وفاء لتقاليد قبلية قديمة لم يترك رئيس ساحل العاج السابق فليكس هوفوتي بوانيي أي وصية في ما يخص خليفته في رئاسة الدولة. وعلمت "الوسط" من أوساط فرنسية مطلعة ان باريس اتخذت موقفاً موحداً على صعيد رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة من الأزمة العاجية، فور تدهور الحالة الصحية للرئيس بوانيي بشكل خطر، يقضي بتطبيق دستور البلاد الذي ينص على حلول رئيس البرلمان محل رئيس الدولة في حالة غيابه بصورة موقتة أو دائمة. وإذا كانت فرنسا ارسلت وفداً رفيع المستوى الى ابيدجان للمشاركة في تشييع الرئيس الراحل، إلا أنها حرصت على إبقاء جسور علاقات وطيدة مع رئيس الوزراء السابق كوتارا، بدليل أن الوفد الفرنسي، حسبما أفادت مصادر عاجية مسؤولة، كاشفه بالأسباب التي أملت على باريس اتخاذ هذا الموقف استباقاً لانفجار أزمة سياسية تغذيها العوامل الاقتصادية والاجتماعية. وأضافت المصادر ذاتها ان كوتارا حصل على تأكيدات فرنسية بعدم ترجيح باريس كفة أي منافس على حسابه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي ستجرى مبدئياً في موعدها المحدد في تشرين الأول اكتوبر 1995 ما لم تجرِ خلال هذا العام كما تريد فرنسا.