اشتبك عدة مئات من القوميين الصرب المتظاهرين احتجاجا على اعتقال زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراديتش، مع رجال الشرطة بوسط العاصمة بلغراد، وذلك لليلة الثالثة على التوالي. ورشق القوميون الصرب في الليلة قبل الماضية أفراد الشرطة بالزجاجات والحجارة وصوبوا تجاههم الألعاب النارية، كما أحرقوا أعلام خصومهم السياسيين. ولم يسلم الصحفيون خلال الاشتباكات من المتظاهرين الغاضبين، مما أسفر عن إلحاق بعض الأضرار بمعداتهم. وأشارت التقارير إلى أن أعضاء بارزين في الحزب القومي المتشدد شاركوا أيضا في المظاهرات. وفي السياق ذاته، قال سفيتوزار فوياسيتش محامي كاراديتش إنه قص شعر رأسه وحلق لحيته. وأوضح أنه في صورة جديدة، مشيرا إلى أنها نفس الصورة المعروفة لكاراديتش قبل اختفائه “والذي تعودتم أن تروه قبل 13 عاما، لقد ذهلت لأنه لم يبد عليه أي كبر سن وإن كان فقد بعضا من وزنه”. وكان كاراديتش قبل القبض عليه يعيش حياة جيدة، فقد تمكن من خفض وزنه والعيش مع عشيقة رغم أنه لايزال متزوجا، وكان يذهب إلى حانة صغيرة يتجمع فيها المتشددون الصرب الذين يتغنون بأعماله في زمن الحرب. وطوال سنوات اختفائه عاش زعيم صرب البوسنة السابق تحت اسم مستعار يدعى دراجان بابيتش ومارس الطب البديل بل أنشأ موقعا دعائيا له على الإنترنت. من جهة أخرى قالت الإدارة الدولية في البوسنة والهرسك إنها لن تسمح لأسرة كاراديتش بالسفر إلى صربيا لرؤيته قبل تسليمه إلى محكمة الجنيات الدولية. ومنعت زوجة كاراديتش وأولاده من مغادرة البوسنة في مسعى لخنق الشبكة التي دعمه. ويحتجز كاراديتش حاليا في سجن ببلغراد انتظارا لتسليمه إلى محكمة الجزاء الدولية التابعة للأمم المتحدة الخاصة بيوغسلافيا ومقرها لاهاي، وهو شيء متوقع في مطلع الأسبوع القادم. يذكر أن كاراديتش متهم بالإبادة الجماعية مرتين لقتل 8 آلاف مسلم بوسني في بلدة سربرينيتشا عام 1995 وأيضا لحصار سراييفو الذي دام 43 شهرا وقتل نحو 11 ألفا في المدينة بنيران القناصة وقذائف الهاون وبسبب الجوع والمرض. وقد اعتقل مساء الاثنين الماضي في العاصمة بلغراد بعد أن ظل هاربا مدة 13 عاما.