هذه أول رسالة أبعثها الى المجلة التي أتابعها منذ شهور عدة دون انقطاع، وما جعلني أكتب هو استطلاع مجلتكم عن اخواننا المسلمين الذين يحاصرهم الصرب منذ ما يزيد عن 12 شهراً في جمهورية البوسنة والهرسك المسلمة. وما أثارني جداً هو تفسير الصحافي الأميركي دون نورث للحرب غير المتكافئة الدائرة هناك على انها حرب سياسية هدفها انشاء صربيا الكبرى، لا دينية هدفها إبادة المسلمين في هذه الجمهورية. كما كتب ان المدينة قبل الحرب كانت أبلغ مثال على التعايش في السلام. وأقول له يا سيد دون نورث نشكرك جزيل الشكر على هذه الاضافة الرائعة، ولكن الحقيقة غير هذا. فلم يكن المسلمون وباقي الديانات في يوغوسلافيا السابقة في وئام أبداً، وليس هذا بسبب المسلمين، ولكن السبب هو الكره الدفين لكل ما هو إسلامي. وأجده يتساءل بكل ما أوتي من شجاعة وبراءة: كيف تدمر هذه المدينة وهي إحدى مدن أوروبا الجميلة في آخر القرن العشرين والعالم يتفرج دون اهتمام؟ والاجابة بسيطة وأبسط من شكه وهي ان التاريخ خير دليل لا يكذب، فالمسلمون مضطهدون في كل مكان حتى في بلادهم: في فلسطين الجريحة؟ وفي بورما وروسيا والفيليبين وغيرها. والعالم الذي لا يمل التشدق بحقوق الانسان يصاب بالحول عندما يتجه الى مذابح المسلمين في العالم. حسام عبداللطيف عبدالله الزقازيق - مصر