لئن دخل نادي شيكاغو بولز التاريخ بعد انتزاعه بطولة الدوري الأميركي في كرة السلة للمرة الثالثة على التوالي محققاً الانجاز الخارق الذي لم يسبقه اليه سوى ناديي لاكرز مينيابوليس 1952 - 1954 وبوسطن سيلتكس 1959 - 1966 فقد دخل قائده "الملك" مايكل جوردان عالم الأسطورة لأن ما أنجزه خلال مسيرته الكروية يكاد يلامس الاعجاز، وعندما طار فرحاً إثر اطلاق الحكم صفارة النهاية التي حسمت المباراة وبطولة الدوري بفارق نقطة واحدة لصالح البولز كان كمن يتحرر من جاذبية التاريخ لينطلق الى فضاء الأسطورة اللامتناهي، إلا أنه في تلك اللحظات العامرة بالزهو والسعادة لم ينس أن يعانق صديقه اللدود شارلز باركلي قائد فريق فينيكس صانز لأن الصراع على البطولة لا يفسد للود قضية ولا يكدر الروح الرياضية الصافية. ارتباط النادي بالنجم والواقع أنه لم يرتبط اسم ناد من أندية كرة السلة في الولاياتالمتحدة بنجم واحد كما ارتبط اسم شيكاغو بولز بمايكل جوردان الذي اختير أفضل لاعب في الأدوار النهائية لثلاثة مواسم تباعاً، وهذا الانجاز حققه لاعب واحد فقط هو ماجيك جونسون، إلا أنه لم يتسن لأي من اللاعبين العمالقة في تاريخ الدوري الأميركي أمثال لاري بيرد وماجيك جونسون وكريم عبدالجبار وايزيا توماس وسواهم أن يحرز بطولة الدوري ثلاث مرات دون انقطاع. وفي المباريات الست التي خاضها شيكاغو بولز أمام فينيكس صانز في الأدوار النهائية جاء المعدل الوسطي للنقاط التي سجلها جوردان في المباراة الواحدة 41 نقطة ناسخاً بذلك الرقم القياسي الذي سجله ريك باري وهو 40.8 نقطة، علماً ان جوردان سجل في المباراة الرابعة التي جمعت الفريقين 55 نقطة. ومن المفارقات الغريبة ان شيكاغو بولز فاز بثلاث مباريات من أصل ثلاث خارج أرضه وفاز بمباراة واحدة من أصل ثلاث فوق أرضه... ومما لا شك فيه أن المباريات الست جميعاً شهدت مستويات من الأداء مذهلة وجاءت مشحونة بالمتعة والإثارة على حد سواء، لكن المباراة الثالثة التي انتهت بالتعادل في الوقت الأصلي ومددت ثلاث مرات حتى حسمها أخيراً فينيكس صانز لصالحه 129/121 كانت حافلة بالندية والكفاح تعملق فيها مايكل جوردان وتألق شارلز باركلي وشهد المتفرجون ضروباً من الأداء الساحر قد لا يتكرر ثانية. أما المباراة السادسة فكانت متوازنة في بداية الشوط الأول 12/12 و22/22 وفي نهاية هذا الشوط رجحت كفة شيكاغو بولز 37/28. وفي الشوط الثاني تم احتواء هجوم "البولز" وتمكن فينيكس من تقليص الفارق الى أن حقق التعادل 47/47 في الدقيقة 22 غير أن شيكاغو عاد وأنهى هذا الشوط بفارق 5 نقاط لصالحه. في الشوط الثالث استعاد فريق جوردان زمام المبادرة ورفع الفارق بينه وبين منافسه الى عشر نقاط 75/65 في الدقيقة 31.. وفي الشوط الأخير تعثر أداء البولز فلم يسجلوا طوال 6 دقائق نقطة واحدة ما أتاح لفينيكيس أن يقلص فارق النقاط في مرحلة أولى وأن يتقدم بفارق ضئيل 91/90 قبل انتهاء المباراة بخمس دقائق.. وشهدت الدقائق الأخيرة غليانا في الملعب وفوق المدرجات ولا سيما بعد تقدم فينيكيس 98/94 وقبل نهاية المباراة ب 38 ثانية اخترق جوردان دفاع الخصم وسجل ليقلص الفارق الى نقطتين فقط 98/96 وفي اللحظات الأخيرة مرر جوردان الكرة الى بابين فحولها الى غرانت وهذا بدوره مررها الى باكسون الذي لم يتردد لحظة في التسديد من خارج منطقة السلة مسجلاً ثلاث نقاط 99/98 مطيحاً أحلام فينيكس في المنافسة على لقب الدوري. وبعد تتويج شيكاغو بولز للمرة الثالثة سلطت الأضواء على مايكل جوردان على اعتبار أنه أفضل لاعب عرفته ملاعب كرة السلة في العالم ذلك أن فريقه مدين له بالتاج فهو قائد الفريق ومحركه ومركز الثقل والاستقطاب فيه، وفي استفتاء أجرته صحيفة يو اس آي توداي في شباط فبراير الماضي أعلن راندي بفاند مدرب اللايكرز "ان ماجيك جونسون أفضل لاعب في التاريخ الى أن يحقق مايكل جوردان لقبه الثالث" والواقع انه لم يكن ينقص تاج جوردان سوى جوهرة واحدة جوهرة اللقب الثالث لكي يهز صولجان الملك علماً أن بفاند كان متأخراً عن الركب على أساس ان نتيجة الاستطلاع ل 287 مدرباً ولاعباً ومديراً في الدوري الأميركي لكرة السلة جرى استفتاؤهم حول أفضل لاعب في التاريخ في كرة السلة جاءت على الوجه الآتي: مايكل جوردان 82 صوتاً. ماجيك جونسون 53 صوتاً. ويلت تشمبرلن 35 صوتاً. لاري بيرد 23 صوتاً. كريم عبدالجبار 22 صوتاً. جوليوس ايرفنغ 21 صوتاً. لاعبون متفرقون 35 صوتاً. والاستفتاء الذي جرى قبل إحراز اللقب الثالث ما زال سارياً بعد اللقب لا سيما أن جوردان كان مهندس الفوز ومتعهده والعامل الأساسي في ورشته، ولئن تم تتويجه ملكاً على الملوك قبل اللقب الأخير فإن ما قدمه خلال الأدوار النهائية للبطولة عزز سلطانه بعدما اهتزت صورته في أعين الرأي العام الأميركي إثر اتهامه في الصحافة بارتياد أندية القمار وإثر المتاعب الصحية التي تعرض لها. بين الماضي والمستقبل إن المقارنات بين عمالقة كرة السلطة لا تؤدي دائماً الى تكوين صورة جلية عن وضع كل منهم فمايكل جوردان سجل حتى الآن أكثر من 20000 نقطة في مباريات الدوري الأميركي وهذا الرقم الهائل في حد ذاته يبدو ضئيلاً إزاء ما سجله تشمبرلن 38000 نقطة أو ما سجله كريم عبدالجبار 31500 نقطة ولكن عبدالجبار لعب 20 موسماً ولعب تشمبرلن 14 موسماً بينما لعب جوردان 9 مواسم فقط.. وبين المقارنات والاحصاءات ثمة احصاء واحد يمكن أن يصمد أمام تقلبات الزمن وهو المعدل الوسطي للنقاط في كل مباراة.. وفي هذا المجال يتقدم جوردان منافسيه علماً أن مستوى اللعب في الخمسينات أو الستينات هو غيره في أيامنا هذه، كما ان الفارق في المستوى بين اللاعبين وبين الفرق التي تتنافس حالياً على بطولة الدوري قد تقلص كثيراً... ترى هل ينكفئ مايكل جوردان بعد اللقب الثالث؟ هل يعتزل اللعب وهو في قمة النجاح أم أنه ما زالت لديه تطلعات وطموحات مستقبلية؟ إن مايكل جوردان ما زال في الثلاثين من عمره وهو بكل تأكيد قادر على العطاء وعلى الاستمرار متربعاً على القمة وقد لمَّح الى ذلك معلناً أنه يتطلع الى اللقب الرابع وما علينا إلا أن ننتظر الموسم المقبل لأن الطريق الى اللقب لم يكن في يوم من الأيام مفروشاً بالرياحين وهو ليس نزهة في أي حال من الأحوال. أبطال الدوري الأميركي في السنوات العشر الأخيرة بوسطن سيلتكس 1984 لوس انجلوس لايكرز 1985 بوسطن سيلتكس 1986 لوس انجلوس لايكرز 1987 لوس انجلوس لايكرز 1988 ديترويت بيستونز 1989 ديترويت بيستونز 1990 شيكاغو بولز 1991 شيكاغو بولز 1992 شيكاغو بولز 1993 نتائج الدور النهائي بين شيكاغو بولز - فينيكس صانز 4/2 المباراة الأولى شيكاغو - فينيكس 100/92 المباراة الثانية شيكاغو - فينيكس 111/108 المباراة الثالثة شيكاغو - فينيكس 121/129 المباراة الرابعة شيكاغو - فينيكس 111/105 المباراة الخامسة شيكاغو - فينيكس 98/108 المباراة السادسة شيكاغو - فينيكس 99/98 أفضل اللاعبين في الأدوار النهائية للدوري الأميركي في السنوات العشر الأخيرة لاري بيرد 1984 كريم عبدالجبار 1985 لاري بيرد 1986 ماجيك جونسون 1987 جيمس ورثي 1988 جو ديمارز 1989 ايزيا توماس 1990 مايكل جوردان 1991 مايكل جوردان 1992 مايكل جوردان 1993