سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اكد ان اميركا وقفت ضد بلاده في كل حرب ودخلت اخيراً في تحالف اسرائيلي - هندي . القائد السابق للجيش الباكستاني ل "الحياة": شريف ينتهي مثل سوهارتو اذا احجم عن التجربة النووية
حذّر القائد السابق للجيش الباكستاني الجنرال المتقاعد اسلم بيغ حكومة رئيس الوزراء نواز شريف من مغبة الاحجام عن اجراء اختبار نووي رداً على التفجيرات النووية الهندية، ورأى ان ذلك سيقود نواز شريف الى نهاية شبيهة بالتي شهدها الرئيس الاندونيسي السابق سوهارتو. وقال الجنرال المتقاعد في حديث الى "الحياة" أمس: "لا بد من فضح ما يتردد ويُشاع كذباً عن قنبلة نووية باكستانية لأن هذا الأمر لا يتحقق إلا بإجراء الاختبار النووي، مؤكداً ان مثل هذا الاختبار يؤدي الى تعزيز الجبهة الداخلية وردع العدوان والتهديد الهندي". وكشف اسلم بيغ الذي يتزعم حزباً سياسياً ناشئاً يُدعى "قيادة العوام" عن خطة هندية - اميركية - اسرائيلية أعدت عام 1986 لضرب المنشآت النووية الباكستانية. وأضاف: "كنا حينها على عتبة امتلاك القنبلة النيوترونية، وأوصلنا رسالة الى كل من يعنيه الأمر أن أي ضربة توجه لمفاعلنا سنرد عليها بالضرب في العمق الهندي دون ان ننظر الى مصدر الهجوم. وفهمت الرسالة وتجاوزنا الخطر". وعن مخاطر استخدام السلاح النووي في المنطقة، أجاب: "هذا السلاح لم يستخدم إلا في عام 1945 ضد المدن اليابانية. وكان السبب واضحاً لأن اليابان لم تكن تملك في حينه الرادع النووي، وإلا لما أقدمت اميركا على مهاجمتها. وهنا في المنطقة لا بد من اعلان باكستان دولة نووية لتحقيق هذا الرادع الكفيل بثني الهند عن مخططاتها العدوانية وسياستها الرامية الى الهيمنة". ودعا الجنرال الباكستاني المتقاعد المعروف بكتاباته المعمقة والاستراتيجية الى تحالف باكستاني - ايراني - صيني - أفغاني في مواجهة التحالف الاسرائيلي - الاميركي - الهندي. وأوضح: "خسرنا المعركة في الشرق الأوسط، ولا نريد ان نخسرها هنا. والعلاقة بين الحضارة الهندية والغربية والاسرائيلية واضحة في مواجهة الحضارة الاسلامية الكونفوشية الصينية ولا شك ان ذلك يشمل العالم العربي". ونصح الجنرال الباكستاني المتقاعد بعدم السماع للكلام الاميركي المعسول وحدد الحوادث التي خذلت فيها واشنطن اسلام آباد، وتابع: "لا نريد ان نلدغ من الجحر نفسه مرات ومرات، ففي حرب 1962 بين الهند والصين، وقفت واشنطن الى جانب الأولى. وفي حرب 1965 بيننا وبين الهند، قطعت واشنطن عنا كل أوجه الدعم الاقتصادي والعسكري. وفي حرب 1971 مع الهند، دعمت واشنطنالهند لفصل باكستانالشرقية بنغلادش، وفي عام 1986 ساعدت اسرائيل على مهاجمة منشآتنا النووية". وشدد اسلم بيغ على نقطتين اساسيتين لا يمكن للاستراتيجية الباكستانية تجاوزهما في ظل المعطيات الجديدة وهما: "التفجير النووي لتطوير قدراتنا في مواجهة الهيمنة الهندية وتحرير كشمير المحتلة من الهند عبر دعم المجاهدين. ولا بد لواشنطن ان تفهم ذلك لأن المأساة الكشميرية ينبغي ان تتوقف ولا بد من وضع نهاية للوحشية الهندية المتمثلة في قتل الأبرياء واغتصاب النساء". وأكد اسلم بيغ انه خلال توليه قيادة الجيش حتى عام 1991، كانت باكستان امتلكت القنبلة النيوترونية واستعدت لتصنيع القنبلة الهيدروجينية و"اعتقد اننا امتلكناها لاحقاً، لكن كما تعرف كنت خارج السلطة منذ العام 1991 ولا استطيع الحديث عن هذه الفترة". وحض القيادة السياسية على "الاهتمام بالأقاليم المحرومة مثل بلوخستان خصوصاً بعد قيام بعض البلوش المرتبطين بالهند بخطف طائرة باكستانية، ومطالبتهم بعدم اجراء التجربة في مناطقهم وضرورة حصول حكومة الاقليم على حقها. وهذا أمر جدير بالاهتمام اذ تعرض الاقليم لاضطرابات وثورتين احداهما في 1958 والأخرى في 1974". وامتنع الجنرال المتقاعد عن الدخول في تفاصيل اللعبة السياسية الباكستانية وحجم الدور الذي يمكن للجيش ان يلعبه في أي نزاع سياسي يمس الأمن القومي. واكتفى بالقول: "منذ مقتل ضياء الحق عام 1988، مرت عشر سنين ولم يتدخل الجيش خلالها في السياسة رغم حكمه البلاد 24 عاماً من أصل خمسين عاماً هي عمر استقلالها. وظهرت ذرائع عدة لامكان تدخل الجيش لكنه آثر عدم التدخل، والجيش مؤسسة منظمة وتعرف عملها ولديها تأثير في صنع القرارات الحاسمة كما هو حاصل اليوم، خصوصاً اذا كان الشعب يشعر بضرورة اجراء الاختبار وهو ما ينصح به الجيش حالياً". وسخر الجنرال الباكستاني من كل من يتحدث عن تأثير العقوبات الاقتصادية على باكستان، وقال: "العزة والكرامة والاحترام فوق كل اعتبارات اقتصادية. وهذا ما فعله الشعب الافغاني وانتصر على الغزاة السوفيات". وعن "الأجندة" الاميركية في جنوب آسيا، قال اسلم بيغ: "بعد حرب الخليج عام 1991 تمكنت اميركا من وضع يدها على منابع النفط. وكسبت اعتراف الجيران باسرائيل، وبوأتها مكاناً في المنطقة، وأعادت سعر النفط الى 12 دولاراً للبرميل مثلما كان سعره عام 1974، في حين تضاعفت اسعار البضائع الاخرى، وهنا يعملون الاميركيون على اطلاق يد الهند في المنطقة لضمان مصالحهم في جنوب آسيا ووسطها. وينبغي لمنظمة المؤتمر الاسلامي ان تتحرك بذكاء ونشاط لمواجهة هذه الاجندة، ونحن ندعو العالم الاسلامي الى الوقوف الى جانبنا من أجل التخفيف من اعبائنا".