يمكننا معرفة حجم قوتنا النووية من دون تجارب وصاروخان يكفيان ولا حاجة الى التنافس في العدد النشاطات الاستخباراتية ضدنا لا تتوقف وآخر خلية اعتقال 3 عملاء للموساد قال روبرت غيتس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي أي" في عهد الرئيس السابق جورج بوش ان العالم كان على اعتاب حرب نووية في شهر ايار مايو من العام 1990 بين الهندوباكستان. وروى ان الرئيس بوش طلب منه قبل اكثر من ثلاث سنوات ان يستعد للذهاب الى هذين البلدين بعدما وضعه مسؤولون في الوكالة وخبراء في النشاطات النووية لاسلام آباد في صورة التطورات التي تجري في تلك المنطقة من العالم. وفي التقارير التي رفعت الى الرئيس بوش يومها ذكر ان الجيش الباكستاني الذي كان يتولى رئاسة اركانه الجنرال ميرزا اسلام بيغ خليفة الرئيس ضياء الحق بعد تحطم الطائرة التي كانت تقله، كان على وشك ان يصدر اوامره الى قادة طائرات "اف - 16" في احدى القواعد بحمل رؤوس نووية وتوجيهها الى اهداف حيوية في قلب الهند. واذا كان رد الجنرال بيغ على هذه التقارير بأنها من صنع خيال اجهزة الاستخبارات، فان ما لا شك فيه ان رئيس اركان الجيش الباكستاني خلال الفترة ما بين العام 1988 والعام 1991 يعرف تماماً طبيعة البرنامج النووي الباكستاني وحجمه وقدراته. ويشهد روبرت اوكلي السفير الاميركي السابق في اسلام آباد ان الجنرال بيغ كان من اشد انصار اخفاء القدرات النووية لباكستان عن الولاياتالمتحدة، لأنه كان مقتنعاً بأن الغرب لا يعمل لمصلحة بلاده، على رغم انها كانت خلال الحرب الباردة بمثابة جبهة المواجهة الاميركية مع الاتحاد السوفياتي خصوصاً بعد غزوه افغانستان. ويعتز الجنرال الباكستاني بما قامت به بلاده من تطوير لقدراتها النووية، ويؤكد لپ"الوسط": "لسنا في حاجة الى اجراء اختبارات نووية للتثبت من نجاحنا في امتلاك رؤوس نووية، فاجراء التجارب بواسطة الكومبيوتر كفيل بتأكيد نجاح خبرائنا في هذا المضمار، والهنود يعرفون ذلك". "الوسط" التقت الجنرال بيك في مقره في مدينة روالبندي وأجرت معه الحوار الآتي: تكاد تكون من بين القلائل جداً الذين يعرفون حقيقة برنامج باكستان النووي، هل يمكن وضعنا في صورة ما يجري في هذا الحقل، وما حقيقة الانباء التي تتحدث عن نجاح بلادكم في امتلاك رؤوس نووية او تهيئتها الاجواء لانتاج ذلك؟ - لا يمكن الحديث عن برنامج باكستان النووي في صورة مفصلة من دون العودة الى معرفة ماذا يجري في الدولة المجاورة وهي الهند، والخطوات التي قطعتها في هذا المجال، خصوصاً لجهة اجرائها تجارب واختبارات نووية لم تعد سراً منذ زمن بعيد. لقد بادرت باكستان منذ سنوات عدة بالعمل على تطوير برنامجها النووي انطلاقاً من حاجتها الى تسخير الطاقة النووية في مجال تطوير اقتصادها وتلبية حاجاتها. وسارت شؤون البرنامج النووي في مرحلة لاحقة آخذة في الاعتبار الضرورات التي تقتضيها الحاجة الامنية لباكستان ومجاورتها لدولة قوية رفضت حتى الآن التوقيع على اي اتفاقية دولية تحظر استخدام السلاح النووي في المجال العسكري. ان باكستان، من خلال حرصها على حماية نفسها منذ مطلع السبعينات ركزت على تسخير برنامجها النووي للاغراض السلمية، مع ابقاء الخيارات الاخرى مفتوحة، ازاء رفض الهند التوقيع على اي معاهدة تخضع البرامج النووية لدول المنطقة لأي مراقبة دولية. لم يخف جواهر لال نهرو الزعيم الهندي الراحل منذ نهاية الاربعينات طموح الهند الى امتلاك الطاقة النووية، خصوصاً في المجال العسكري، وقال في اكثر من مناسبة ان من حق الهند ان تطمح الى امتلاك قدرات مشابهة للقدرات النووية التي تمتلكها دول مثل الولاياتالمتحدة وما كان يسمى الاتحاد السوفياتي والصين وغيرها. اضف الى ذلك ان حاجة باكستان الى الحصول على الطاقة تفرضها ظروفها الطبيعية وعدم توافر الغاز الطبيعي والنفط، الامر الذي يعني البحث جدياً عن موارد لتوفير هذه المتطلبات. وكان اللجوء الى البرنامج النووي هو في مقدم الخيارات. وأوضحت الحكومات المتعاقبة في باكستان منذ بداية السبعينات استعدادها للتعاون مع الدول الكبرى من اجل فسح المجال لمراقبة النشاطات في الحقل النووي شرط ان ترضخ الهند للشروط نفسها. وقدمت باكستان على مدى عشرين عاماً اكثر من مشروع يدعم هذا التوجه. ان برنامج الهند النووي يكاد يكون من البرامج المتقدمة لدولة من الدول النامية ما عدا الصين، اذ اثبتت التجارب والمعلومات المتداولة ان المعدات المتطورة والتجارب التي نفذت سراً وعلناً والابحاث التي انجزت، ان لدى الهند كل المقومات الاساسية لصنع رؤوس نووية وتخصيب اليورانيوم واستخراج البلوتونيوم. ولعل هذه التقنية وضعتها في مصاف الدول التي تملك سلاحاً نووياً لا يخضع لمراقبة اي من المنظمات والهيئات الدولية التي تراقب برامج استعمال الطاقة النووية. وتبرر الهند موقفها من مطالبة باكستان بالقول ان الحد من الاسلحة النووية ليس امراً يخص المنطقة فقط، بل يجب التعامل معه من منطلق كونه قضية دولية. قادرون على صنع رؤوس نووية هل يعني كلامكم ان الهند تتقدم على باكستان في مجال امتلاك السلاح النووي؟ - لقد سبق لمسؤول باكستاني في وزارة الخارجية هو السيد شهريار خان ان كشف وجود مقومات لصنع رأس نووي واحد. وأنا اقول ان باكستان نجحت من خلال الاعتماد على قدراتها الذاتية في انشاء مصنع لتخصيب اليورانيوم. ان ما أريد قوله من وراء هذا الكلام ان لدى باكستان القدرة على انتاج رؤوس نووية، ومع ذلك تبقى رغبتنا في التوقيع على معاهدة دولية مرتبطة بموافقة الهند على التوقيع عليها. هل فعلاً كادت ان تقع حرب نووية بين الهندوباكستان في ايار مايو 1990 حين كنت قائداً للجيش الباكستاني؟ - ان المواقف التي اعلنها المدير السابق للاستخبارات الاميركية روبرت غيتس والتي نشرها الكاتب اليهودي سيمون هيرش قبل مدة هي غير دقيقة ومليئة بالتناقضات، وتستهدف الاساءة الى باكستان، خصوصاً انها تصورنا دولة غير مسؤولة وغير مؤهلة لامتلاك قدرات نووية متطورة، في حين تصور الهند بأنها الدولة التي لن تلجأ الى استخدام سلاحها النووي الا بعد استفزاز باكستان لها. لقد حرص روبرت غيتس والولاياتالمتحدة على اللجوء الى كل الوسائل للضغط على باكستان للانسحاب والتراجع في المجال النووي، في حين لم يمارس اي نوع من هذه الضغوط على الهند. ومع ذلك انا من المؤيدين للقول ان السرية الزائدة لدى كل من الدولتين في مجال الطاقة النووية والتصنيع الحربي قد تقود في مرحلة من المراحل الى حرب مبنية على شكوك قد تكون في غير محلها. ولهذا فان بناء خطوط هاتفية حمراء بين الهندوباكستان مشابهة لتلك التي تربط بين موسكو وواشنطن امر حيوي. يكيلون بمكيالين زار غيتس يوم كان مديراً لپ"سي.آي.اي" باكستان، واجتمع معكم بصفتكم رئيساً لاركان الجيش الباكستاني وليحذركم من اللجوء الى استخدام السلاح النووي ضد الهند في العام 1990، ماذا دار في هذا الاجتماع؟ - نعم، زار غيتس باكستان واجتمعت معه، وأبلغني ان لدى الولاياتالمتحدة معلومات عن توتر في المنطقة وتقارير عن تحركات عسكرية واحتمال لجوء باكستان الى استخدام قدراتها النووية ضد الهند. وقلت له يومها نحن دولة مسؤولة ولا صحة لما يذكر. ولكن كان انطباعي انهم يكيلون بمكيالين ولا يعاملوننا كما يعاملون الهند في هذا المجال. ان بلدنا لم يكن على اعتاب المشاركة في حرب نووية ضد الهند، لكنني من حيث المبدأ مع اللجوء الى كل الوسائل للمحافظة على امن باكستان وسيادتها. نشرت توضيحاً قبل اسابيع عن امتلاك باكستان السلاح النووي منذ العام 1987، ماذا عن القول ان بلادكم تجاوزت الخط الاحمر في العام 1990؟ - في التقرير الذي اوردته الحكومة الاميركية والصحافي سيمون هيرش والمقتطفات التي نقلت عن تقرير ريتشارد كير الذي عينته الولاياتالمتحدة مسؤولاً عن مراقبة البرنامج النووي الباكستاني، ملاحظات صحيحة عن القدرة النووية لباكستان. لكن الحكومة الاميركية لم تأخذ بها يومها لاعتبارات عدة وأوقف ريتشارد كير على اثرها عن العمل ولم يسمح له بممارسة مهماته. ولكن بعد انسحاب الروس من افغانستان عام 1989 وتغير الاوضاع لم تعد باكستان بالنسبة الى الولاياتالمتحدة دولة مواجهة، وعاد تقرير كير الى الواجهة، ومع ذلك فانه يتحدث عن تجارب باكستانية نووية تمت عام 1987، وهو امر ليس صحيحاً. ان باكستان لم تجرِ اي اختبارات نووية بخلاف ما قامت به الهند عام 1974. غير اننا بنينا لانفسنا برنامجاً بدءاً من العام 1974 ولهذا فان هذه الضجة الاميركية كانت في غير محلها. ان لدينا امكان معرفة حجم قدراتنا النووية من دون ان نلجأ الى اختبارها مثلما فعلت الهند. والتقنية الحديثة التي نمتلكها لها ميزات. فبواسطة الكومبيوتر يمكن ان نعرف تحديداً حجم القدرات، ومن ذلك استنتجنا ان باكستان تبدو كأنها اجرت تجربة نووية ووصلت الى مستوى معين. ما هي حقيقة الانباء التي ترددت عن اعتقال الحكومة الباكستانية عملاء من جهاز "الموساد" الاسرائيلي كانوا يخططون للقيام بعمليات ضد مفاعل باكستان النووي؟ - اعتقد ان اشخاصاً اعتقلوا، ولكن لأسباب امنية لم تكشف طبيعة اعترافاتهم. الى اي مدى تعمل الهند على الاستفادة من خبرات اسرائيل في الحقل النووي، وهل لديكم تقارير عن حجم التعاون وطبيعته بعد تطوير العلاقات الديبلوماسية بين البلدين؟ - شهدنا اخيراً تطور علاقة جديدة بين اسرائيل والهند. وللمرة الأولى وصلت اسرائيل الى خارج حدود الشرق الاوسط، وصلت الى جنوب قارة آسيا حيث تتعاون مع الهند. ثمة مؤشرات الى انهم يتعاونون من اجل تطوير وسيلة يمكن الاعتماد عليها لانتاج قنبلة نووية وهدف يحددونه. وتدركون ان للهند برنامجاً طموحاً لتطوير الصواريخ. اذ تعمل على انتاج صاروخ عابر يصل مداه الى 2500 كلم. وقد فرغت اصلاً من اختبار صاروخ يصل مداه الى مسافة 450 كلم. وتتميز هذه الصواريخ بالقدرة على التصويب الدقيق، وهي مزودة انظمة ارشاد جيدة يمكن استخدام منصاتها لاطلاق اسلحة نووية على اهداف محددة واصابتها بدقة. وفي هذا المجال نحن نبحث عمن يتعاون معنا. ان اسرائيل تساعدهم وتقدم اليهم المشورة في سبل السيطرة على المجاهدين في كشمير وتطلعهم على تجربتها، وهي تجربة واضحة في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث يستخدمون القوة القصوى. ان اسرائيل تستطيع الحصول على قدرات عالية جداً من دول كثيرة، ويمكنهم تمرير هذه القدرات الى الهند. تتعرض باكستان لضغوط تمارسها الولاياتالمتحدة في برنامجها النووي، هل انتم على استعداد للرضوخ لهذه الضغوط واعلان التخلي عن برنامجكم النووي؟ - لن تكشف باكستان افكارها، ونحن واضحون في شأن ما يجب علينا القيام به، على رغم ان المطلوب او ما نسعى اليه هو التوصل الى تفاهم مع الهند. ان لدى الهند ما يراوح بين 50 و60 رأساً نووياً باعتراف الكثير من الخبراء والتقارير. والمسألة بالنسبة الى باكستان ليست في العدد على رغم ان علينا ان نحدد العدد الاقصى الذي يتعين علينا ان نملكه. والهنود يدركون اننا وافقنا على الخلاصة التي مفادها اننا لسنا في حاجة الى التنافس في ما يتعلق بعدد الصواريخ لأن واحداً او اثنين يكفيان لاداء المهمة. والحقيقة ان لدينا النظام والقدرة على التصويب على الهند وتحقيق الهدف الذي نريد وذلك هو ما قمنا به. هل يعني هذا الكلام انكم لم تتركوا في المؤخرة؟ - باكستان لم يتقدم عليها الآخرون، صحيح ان لدينا توازناً نووياً تعرض للخلل في العام 1974، لكننا ندرك ان ليس في وسعنا الذهاب الى ذلك المدى. لأن تجاوزه لن يحل اي مشكلة. تفاهم مع الدول العربية قال رئيس وزراء باكستان السابق نواز شريف ان دولاً عربية واخرى صديقة حذّرت باكستان من قيام اسرائيل بعمل عدواني ضد برنامجكم النووي، هل لديكم وقائع في هذا المجال؟ - هناك تفاهم بين الدول العربية وباكستان على ان يحذروننا العرب في اي لحظة يرون فيها اي نشاط غير عادي من جانب اسرائيل لنتمكن من اتخاذ الاحتياطات الممكنة. وقد حدث ذلك في الماضي، وأنا واثق بأنه سيحدث في المستقبل. ونحن ممتنون فعلاً للعرب والدول الاخرى التي ساعدتنا. وفي ما يتعلق بالامن الداخلي فنحن نتخذ اقصى تدابير الحيطة وآمل ان نتمكن من حماية مصالحنا الحيوية على رغم كل ما يمكن اسرائيل والهند ان تقوما به ضد برنامجنا. عملاء اسرائيل ما هي طبيعة العملاء الذين اعتقلوا وما هي الاهداف التي كانوا ينوون مهاجمتها او تخريبها؟ - قد يحاول بعض هؤلاء الحصول على مزيد من المعلومات عن البرنامج النووي الباكستاني وموقع المنشآت المهمة والاهداف التي يمكنهم ضربها. لكن استخباراتنا والشبكة الامنية التي انشأناها تمكنت من القبض عليهم في الوقت المناسب قبل ان يسببوا اي ضرر. وهذه الحقيقة وحدها مصدر رضا بالنسبة الينا. وماذا عن آخر خلية تجسس اسرائيلية اعتقلت؟ - عملاء الموساد الثلاثة الذين اشتبه في نشاطهم هم الآن في السجن، لكنني لا اعرف ماذا حصل بعد ذلك. الواقع ان هذا النوع من النشاطات لا يتوقف، ونحن نحاول مناهضته بهجوم مضاد. وما هي جنسياتهم، هل هم اسرائيليون ام باكستانيون؟ - ليسوا باكستانيين ولا اسرائيليين. ان من السهل على اسرائيل تجنيد هنود او اجانب، لكن تجنيد الهنود سهل لاسرائيل، ولا شك في ان للهند مصلحة في ذلك. الى اي مدى يوجد اجماع بين الزعماء الباكستانيين على دعم تطوير برنامج باكستان النووي؟ - هناك تفاهم تام ووحدة في بلاد مثل بلادنا حيث تقوم ديموقراطية وتهيمن ارادة الشعب. فما يريده الشعب هو تماماً ما تحاول الحكومة والجيش تحقيقه. وينطبق الامر على الموضوع النووي. الشعب الاساس وهو الذي يحدد ما يريد وأي قدرة يريد ان يحصل عليها. قال الرئيس السابق غلام اسحق خان انه تعرض لضغوط اميركية شديدة لدفع باكستان الى التخلي عن برنامجها النووي، وكذلك صرح آخرون بمثل هذا، هل لديكم صورة عما جرى؟ - كانت هناك ضغوط شديدة. ومن اساليب الضغط وقف المساعدة لبرنامجنا النووي. لقد قطعوا تقريباً المساعدة الاقتصادية، ولذلك ليس مهماً سواء كانوا يستهدفون الرئيس الباكستاني او رئيس الوزراء. ان الحكومة الباكستانية تتعرض لضغوط تهدف الى حملها على التخلي عن البرنامج النووي. ومن القضايا المهمة لباكستان هو ما نقوم به اليوم للأغراض السلمية. لقد كنا في حاجة ماسة الى خفض العنف بيننا وبين الهند وهو امر حققناه منذ فترة طويلة. الوضع المعقد ودور الجيش ما هو تقويمكم لتدخل الجيش الباكستاني والدور الذي لعبه في تحريك الوضع السياسي في باكستان اخيراً؟ - الوضع السياسي معقد جداً، فهناك الخلافات الشخصية بين الرئيس غلام اسحق خان ورئيس الوزراء نواز شريف والموقف الليبيرالي. ولم يتمكنا من حسم الامور بنفسيهما، وسبب ذلك كان نوعاً من الجمود الذي لم يكن ممكناً ان يتجاوز نقطة بعينها ولذلك اضطر الجيش الى التدخل وابلاغ رئيس البلاد ورئيس الوزراء في نهاية المطاف ان عليهما ان يحلا المشكلة، ولانهما لم يفعلا، تدخل الجيش وتحقق الوضع الحالي، وعليهما الآن الاستعداد لانتخابات جديدة في تشرين الأول اكتوبر المقبل. ما هو تصوركم لمستقبل باكستان اذا استمر الخلاف بين شريف وبنازير بوتو على النحو الذي شهدته الفترة الماضية؟ - ليس مهماً الى اي مدى تستلطف بوتو خصمها نواز شريف، او العكس. يتعين ان تهيأ لهما الفرصة للعمل في هدوء ومن دون مضايقات. ان على كل قائد او زعيم سياسي باكستاني ان يستلهم دوماً زعامة القاضي محمد علي جناح الزعيم الذي انشأ هذه البلاد، لأنه كان مستقيماً جداً وأميناً في كل تعاطيه السياسي. كان دوماً يقف صلباً كالصخرة عندما يتخذ قراراً يعرف انه لمصلحة باكستان وشعبها. سنحت الفرصة امامكم لتولي الزعامة في باكستان، لكنكم لم تفعلوا ذلك اثناء قيادتكم الجيش. لماذا، ومتى شعرتم بوجود فراغ في السلطة في عهدي بنازير بوتو ونواز شريف؟ - كان هناك توتر دائم بين بنازير بوتو ونواز شريف، وكذلك بين الرئيس غلام اسحق خان وشريف، وحدثت اشياء عدة داخلية، وبدأ الناس يتحدثون عن ثورة، ولذلك اعتقد كثيرون ان الوقت كان مناسباً لتدخل الجيش. لكنني لم اسمح مطلقاً حدوث ذلك، لأنني رأيت انه اذا نشأ وضع من هذا القبيل فسيكون صعباً جداً تغيير النظام وربما حدث شيء خطير. لكنني في التوقيت المناسب وبالتعاون مع شريف وبوتو ضمنت بالتدخل المعقول امكان تبريد الاجواء وحل الازمات.