على رغم نيران الحرب الاهلية و"العرقية" المستعرة في البوسنة التي تأكل الاخضر واليابس، يجد اهلها الوقت الكافي لاختراع الضحك من قلب المأساة عملاً بقول رومن غاري في كتابه "وعد عند الفجر": "ان روح الفكاهة تأكيد للكرامة واعلان لشموخ الانسان وترفعه عن كل ما يحل به من مصائب". "الوسط" زارت ساراييفو، وعاشت مع سكانها ومع صانعي البسمة في زمن الدموع وعادت منها بالتحقيق الآتي: سبعة من الشبان، هم مزيج من الصرب والكروات والمسلمين، يجلسون امام جهاز التلفزيون ليشاهدوا باهتمام شديد نشرة الاخبار المسائية في مدينة ساراييفو. انها القصة المألوفة من الموت والدمار، والمزيج المعهود من تقدم القوات الصربية على الارض والتصريحات المبتذلة الدائمة التفاؤل من الديبلوماسيين الغربيين. الا ان الشبان السبعة الذين بدا عليهم الاكتئاب والهزال يستوعبون كل خبر فيعلقون تارة على ما يسمعونه او يسجلون ملاحظات في مفكراتهم. اما الوقت فهو مساء السبت. وقبل ان يطلع الفجر تكون هذه المجموعة من الشبان سجلت برنامجاً كوميدياً هو اكثر البرامج شعبية في عاصمة البوسنة، لاذاعته صباح الاحد. بعد ان يشاهدوا نشرة الاخبار المسائية يباشرون في اعداد برنامجهم. يطرحون الافكار المختلفة ويناقشونها. اذ يقول بوريس شايبر: "ما رأيكم في ان يوجه سلوبودان ميلوسوفيتش دعوة الى الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران لتناول طعام العشاء في بلغراد رداً على الزيارة التي قام بها ميلوسيفيتش الى باريس. وبعدئذ يلتقي رادوفان كاراديتش لورد دايفيد اوين في جنيف لتناول طعام الافطار، قبل ان يتوجه كاراديتش الى نيويورك لتناول العشاء مع سايروس فانس". ويرد زينات جوزيتش، وهو شاب مسلم طويل يتدلى شعره الاشقر فوق كتفيه بقوله: "انني اتضور جوعاً فلا تسهب في الحديث عن الطعام". ثم يمسك المايكروفون ويصيح متندراً: "انقذوا البوسنة الآن. اننا بحاجة الى الطعام والسجائر!". وخلال السنوات العشر الماضية بنى زينات لنفسه شهرة واسعة جعلت منه في أعين الناس كوميدياً عبقرياً في وقت السلم والحرب على السواء، بما يطلقه من نوادر ونكات وتعليقات صريحة وجريئة وبما يقوم به من ادوار. اما اعضاء الفرقة الآخرون فهم الفس كيرتوفيتش، سرديان فيلينورفيتش، باتكو، جيفا، كابارافيتش. عالم الكاريكاتور في هذه الاثناء وفي مكان آخر من ساراييفو يعكف بوزو ستيفانوفيتش على رسم كاريكاتور سياسي على ضوء الشموع ليظهر صباح اليوم التالي في صحيفة "اسلوبودنيي" اي الحرية. ومع ان مكاتب هذه الصحيفة دمرت وقتل الكثيرون من مراسليها ومحرريها فانها واصلت الصدور بشجاعة عجيبة ولم تنقطع يوماً واحداً طوال الستة عشر شهراً الماضية رغم اهوال الحرب. ويعتمد بوزو في رسومه الكاريكاتورية على ذاكرته. فهو يعمل من منزله ولا يستطيع الحصول على صور الآرشيف الموجودة في مقر الصحيفة. وكما هو متوقع فان اهم الشخصيات السياسية التي تظهر في رسومه هي كلينتون وكاراديتش ويلتسن وفانس وأوين. ويقول بوزو "ان الرسوم التي أرسمها هذه الايام كلها سياسية تهكمية ولكنها تساعدنا على الثبات والصبر". ومن اشهر رسومه ذلك الكاريكاتور الذي يظهر فيه احد سكان ساراييفو وهو على وشك شنق نفسه، ولكنه لا يستطيع ان يفعل ذلك لانه لا يستطيع العثور على شجرة واحدة لا تزال واقفة ليربط الحبل اليها! ويجدر بالذكر ان سكان ساراييفو اضطروا خلال عام 1992 الى قطع كل شجرة في المدينة المشهورة بمتنزهاتها، لاستخدام اخشابها في التدفئة. وبوزو صربي، وهو يدرك اهمية الدين في حياة ساراييفو وغالباً ما يعكس تلك الحقيقة في رسومه. وهو يقول: "ان ساراييفو مدينة اوروبية. فالرموز المسيحية مقبولة للجميع فيها، كما ان معظم المسيحيين من صرب وكروات يقدرون الثقافة الاسلامية ويحترمونها". وحين سألته هل هناك قيود او حدود لما يمكن ان يتهكم عليه او يعالجه في رسومه قال: "بشكل عام، ليس هناك حدود. اذ لم يطلب مني احد اطلاقاً عدم التطرق الى هذا الامر او ذاك. ولكنني وضعت حدوداً لنفسي. فأنا لا اعبر دائماً عن آرائي الشخصية وإنما اصور الاتجاه السياسي والاجتماعي المشترك وانقله من خلال رسومي". ومن الرسوم التي عرضها علي، واحد يظهر فيه الجنرال فيليب موريون قائد قوات الاممالمتحدة في البوسنة وهو يرفع خوذته لجمع مياه المطر في ساراييفو. ويقول بوزو: "ان هذا الرسم يؤكد ان في وسع هذه القوات ان تفعل الكثير رغم كل الظروف. وهو تعبير عن رأيي الشخصي. فانا لا اتفق مع الناس الذين يتهكمون على هذه القوات". اما في مبنى الاذاعة والتلفزيون، حيث مجموعة الشبان الكوميديين السبعة، فان النظرة الى قوات الاممالمتحدة مختلفة. اذ يقول بوريس شايبر، رئيس الفرقة: "ان هذه القوات لا تسمع شيئاً... ولا ترى شيئاً.... ولا تقول شيئاً: صم بكم لا يفقهون!". ويضيف زينات متهكماً: "هذا رأيه هو، لكن رأيي مختلف. فقوات الاممالمتحدة تقوم بشيء هنا. انها تدير اكبر سوق سوداء في العالم، ولا سيما افراد القوة الاوكرانية الذين يبيعون الطعام والوقود لمن لديهم دولارات"! اذاً، ماذا عن البرنامج؟ هل من نكات او طرائف جديدة؟ بوريس يروي نكتة عن نقص المياه: "ذهب صديقي الى الطبيب لانه يشكو من ألم في اذنه، فقال له الطبيب: يجب ان تحضر لي بعض الماء لاغسل اذنك، هل لديك أي ماء في بيتك؟ فقال صديقي: نعم، في وسعي ان اجلب بعض الماء. فرد عليه الطبيب بقوله: حسناً اذن، احضر لي عشرين غالوناً"! اما إلفيس فقد سمع نكتة عن القناصة تقول "سوليو ومويو يجلسان على ارجوحة في المتنزه. وفجأة يصل صديقهما حاجو الذي يقول: ماذا تفعلان؟ هل أنتما مجنونان؟ ويجيب الرجلان: "أبداً، فنحن نريد ان نجعل مهمة القناصة اكثر صعوبة". وبمجرد ذكر كلمة القناصة تكثر النكات والطرائف. من ذلك مثلاً: لماذا لا تقام مباريات العدو الاولمبية هنا؟ اذ يمكن ان يبدأ العداؤون من مختلف زوايا الشوارع ليتسابقوا مع رصاص القناصة! فيضمن سكان البوسنة الفوز بجميع الميداليات الذهبية لان ليس هناك من لديه خبرتهم في الركض. المأساة تتحول مادة للسخرية لكن زينات لديه فكرة اخرى، اذ شاهد في نشرة الاخبار المسائية الطائرات الاميركية وهي تسقط مواد الاغاثة على بعض القرى البوسنية التي يتضور سكانها جوعاً. كذلك ورد في النشرة نفسها خبر من موسكو عن احتمال اسقاط الروس مساعدات على البوسنة. ولهذا فهو يقترح على الفرقة فكرة اخرى: "لماذا لا نطلب من جندي روسي ان يشرح لنا ما الذي سيسقطه الروس. لماذا لا يقول الجندي: ان موسكو ليس فيها أي مواد غذائية ولهذا قررنا اسقاط حبوب اسبرين لتخفيف الالم عن الجياع!" ويضحك الجميع ولكنهم يقررون عدم استخدام هذه النكتة في برنامجهم الفكاهي. فيحاول زينات مرة اخرى: "ما رأيكم في ان يعود المارشال تيتو ليرى ما حدث ليوغوسلافيا، ثم يرعد ويزبد قائلاً: ما الذي حدث للاخوّة والوحدة هنا؟ هذا امر لا يجوز. سنرسل كمية من البرتقال من جزيرة برتيوني الى سكان ساراييفو الجياع". لكن هذه النكتة لا تلقى القبول ايضاً. وتتوالى الاقتراحات والافكار. بوريس مثلا لديه فكرة: "لماذا لا يكون هناك خط هاتفي ساخن، ليستطيع كل واحد الاتصال ليعرف أين سيحدث القصف في ساراييفو، ومن هم الذين سيتعرضون لرصاص القناصة؟" وهكذا يستمر الاعداد للبرنامج. سألت بوريس هل تغضبون الناس بما تقدمونه من نكات وطرائف؟ فهذه اوقات عصيبة جداً في البوسنة بشكل عام وفي ساراييفو بشكل خاص، فأجابني "اننا نحاول جهدنا الا نغضب الكثير من الناس. لكن الوضع في البوسنة بلغ درجة من السوء تجعل اي شيء نقوله يثير غضب الكثيرين. ولهذا فنحن لا نقلق لشيء". وهل هناك اي رقابة عليكم؟ فهذا زمن حرب ولا بد ان تشعر حكومة البوسنة بالقلق مما يذيعه التلفزيون وما تبثه الاذاعة؟ ويجيب بوريس ضاحكاً: "المراقبون الوحيدون الباقون هنا، لم يعد لديهم امدادات كهربائية لسماع الراديو او مشاهدة التلفزيون. والواقع ان كل العاملين في دائرة الرقيب غادروا المدينة منذ زمن طويل، كما ان معظم الناس غادر ساراييفو، ايضاً، ولم يبق الا نحن السبعة وأنت! الحقيقة أننا نقول ما نشاء. من يدري، لربما كان هذا البرنامج يمثل المولد الحقيقي للديموقراطية في ما تبقى من يوغوسلافيا، او لربما كان يمثل موت هذه الديموقراطية". مصدر النكتة كل هذا يذكرني بالكاتب الاميركي مارك توين الذي قال ان المصدر السري للفكاهة والنكتة ليس السرور بل الاسف والأسى. واذا كان ما يقوله توين صحيحاً فان ساراييفو بكل تأكيد ملاذ ومرتع لكتاب النكتة والفكاهة. فخلال الاثني عشر شهراً الماضية من حصار القوات الصربية للمدينة بلغ عدد قتلاها احد عشر الف شخص، بينما وصل عدد الجرحى الى اكثر من خمسين الف شخص. اما في البوسنة ككل فقد أصبح أكثر من نصف السكان مشردين بعد ان طردهم الصرب بسياسة "التطهير العرقي" من ديارهم. كل ما في البوسنة يمثل لاول وهلة ارضاً خصبة للنكتة والطرفة، ولكن ما حدث في الواقع مأساة وأي مأساة. وطوال اليوم تساعد برامج التلفزيون البوسني في ساراييفو على تخفيف ظلمة الساعات التي يعيشها اهالي المدينة. اذ ان التلفزيون يوظف مختلف الاغاني والمقطوعات الموسيقية لرفع معنويات السكان والمقارنة بين امسهم وحاضرهم: اغنية البيتلز بعنوان "أيام الامس" مثلاً يعرضها التلفزيون مع مشاهد من ساراييفو قبل الحرب: أطفال يمرحون ويلعبون... عائلات في المتنزهات... شبان يخطرون في الشوارع الانيقة... مقاه يسودها الحبور والسرور. ثم فجأة تنهمر القذائف... وينزف الاطفال دماً ويحل الدمار والقتل. ومع هذه الصور نسمع فرقة البيتلز تغني: "أيام الامس... كم كان الحب لعبة سهلة أما اليوم فانا ابحث عن مخبأ... عن ملاذ إنني اومن بالامس... بأيام الامس". وهناك برنامج آخر يعرض صور ساراييفو الماضي والحاضر برفقة اغنية "لا تقلق... كن سعيداً". ثم نرى فجأة مشاهد الرعب والقتل والدمار والدماء بينما ينادي الصوت: "النجدة... المساعدة نتوسل اليكم... نحن بحاجة الى احد ليمد الينا يد المساعدة!" يقول مخرج البرنامج الفكاهي بورو كونتيش: "ان الشبان السبعة ابطال، وهم ابناء مهنة. والواقع انهم ليسوا بحاجة الى مخرج، فهم يعملون طوال الاسبوع وحتى آخر لحظة حين تبدأ الخيوط النهائية للبرنامج في الوضوح. وفي معظم الاحيان لا نعرف ما اذا كان البرنامج ناجحاً ام لا حتى نشاهده بعد ان يتم تسجيله". صعوبة الضحك الا ان رئيس الفريق بوريس شايبر ينتحي بك جانباً ليقول لك في لحظة من الجدية الكئيبة: "ان من الصعب علينا في بعض الاحيان ان نخرج بطرائف او نكات عن الحياة في ساراييفو. اذ يقول المثل ان رواية النكتة اشبه ما تكون بالسقوط من رأس السلم الى الارض والوقوف فوراً دون ان يلحق بك اي اذى. لكن السؤال هو: الى متى تستطيع الاستمرار في ذلك؟ فنحن نعرف انه لا يوجد في ساراييفو احد لم يفقد عزيزاً او غالياً او صديقاً اثناء الحصار. بل ان معظم الناس فقدوا عائلات بأكملها. كما ان معظم الناس خسروا ربع وزنهم نتيجة الجوع. وفي هذا ما يجعل مهمة الخروج بنكتة جديدة امراً شاقاً احياناً، لا سيما ان الوضع يزداد تدهوراً وسوءاً باستمرار. لكننا ننظر الى ما نقوم به على انه طريقتنا في المقاومة والصمود. وما نقدمه غذاء للعقل والروح ومرتكزاً للغد حين يزداد تردي الوضع". صباح الخير يا بوسنة ومما يبعث على الارتياح لدى اعضاء الفريق ان سكان ساراييفو يعتبرونهم ابطالاً. ويقول بوريس في معرض تعليقه على ذلك: "نحن مثل اخوتنا في الجيش البوسني. ونحن نحب ان نعتبر انفسنا كتيبة اخرى في هذا الجيش، لأن الصرب يمقتون النكات والطرائف التي نقدمها". ولعل العبء الذي يقع على كاهل بوريس يزيد عما يتحمله اصدقاؤه الآخرون، لأن والده يشغل منصب نائب قائد جيش البوسنة والهرسك وهو العقيد ستيفان شايبر. اما زينات، فبعد ان يقفز في الهواء يقترب من المايكروفون ويصيح فيه: "صباح الخير يا بوسنة. استيقظي وباشري في القتال والكفاح من اجل الحرية. لا شرق ولا غرب... ان الاسلام هو الافضل". ثم يدير وجهه نحو الكاميرا التي في يدي ويقول: "ماذا تأكلون في كندا؟ هل لديكم اي بيض؟ انني لم اذق طعم البيض منذ اكثر من عام. آه كم احب البيض"! وحوالى الساعة الثانية صباحاً تركت مجموعة الشبان لمتابعة برنامجهم. وبينما كنت أغادر الاستوديو صاح بوريس: "هل لك ان تطلب من عمتي في كندا ان تبعث لي رسالة كفالة لكي اهرب من ساراييفو"؟ وانفجر الجميع ضاحكين لانهم يعرفون ان ليس له أي عمة في كندا، ولأنهم يعرفون ايضاً انها نكتة ممتازة للبدء في البرنامج. وفي الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم التالي جلست استمع الى برنامجهم مع بعض الاصدقاء وبينهم سونيا لوزو التي كانت استاذة اللغة الانكليزية في جامعة ساراييفو قبل الحرب، وهي اليوم من عشاق البرنامج. قالت سونيا: "منذ سنوات وانا معجبة بهؤلاء الشبان، لكنهم اصبحوا اروع واكثر ابداعاً منذ ان بدأت الحرب، مع انه ليس هناك ما يدعو الى الضحك في محنتنا. إنهم اشبه بقوس قزح وسط سماء قاتمة. وكما يقول المثل شر البلية ما يضحك". وفي ختام البرنامج ترجمت لي سونيا الاسكتش النهائي: "يبدو ان ريد هود تسير في الغابة وهي تحمل مساعدات انسانية الى جدتها حين يعترضها جندي صربي يرتدي ملابس ذئب فيقول لها: أعطني ثلاثين في المئة من المساعدات"، فترتعد من الخوف وتوافق. وبعدئذ تصل قافلة من قوافل مساعدات الاممالمتحدة فيعترض الجندي الصربي الذي يرتدي ملابس الذئب سبيلها ايضاً ويقول: أريد ثلاثين في المئة من الامدادات التي في الشاحنات. والذي حصل هو ان الشاحنات كانت تحمل نفايات مشعة. وما ان وصل الصربي الى بيت الجدة حتى كان مريضاً من الاشعاع. وعلى الفور ازاح الجدة من سريرها وتمدد فيه. وحين وصلت ريد هود نظرت الى السرير فقالت: "جدتي، لماذا يتساقط شعرك؟" ورد الصربي الذي كان يرتدي ملابس الجدة: "لأنني اعيش في ساراييفو وليس فيها ماء لاغسل شعري". وتسأل ريد هود: "ولماذا عيناك حمراوان الى هذه الدرجة يا جدتي؟" ويجيب الصربي: "لأن ليس لدي كهرباء ولهذا فانا مضطرة الى القراءة على ضوء الشموع". في تلك اللحظة يصل جنود البحر الاميركيون ويقتلون الصربي وينقذون ريد هود وجدتها ويعيدون امدادات المياه والكهرباء". وضحك الجميع حتى ترغرغت عيونهم بالدموع. ملكة جمال لساراييفو على دوي المدافع نحو ثلاثمئة مشاهد جاؤوا الى احدى دور العرض السينمائي في ساراييفو لحضور مسابقة الجمال التي فازت فيها انيلا نوجيك من بين ست متسابقات، وهي ذات 18 ربيعاً و180 سنتيمتراً، وتدرس الاقتصاد. تم اختيار المتسابقات، منذ اسبوعين، من بين 13 مرشحة ظهرن امام هيئة التحكيم أول مرة وهن يلبسن الفساتين السوداء، ثم عدن الى المسرح بالمايوهات وقد حملن لافتة مكتوباً عليها بحروف انكليزية زرقاء بارزة "لا تجعلوهم يقتلوننا". ولقد علت اصوات الحاضرين بترديد الاغاني في محاولة للسيطرة على دوي القذائف وأزيز الرصاص الذي ظل يطلقه القناصة المرابضون خارج دار العرض. ولدى اعلان النتيجة بكت انيلا فرحاً وقالت "لم اكن اتوقع شيئاً من هذا. ومن الصعب وضع أي خطط للمستقبل لأن كل شيء محاط باللايقين". وكان الدخول لمسابقة الجمال مجانياً اما الهدايا فمقبولة بحيث يحولها منظمو المسابقة الى الجنود الجرحى او عائلات قتلى الحرب.