في التاسع من تموز يوليو المقبل، ستشهد مدينة الدار البيضاء افتتاح مسجد الملك الحسن الثاني الذي يعد اكبر مسجد في العالم بعد بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف. هذا المسجد، الذي وضع الملك الحسن الثاني الحجر الأساسي لبنائه، والمسمى باسمه، في تموز يوليو 1986، يتسع لنحو 120 الفاً من المصلين وهو يعتبر انجازاً معمارياً كبيراً سواء من حيث تصميمه وفخامة حجمه او من حيث اختيار موقعه الذي يطلّ على البحر. واذا كان المؤرخون والباحثون اعتبروا مسجد القرويين في فاس ومسجد الكتبية في مراكش ومسجد حسان في الرباط من روائع فن العمارة العربية - الاسلامية، فان مسجد الملك الحسن الثاني يعتبر تحفة هذه الروائع، تتجلى فيه تقنيات الفنون المغربية الاصيلة مثل التزيين المتعدد الزوايا والتستير والنقش المورد والتوريق والتشجير الى جانب اعتماده الخطوط العربية خصوصاً الخطين الكوفي والنسخي. مقصورة الصلاة في المسجد، التي تستوعب 25 ألف مصلّ، تتميز بشكلها المستطيل المتوازن 200 م - 100 م - 06 م علواً ويغطي الجزء المركزي لها سقف قابل للانفتاح يمكن أن يحولها في 3 دقائق الى صحن واسع مفتوح على السماء. وصومعة المسجد التي احتفظت بالطابع التقليدي المغربي، تتكون من قاعدة مربعة يبلغ ضلعها 25 م اي مساحة 625 م2 وترتفع الى ما علوه 200 م. وتتوافر على مصعدين وسلم، وهي بذلك اكبر وأضخم وأعلى منارة في العالم مقارنة مع غيرها من المعالم التاريخية والدينية. وهناك مرافق ثقافية ملحقة بالمسجد كالمدرسة القرآنية التي ستكون الدراسة فيها على المستوى الجامعي، وقد اقيمت على مساحة 1700 م2 في شكل نصف دائري وتشمل طابقين، وطابقاً ثالثاً تحت الأرض. وتضم مكتبة وقاعات للندوات والمؤتمرات. وعلى جانب المدخل الرئيسي للمسجد شيدت مكتبة كبرى ومتحف اسلامي على شكل بنايتين منفصلتين على مساحة 7500 م2، وتمدّ هذه المرافق صحن المسجد في شكل مستطيل على مساحة 30000 م2 وتبلغ طاقته الاستيعابية 80 ألف مصلّ. كما يشتمل المسجد على طابق تحت الارض يحتوي على مرائب للسيارات مبنية على مساحة 38000 م2 تتسع لپ1100 سيارة، ومنها يتجه ممر مزدوج على شكل نفق بطول 800 م وعرض 5،16 يربط المسجد بالمدينة. اما الحمامات، فقد شيدت تحت الأرض، على مساحة 6000 م2 في شكل حجرات حرارية على النمط التقليدي، تتسع لپ1400 شخص دفعة واحدة. وكسيت واجهات المسجد والصومعة والمدرسة القرآنية برخام رفيع مزخرف بنقوش يغلب عليها اللونان الابيض والاخضر كرمز للتسامح والسلام. وبلغت مساحة أحجار الرخام والكرانيت المستخرجة من المناجم المغربية 200 الف متر مربع او ما يساوي مساحة 20 هكتاراً، بينما بلغ حجم الجبص المستخدم في التزيين 25000 م2، عدا الزليج "الفسيفساء" الذي بلغ حجمه 6000 م2 والخشب المنقوش والملون الذي يوازي 40000 م2 في مساحته.