نفت القيادات العسكرية البوسنية ما تردد عن استرداد الصرب لثمانين في المئة من الاراضي التي خسروها في الفترة الاخيرة، ووجهت الحكومة البوسنية لوماً شديداً للناطق الرسمي باسم القوات الدولية في البوسنة لتبنيه البيانات الصربية وقالت ان الهجوم الصربي المعاكس أُجهض تماماً وان "الميليشيات الصربية تحاول قصف المناطق المدنية بكثافة لارغام قواتنا على الانسحاب"، وأكد بيان الحكومة استمرار المعارك الضارية التي تعد الأعنف منذ نشوب الحرب في البلاد قبل 31 شهراً. وقال نائب القائد العام للجيش البوسني الجنرال يوفان ديفيال ل "الوسط" ان "الكرّ والفرّ هو سلوك عسكري تقليدي في اي حرب، وتراجع قواتنا على بعض المحاور لا يعني هزيمتها او فقدانها، كما تردد، 80 في المئة من اصل 250 كليومتراً مربعاً تم تحريرها" أخيراً، وأضاف ان الميليشيات الصربية في هذه المنطقة "متعبة تماماً والقوة الرئيسية التي تواجهنا هي من ميليشيات صرب كرواتيا"، التي تسيطر على الاراضي الكرواتية المحاذية للحدود البوسنية عند منطقة بيهاتش. واعتبر القائد البوسني ان "الفرصة متاحة الآن لكرواتيا لاثبات صدقيتها في شأن التحالف مع البوسنة اذا ساهمت في منع صرب كرواتيا من الاستمرار في قصف اراضينا". واستمر تقدم القوات البوسنية على اكثر من محور، خصوصاً في منطقة موستار حيث منيت الميليشيات الصربية بخسائر جسيمة في الارواح والعتاد، كما تقدمت عند منطقة جراتشانيتسا وفتحت طرقاً جديدة تسهل من تحرير بلدتي مودريتشا ودوبوي الاستراتيجيتين. ويبدو ان القوات الصربية تسعى من جديد الى تصعيد الاوضاع حول الجيوب المسلمة المحاصرة في شرق البوسنة، حيث ذكرت مصادر بوسنية ان الصرب استقدموا حشوداً ضخمة حول جوراجري وجيبا وسربيرينتسا استعداداً للهجوم عليها. وقال زعيم صرب البوسنة رادوفان كاراديجيتش انه لا يعترف بمنطقة جوراجري كمنطقة آمنة، مثلما قررت الأممالمتحدة، لتواجد مصنع ضخم للذخيرة فيها ما زال المسلمون يديرونه.