} شهدت ساحل العاج تطوراً مهماً على صعيد المصالحة الوطنية، تمثل في عودة رئيس الوزراء السابق الحسن وترة الى بلاده، مصحوباً بعائلته. وجاء ذلك في وقت واصل رئيس لجنة الانقاذ الجنرال روبير غيي مشاوراته مع مختلف الفاعليات العاجية تمهيداً لتشكيل حكومة وفاق وطني تشرف على مرحلة انتقالية. ابيدجان، باريس - "الحياة"، رويترز - اجتمع رئيس لجنة الانقاذ في ساحل العاج الجنرال روبير غيي امس الاربعاء مع رجال الدين المحليين في اطار مشاوراته لتشكيل حكومة وفاق وطني تشرف على مرحلة انتقالية تؤدي الى انتخابات ديموقراطية. لكن رئيس ساحل العاج المخلوع هنري كونان بيدييه الذي لجأ الى توغو، حض اعضاء حزبه الا يشغلوا اي مناصب في الحكومة التي تشكل الاسبوع المقبل. وقال بيدييه الذي خلع من الحكم في 24 الشهر الجاري: "طلبت من اعضاء الحزب الديموقراطي ان يرفضوا شغل مناصب في اي حكومة يقوم بتشكيلها اولئك المسؤولون عن الانقلاب العسكري الذين شوهوا صورة ساحل العاج". وكان الجنرال غيي نزل عند طلب مجموعات من الجنود الغاضبين واعلن تشكيل مجلس عسكري يتولى الحكم من بيدييه. وبرر تحركه للديبلوماسيين الغربيين الذين التقاهم، مؤكداً ان البلاد تحتاج اصلاحات لاطعام الشعب ودفع الديون المستحقة عليها. وطلب غيي من زعماء الاحزاب السياسية الاضطلاع بمسؤولياتهم وترشيح وزراء في الحكومة المقبلة. ولقي التغيير ترحيباً لدى مختلف الاوساط السياسية العاجية، خصوصاً في اوساط السياسيين المعارضين لبيدييه والذين كان معظمهم يقبع في السجون او في المنفى. وفي هذا الاطار، عاد رئيس الوزراء السابق لساحل العاج الحسن وترة الى ابيدجان بعد غياب استمّر منذ ايلولسبتمبر الماضي. وتوجّه وترة الى ابيدجان من باريس يرافقه أفراد أسرته، على متن رحلة للخطوط الفرنسية. ومعلوم ان وترة وهو مسلم من الشمال من أبرز معارضي بيدييه الذي اعتقل عدداً من المسؤولين في "تجمع الجمهوريين" الذي يتزعمه كما أصدر مذكرة باعتقاله بعدما طالب بحقه في خوض الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة عام 2000. ولم يصدر عن وترة أي موقف بشأن الإنقلاب الذي أطاح بيدييه، في حين اكتفى حزب "تجمّع الجمهوريين" الذي يتزعمه بالاعلان عن أنه اخذ علما بالتغيير الذي حصل على صعيد السلطة في ساحل العاج. وكان غيي اشار الى ان تحركه جاء تعبيراً عن السخط الشعبي السائد بسبب المناورات السياسية والقانونية التي قام بها بيدييه لمنع وترة من خوض الانتخابات على اساس انه يحمل جواز سفر اجنبياً. كما قال ان التغيير جاء نتيجة استياء الشعب من مشاكل التأخر في دفع المرتبات وظروف الجيش السيئة. لكن غيي نفى ان يكون جاء الى السلطة ليمهد الطريق امام عودة وترة. ودعا البلاد الى الالتفاف حول مبادىء السلام والحوار التي ارساها مؤسس ساحل العاج فليكس هوفويت بوانيي0 وكان هوفويت بوانيي هو الذي عين غيي رئيسا للاركان ، قبل ان يأتي بيدييه ويقيله عام 1995. وزار غيي اسرة الرئيس الراحل في العاصمة ابيدجان ، كما زار ضريح بوانيي في مسقط رأس الاخير في بلدة ياموسوكرو. ومنذ التغيير الذي قاده، يكثر الجنرال غيي في الاشارة الى هوفويت-بواني الذي حكم ساحل العاج منذ استقلالها في العام 1960 حتى وفاته عام 1993 .