في الحلقة الاولى من هذا الحوار حدثتنا ليلى علوي عن بداياتها، في التلفزة وعلى خشبة المسرح حين كانت لا تزال طفلة ومراهقة تعمل في الصيف وتجتهد في دراستها خلال الموسم الدراسي، ثم توقفت بنا مع دخولها عالم السينما بفضل "اكتشاف" فريد شوقي لها. في هذه الحلقة الثانية نتابع مع ليلى علوي، الحوار المطول الذي اجريناه معها في القاهرة، حيث نبدأ مع الانعطافة الاساسية التي مثلها بالنسبة الى مسارها السينمائي، فيلم "خرج ولم يعد" لمحمد خان، الفيلم الذي لا تزال ليلى تحمل عنه احلى الذكريات، وفيه مثّلت دور ابنة فريد شوقي التي تمضي وقتها في الطبخ والأكل املاً في ايقاع يحيى الفخراني في حبائلها. ونتوقف عند بعض الادوار الاخرى التي اتت ممهدة لانطلاقتها التالية. حتى اليوم لا يزال فيلم "خرج ولم يعد" يعتبر واحداً من افضل افلام مخرجه محمد خان واحدى العلامات الاساسية في نهضة "الواقعية - الجديدة" في السينما المصرية خلال سنوات الثمانين. واذا كانت ليلى علوي لا تزال تحتفظ بأفضل الذكريات عن هذا الفيلم وتعتبره احدى المحطات الاساسية في حياتها الفنية، فما هذا الا لأن هذا الفيلم، الذي رسم لها خطوات مسيرتها التالية، وضعها في الوقت نفسه على احتكاك مباشر مع نوع من الجمهور لم يكن سبق لها ان عرفته او التقت به. وهو الذي قادها الى العديد من المهرجانات السينمائية التي عرض فيها الفيلم ونوقش. لذلك يبدو واضحاً عليها انها تحب الحديث عنه اكثر مما تحب الحديث عن أي فيلم آخر من افلامها، باستثناء فيلم "يا مهلبية... يا" الذي انتجته بنفسها وكان، كما سنرى لاحقاً، ثمرة نزوتها التي استشعرتها خلال احدى دورات مهرجان "كان". والحال ان اختيار ليلى علوي لتركيز حديثها على افلام من "خرج ولم يعد" و "سمع هس" و "يا مهلبية... يا" يكشف عن جانب من شخصيتها قد لا ينكشف للوهلة الاولى. فليلى علوي التي تحولت من ممثلة متميزة الى نجمة كبيرة خلال سنوات قليلة، قد يخيل لمعجبيها ان شيئاً من الندم اعتاد ان يخامر ذهنها ازاء بعض الافلام "الصعبة" التي مثلت فيها، وكانت احياناً اكثر من ممثلة. ولكن العكس هو الصحيح. اليوم تبدو ليلى علوي، وتلك نقطة في صالحها، فخورة بتلك الافلام، وربما نادمة بعض الشيء على ان افلامها كلها لم تكن من ذلك النوع. من "البؤساء" وحتى اليوم صار رصيد ليلى علوي يضم نحو ثلاثين فيلماً، ومن الامور ذات الدلالة ان تصر على التوقف عند عدد قليل منها. - "لعل اجمل ما في "خرج ولم يعد" هو انني كنت فيه ابنة فريد شوقي وانني اوقع فيه، في حبائلي يحيى الفخراني". فريد شوقي تعترف ليلى انها تدين له بالكثير، اما يحيى الفخراني، الذي تشاء المصادفات ان يصل الى شقة ليلى علوي حيث كنا نجري معها هذا الحوار، في اللحظة نفسها التي كنا نتحدث فيها عنه. ونستغيبه "فاذا به يشاركنا الاستيغاب، ضاحكاً تلك الضحكة الطفولية المجلجلة التي تجعله للحظة يبدو وكأنه توأم ليلى علوي. قبل وصول يحي الفخراني كنا طلبنا من ليلى ان تحدثنا عن "خرج ولم يعد". نقلة نوعية في حياتي -"حدث في ذلك الحين، وكنت بدأت انال شهرة طيبة بفضل ادواري التلفزيونية، ان أخبرني البعض عن مشروع هذا الفيلم قائلين ان مخرجاً يرى ان الدور يناسبني، بل وربما يكون كتبه انطلاقاً من تصور لعبي له. وقد تحمست للفكرة منذ البداية بسبب وجود فريد شوقي ويحيى الفخراني في الفيلم. قال "كينغ" "أي فريد شوقي كما يلقب في القاهرة" كان يعرفني منذ زمن حين عملت معه في "البؤساء" كما في فيلمين آخرين، وكان يحبني حقاً ولا يخفي فخره بأنه هو الذي اكتشفني وقدمني الى السينما لأول مرة. انه أب حقيقي ويحب ان يمارس دور الأب بكل حنان وطيبة. اما يحي الفخراني فكنت اعرفه وأحبه منذ عملنا معاً في العديد من المسلسلات التلفزيونية. ومحمد خان لم اكن اعرفه بالطبع. المهم، ذات مساء اجتمعنا مع كاتب السيناريو عاصم توفيق في بيته. فوصف لي الدور، وقال لي ان المخرج جدي وصارم. اما محمد خان فقد التفت اليّ بكل جدية وقال انه يريدني على طبيعتي وسجيتي من غير ماكياج واضاف كأنه يخيفني: سأتخّن لك حواجبك وأغطي لك شعرك وألبسك ثياب فلاحة وأتركك تطبخين وتأكلين طوال الفيلم، فما رأيك؟ من دون تردد اجبته بأنني سأكون سعيدة جداً. ثم حملت السيناريو وركبت سيارتي وذهبت الى البيت وانا أكاد اطير من الفرح. ويمكنك ان تتصور كيف قرأت السيناريو في الليلة نفسها، وباكراً عند صباح اليوم التالي رجعت عندهم وقلت: لقد اعجبني السيناريو اكثر مما تتوقعون". * هل يمكنك ان تقولي لي لماذا كان هذا الاعجاب؟ - "وهل انت بحاجة لأن اقول لك ذلك؟". * طبعاً... - "اعجبني لأنني عند قراءته احسست بشعور الشخص الذي كان يبحث عن شيء لا يعرف ما هو ثم عثر عليه، فأدرك من فوره ان هذا ما كان يبحث عنه في الواقع. خلال اللقاء الثاني تحدثنا في الشخصية وتفاصيل العلاقات في الفيلم". تتذكر ليلى علوي الآن انها في الوقت الذي كانت تستعد للعمل في "خرج ولم يعد" كانت تمثل في فيلم "الموظفون في الارض" مع فريد شوقي كذلك. وحين بدأ تصوير فيلم محمد خان في بنها، كان عليها ان تستيقظ عند الرابعة صباحاً لتتوجه الى بنها للعمل في هذا الفيلم، ثم تعود الى القاهرة عند الخامسة مساءً لاستكمال مشاهد "الموظفون في الارض" الداخلية. كان وضعاً متعباً "ولكن، صدقني انني بين الفيلمين كنت اشعر بسعادة غامرة وأحس انني فراشة أطير". وترى ليلى علوي الآن ان احلى ما كان في الشخصية التي كانت تمثلها في "خرج ولم يعد"، هو انها تمثل دور فتاة ريفية أصلية، مع انها لم يكن سبق لها ان زارت الريف المصري ولو مرة واحدة في حياتها. - "مهما يكن كان محمد خان اصطحبنا الى مكان التصوير، قبل بدء العمل على الفيلم بأيام عديدة، وجعلنا نتجول في القرية وفي البيت الذي سيكون بيتي وبيت ابي فريد شوقي الذي نستقبل فيه يحيى الفخراني ابن المدينة الهارب من زحام المدن الى هدوء الريف، وحيث نقوم ابي وانا بإيقاعه في حبائل حياة الريف والطعام الذي لا أكف عن طبخه له كوسيلة للايقاع به بعد ان قرر ابي انه يصلح زوجاً لي. "في تلك القرية الريفية الجميلة زرنا الناس في مزارع الموز وتحدثنا اليهم ولاحظت من فوري كيف ان اشكال الناس في الريف تختلف جذرياً، ومنذ الوهلة الاولى، عن بعضها البعض: فالمرأة المتزوجة تختلف عن البنت شكلاً ومضموناً وثياباً وتصرفات، وكذلك الحال في الفارق بين البنت المخطوبة والصبية التي تنتظر نصيبها. ثم ان بنت صاحب القرية هي غير بنت الفلاحين. طبعا، هناك، لتسهيل حركتهم نراهم يرتدون ثياباً خاصة تختلف جذرياً عن الثياب الاوروبية. الرجال يلبسون تحت الجلابية سروالاً ابيض، اما البنات فيلبسن سروالاً قصيراً يصل حتى الركبة. الطريف انني لم ادرك هذا الفارق في البداية فغلطت ولبست تحت ثيابي سروالاً رجالياً ابيض، لأني احسست ان هذا السروال اكثر تدفئة لي، فالطقس كان بارداً "كنا في يناير". وفوق السروال ارتديت ثياب الفيلم الريفية، كما انتعلت الشبشب البلاستيك فوق شراب يصل حتى الركبة. ما ان رآني محمد خان مرتدية كل هذا حتى صاح بي وكأنه ينظر الى مجنونة: ما هذا... لماذا الشراب؟ قلت لأن الدنيا برد. قال: ابداً ان البنات هنا لا يلبسن الشراب. فقلت له: تعال بص! وذهبنا معاً فإذا بنا نكتشف انهن يلبسن الشراب ولا يلبسن الشبشب في الشتاء. بالأحرى يمكن به ومن دونه. المهم اقتنع محمد واعجبته تركيبتي الخاصة. ومن فوري بدأت اتعلم كيف أزغط البط، وكيف احمّي الحمار وإزاّي احلب البقرة. كل هذا كان يحدث لي للمرة الاولى في حياتي. والحقيقة انه كان شهراً من امتع الشهور في هذه الحياة". كيف اوقعني يحيى الفخراني في الترعة والحقيقة ان ذكريات ليلى علوي عن "خرج ولم يعد" لا تتوقف، ومن الواضح ان هذا الفيلم وظروف تحقيقه قد أثرت فيها تأثيراً هائلاً. يتبدى هذا من خلال لغة الحنين التي تتحدث بها عنه. من خلال الدموع التي تملأ عينيها حين تغرق في الضحك. ونترك لليلى ان تحدثنا عن ذكرياتها، التي سيشاركها فيها يحيى الفخراني الذي وصل وانضم الينا في اللحظة نفسها التي كانت ليلى تروي فيها الحكاية التالية: - اذكر انه كان هناك مشهد في الفيلم بيني وبين يحيى، حيث كان عليّ ان اريه الجنة: والجنة المقصودة هي مزرعة موز رائعة الجمال تحيط بترعة مضيئة. كان من المفروض ان نحمل زلطة ونرميها داخل الماء الراكد فيتحرك ويحرك عواطفنا. وكان من المفروض ان يجذب سحر المكان يحي الفخراني فيأخذ نفساً عميقاً ويخطو في الماء بخطوات رومانسية. كنا معاً نتمرن على المشهد وليس معنا احد. خطا يحي نحو الماء، فاذا به يتزحلق في الترعة ويكاد ينزلق. بسرعة وعفوية انحنيت فوقه وامسكت يده اريد ان انقذه، فاذا بي "أتشقلب" واسقط في الترعة مكانه، بعد ان انقذته. حملني وكنت قد ابتللت تماماً واحسست ببرد شديد. ولما كان مكان التصوير بعيداً عن البيت، وجدتني امتطي ظهر حمار واسرع الى البيت لأستحم". عندما دخل يحيى الى الشقة ووجدنا نضحك على الحكاية شاركنا الضحك حتى قبل ان يعرف ما الذي نضحك عليه، فالتفتت ليلى اليه قائلة: - "تعال يا يحيى، انا كنت اروي لابراهيم حكاية سقوطك في الترعة". فقال يحيى وقد ازداد صوت ضحكته: "حكاية سقوطك انت. انا كان كل دوري ان اساعدك في الوصول الى الماء ففعلت" ويسود الضحك الذي تقطعه ليلى قائلة: "لكن ذكريات هذا الفيلم لم تكن كلها سعيدة. اقول هذا وأنا اتذكر ما حدث لنا في تونس. يومها عرضنا الفيلم ونال تصفيق الجمهور الحاد وهنأنا الجميع عليه، ولكن بعد ذلك حين بدأ النقاش حوله، راحت مجموعة من الاشخاص تحول النقاش الى نقاش سياسي، وتسقط على الفيلم مواقف وآراء لا علاقة له بها. لك ان تتخيل مبلغ حزني، انا التي كنت اشارك في اول مهرجان سينمائي في حياتي يومها، خارج مصر "تعني مهرجان قرطاج". فلاحظت شطحاً سياسياً لا أول له ولا آخر ولا علاقة له بالفيلم. مهما يكن جاء التعويض فيما بعد حين نال الفيلم في المهرجان ذاته جائزة احسن فيلم ونال يحيى جائزة احسن ممثل". ومن حسن الحظ ان تلك التجربة المهرجانية لم تردع ليلى علوي من مواصلة حضور المهرجانات، يشهد على هذا حضورها الدائم لمهرجان "كان"، حيث يمكنك ان تلتقيها وعليها سمات الطالبة النجيبة تنتقل كالفراشة بين الافلام تعجب بها ويحيرها اصبعها وتطرح عليك ما ان تراك اسئلة ذكية ومربكة وتحلم بأفلام مصرية تصل الى "كان" بكل قوة واحقية. - "في المهرجانات، تقول ليلى، اشعر بالفارق الحقيقي بين العمل الجدي والعمل العادي". مهما يكن فان تجربة "خرج ولم يعد" ومهرجان قرطاج فتحت عيني ليلى نهائياً على السينما الجدية، السينما التي تريد ان تقول شيئاً وان تخرج عن النمط السائد. - "كنت لا اريد ان اكرر نفسي، وكنت آليت على هذه النفس ان ابحث دائماً عن ادوار جدية متنوعة، واحسست انني كممثلة يجب ألا احدد نفسي في ادوار معينة او في شخصيات محددة. وانطلاقاً من هذه الاحاسيس كانت الادوار التالية التي لعبتها في افلام مثل "زمن الممنوع" و "الهجامة" ثم "سمع هس" و "يا مهلبية... يا" وغيرها. كان خطأ اعرف من الصعب العثور عليه دائماً، وأعرف انه من الغلط ان أظل متمسكة به على طول. كان عليّ ان انوّع في الشخصيات وفي المواضيع وان اعرف ما هو الموضوع الذي يحتاجه الناس، وما الموضوع الذي سئموا منه. خذ مثلاً حين مثلت في "زمن الممنوع" كان المجتمع المصري كله مشغولاً بقضية الادمان وسريان المخدرات بين اجيال الشباب. بعد "زمن الممنوع" مثلاً، راحت تنهال عليّ العروض للعمل في افلام مشابهة تتحدث عن الموضوع نفسه. رفضت الكثير لكني قبلت العمل في فيلم "المساطيل" لأن فكرته اعجبتني، لأنها تحلل الاوضاع وتقول ان الناس التي تقبل على الادمان انما هي ناس تميل الى الانتحار. والادمان يكون بالنسبة اليها انتحاراً بطيئاً". * تلعبين في "زمن الممنوع" دور مناضلة تصبح مدمنة وتكتشف ان اباها "ايهاب نافع" تاجر حشيش كبير. الا تعتقدين ان حضور ايهاب نافع في الفيلم لم يكن ملائماً. - "معاك حق. مع حبي الكبير واحترامي لايهاب نافع ارى ان دوره لم يكن مناسباً وانه كان احدى نقاط الضعف في الفيلم". * وماذا عن دورك فيه؟ - "انه من الادوار التي احبها ومثلته بتحد مع نفسي. اسوأ ما في الامر انني في ذلك الحين لم أكن، بعد، صاحبة سلطة تمكنني من ارفض ممثلاً وأفرض ممثلاً آخر. اقول هذا مع العلم ان المسألة لا علاقة لها بمواقف ذاتية أو بعداء تجاه شخص أو غيره. بل من احساسي كممثلة بالفيلم وبعلاقات الشخصيات فيه. المجاملات في مثل هذه الحالة تضر. ومنذ سنوات قررت الا اجامل على حساب العمل الفني". المرأة فتوة داخل السجن * "زمن الممنوع" من اخراج امرأة. - "طبعاً، ايناس الدغيدي، وهي مخرجة ممتازة، واعتبرها افضل مخرجة امرأة في مصر الى جانب انعام محمد علي التي لم تبرز الا تلفزيونياً حتى اليوم". * كيف كان تعاملكما معاً، كإمرأة تدير امرأة... "ابداً... لم يكن هناك فارق على الاطلاق. انا اعتبر ان العمل عمل، بصرف النظر عن السن والجنس والوضع الاجتماعي. يمكن ان تتميز ايناس بتناولها الذكي لحساسية المرأة، كما حدث مثلاً في فيلم اخرجته من تمثيل نجلاء فتحي ومحمود عبد العزيز. في ذلك الفيلم تناولت قضية ذات علاقة بحساسية المرأة. والأمر مهم ومفيد". * برأيك هل كان ثمة في "زمن الممنوع" وقوف الى جانب احاسيس المرأة؟ - "ابداً. في "زمن الممنوع" لم يكن هناك وجود لمثل تلك الاحاسيس...". * من "خرج ولم يعد" الى "الهجامة" لمحمد النجار، الى شريف عرفه، هنا كنت بدأت العمل مع مخرجين / مؤلفين، هم اصحاب الفيلم والمسيطرون عليه. في "الهجامة" لعبت دور فتاة تناضل، تشبه فتاة القسم الاول من "زمن الممنوع". - لا... ليس تماماً. كانت بطلة "الهجامة" تأمل ان تجد كل البنات لقمة العيش والمآوى من غير ان يسلكن سبيلاً غير شريف. كان حلماً غير واقعي، برغم انها تمكنت من العثور على خبطة واموال. لقد حاولت ان تقف ضد انهيار المجتمع فكانت اختها اول ضحية لتلك الانهيارات...". * كيف اشتغلت شخصياً على مشاهد السجن. ومن اين اتى البعد الطبيعي في الأداء؟ - "لقد زرت السجن مرات عديدة، واطلعت على طريقة الحياة هناك، في السجن مجتمع كامل، كله ستات. وهناك ايضاً الاقوى هو الذي يسيطر. المرأة هي الفتوة ولها تابعاتها زي ما شفت في الفيلم. الواقع ان الدور كان مكتوباً بشكل جيد وأحسسته كثيراً. كنت احس شخصيتي بشكل جيد، واشعر انها شخصية غريبة. لقد حمل الفيلم، عبر شخصيتين، تساؤلات كنت اعثر على الاجوبة عنها في داخلي".