموسى طيبا... أما في ما يخص سائر الفنانين المشاركين، فقامت اللجنة التحكيمية - حسب ما ورد في الكتيب المرافق للصالون - "بأربع جولات انتقائية على 346 عملاً ل 135 فناناً". وتم الاحتفاظ، في المحصلة النهائية، ب 78 عملاً من زيتيات ومائيات ومنحوتات ل 64 فناناً، علّقت على جدران وسلالم هذا القصر العريق. كما منحت اللجنة التحكيمية المؤلفة من خمسة أعضاء "جائزة دوروثي كاظمي" بالاجماع، الى الفنانة الشابة فلافيا قدسي، ونال الفنان جاك رزق الله تنويهاً خاصاً من اللجنة. وتجدر الاشارة الى أن هذه الجائزة مخصصة للفنانين الناشئين، يقدمها "متحف سرسق" سنوياً بهدف تشجيع التجارب والمواهب الجديدة. بين الاعمال اللافتة هذا العام، نشير الى لوحتي فلافيا قدسي زيت على القماش، الى ثلاثية جاك رزق الله الزيتية تأليف، الى عمل قبلان سماحه تأليف بمواد مختلفة، الى جداريتي برنار حداد طائرة من ورق/ زيت وآرام جوغيان أعزف على السكسوفون/ أكريليك، والى كائنات فولفيو قدسي المعدنية الآتية من كوكب آخر.