بدعوة من "جمعيّة الصداقة البريطانية اللبنانية" تستضيف لندن مساء الأربعاء 9 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، ندوة حول تجربة أمين معلوف الأدبية والانسانية، وذلك بحضور هذا الكاتب اللبناني الذي فاز في العام الماضي بجائزة "غونكور"، أرفع تقدير أدبي في فرنسا. ومعلوف الذي يكتب بالفرنسية وينشر في باريس بعض رواياته معرّب في القاهرةوبيروت...، لم ينتظر أن تكافئ لجنة "غونكور" المرموقة روايته الأخيرة "صخرة طانيوس" كي يعرف الرواج والانتشار، ويذوق طعم الشهرة التي يحلم بها كلّ أديب. فروايته الأولى "ليون الافريقي" 1986 حققت أرقام مبيع قياسية، وقدّمته الى الجمهور العريض. ثم جاءت روايته التالية "سمرقند" لترسّخ شهرته ورواجه. لكن صاحب "الحروب الصليبية كما يراها العرب" لم يُكتشف ويكرّم فعلياً في بلاده الا قبل أشهر، أي بعد أن سُلّطت عليه أضواء الجائزة الفرنسية. محور أدب معلوف هو التسامح والتعايش والانفتاح على الآخر، وتلاقح الثقافات والحضارات. وحجر الأساس في عمارته الروائية هو المزج بين السرد والتاريخ. كأن في هروب الكاتب الى الماضي نوعاً من الاعتراف بعجزه عن التحاور مع الراهن بمفرداته الجاهزة وفقره المدقع. وحين لا يسافر معلوف الى الماضي، يهرب الى المستقبل، كما فعل في رواية "القرن الأوّل بعد بياتريس" التي تجري أحداثها في مناخ من الخرافة العلمية. لكن الكاتب ترك "حدائق نور" التاريخ أخيراً، حين عاد في "صخرة طانيوس" الى لبنان، والى أجواء القرية اللبنانية بالذات. كأنه قرر أخيراً أن يواجه نفسه، أن يطلق لذاكرته العنان، في عمل رأى فيه كثيرون ملامح أوتوبيوغرافية أكيدة. ومن جهة أخرى نظّم "النادي العربي في بريطانيا" بالاشتراك مع "مركز الدراسات اللبنانية"، عرضاً لآخر أفلام الثنائي جان شمعون ومي مصري، وهو بعنوان "رهينة الانتظار". وفي الشريط المذكور حول المأساة اليومية للناس تحت الاحتلال الاسرائيلي، يواصل شمعون ومصري ما درجا عليه من سينما تمزج بين الفن والنضال، في أفلام أشهرها "تحت الأنقاض"، "بيروت، جيل الحرب" و"أنشودة الأحرار"...