سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقابلة خاصة مع المكلف بالدفاع عن المتهم الرئيسي في تفجير "المركز التجاري الدولي" . محامي محمد سلامة ل "الوسط": هناك مخبرون سريون في عملية انفجار نيويورك ترفض الحكومة الأميركية الكشف عن هويتهم
خرج روبرت بريشت، محامي الدفاع عن محمد سلامة المتهم الرئيسي في عملية تفجير مبنى "المركز التجاري الدولي" في نيويورك في نهاية شباط فبراير الماضي، عن صمته وتحدث الى "الوسط" كاشفاً أموراً جديدة مثيرة للاهتمام عن محمد سلامة وعن انفجار نيويورك. قال لنا بريشت: "هناك مخبرون سريون في هذه القضية، ربما لا يقتصر دورهم على مشاهدة الأحداث، بل ربما اشتركوا فيها بشكل أو بآخر. ونحن نعتقد أنهم شهود في غاية الأهمية قد يكون لديهم أدلة تفنّد التهم. وقد طلبنا من الحكومة أن تكشف لنا عن هويتهم، إلا أنها رفضت. وطلبت من المحكمة أن تأمر الحكومة بالافصاح عن هوياتهم ولكنها رفضت أيضاً. ولهذا بدأنا بمحاولة اقتفاء أثر هؤلاء المخبرين السريين. إن المسألة مهمة جداً لأن هناك إفادة قدمها أحد عملاء إف. بي. آي. تحت اليمين يقول فيها ان مخبرين سريين أبلغوه أن "واحداً منهم هو الذي علّم سلامة على قيادة السيارات". كذلك قال هذا المخبر انه قاد الشاحنة مع سلامة الى أحد المواقع التي خضعت فيما بعد للتفتيش بحثاً عن المواد اللازمة لصنع القنابل. ونحن نعتبر هذا دليلاً مهماً جداً لأنه سيكون بداية خيط طويل. إذ من غير المعقول إطلاقاً، في رأيي، انه لم يكن هناك مخبر سري بين الجماعة قبل انفجار المركز. وفي رأيي ان واحداً، أو أكثر، من هؤلاء المخبرين ربما قاد المحققين الأميركيين الى سلامة. أعتقد ان مكتب التحقيقات الفيديرالي تلقى معلومات من مخبر سري أو مخبرين سريين. وهكذا قرر المحققون ان سلامة هو المشتبه به. فهناك عدد من المشتبه بهم الذين كان المكتب في اعتقادي يراقبهم، ولهذا يجب أن نتحدث الى هؤلاء الأشخاص. لكن الحكومة ترفض الافصاح عن هوياتهم لنا. ولربما كان بعض أولئك الأشخاص في الواقع المخبرين السريين أنفسهم. ولهذا فأنا أشعر بالانزعاج والإحباط لأنني أعتقد ان الحكومة تحجب عنا بعض الأدلة التي ستكون مفيدة للدفاع. ولكنني سأواصل الضغط. وربما لا تحتاج الحكومة إطلاقاً الى الكشف عن المخبر السري. لكن من حقنا أن نعرف من هو لأنه كان مشاركاً في الأحداث. فإذا كان درَّب سلامة على قيادة الشاحنة التي تقول الحكومة انها استخدمت فيما بعد في الانفجار، فمن المؤكد ان هذا المخبر كان جزءاً من الحادث وإن لم يكن الجزء الأساسي. مخبران عربيان يقولون في أوساط الجالية العربية إن هناك مخبرين اثنين وهما شقيقان، كان أحدهما يستأجر شقة مشتركة مع سلامة. هل هذا صحيح؟ - سمعت ذلك. فهم يقولون إن المخبرين عربيان وهما مصعب ياسين وأخوه الموجود الآن في العراق. إذن لا يزال سلامة ينفي أنه نقل القنبلة الى "المركز التجاري الدولي"؟ - مئة في المئة. إن السيد سلامة سينفي أنه قام بهذه الأعمال أو ان لديه أي علم أو معرفة أو نية بتفجير المركز. ولهذا سنتفحص بمنتهى الدقة الأدلة التحليلية، لأنه إذا كان هناك دليل على أن المحققين اهتدوا الى سلامة عن طريق مخبر سري، فإن هذا سيضعف الادعاء بأنه مرتبط بالشاحنة. إذ ربما يكون مجرد شخص حدده المخبر السري الذي قد لا يكون بدوره في موقف موثوق ولا يعرف ما إذا كان دور سلامة هو في الواقع مجرد زيارة للمستودع. ولذا سنتفحص هذه الزاوية بكل دقة. هل غيَّر سلامة أي شيء في روايته؟ - أبداً. إن روايته هي نفسها باستمرار. هل تعتقد أن اولئك الآخرين الذين استخدمهم المحققون الأميركيون كمخبرين، ربما كان لهم دور في التفجير؟ - نعم. اعتقد أنه كان هناك مخبرون سريون اشتركوا الى درجة ما، فربما قاموا بالترتيبات الأولية أو اشتركوا في المراحل الأولية. ونحن لا نعرف ما إذا كانت الشاحنة استعملت في نهاية الأمر في الانفجار. إذ أن سلامة يقول بالطبع إن الشاحنة سرقت منه، ومن هذا المنطلق لا يهم أن تكون الشاحنة ظهرت فعلاً في المركز أو لا. ولكنني أعتقد ان هناك بالتأكيد إمكانية بتورط المخبرين في مرحلة ما. أما إذا كان المخبرون شركاء حقيقيين أو على الهامش مثلما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" فهي مسألة غير واضحة. ولكنهم كانوا بكل تأكيد أناساً في مواقع تؤهلهم لتضليل سلامة أو استغلاله. وربما كان مكتب التحقيقات الفيديرالي متلهفاً لاصطياد سلامة والآخرين قبل الانفجار، ولهذا فإن الانفجار كان الذريعة المثالية لفعل ذلك، لا سيما إذا كان لدى هذا المكتب المخبرون السريون اللازمون للابلاغ عن سلامة والآخرين. في هذا ما يثير احتمال معرفة مكتب التحقيقات مسبقاً بوجود تخطيط لعملية تفجير؟ - نعم، هذا صحيح. وإذا كان هذا الاحتمال صحيحاً فإن من المؤكد أن مكتب التحقيقات يريد لهؤلاء المخبرين أن يختفوا. وبالطبع ربما لا يكون الأمر بمثل هذه الدرجة من اللؤم. ولكن لهذا السبب نحن نصر على الكشف عن هويتهم لكي نحدد الامكانات المختلفة، ولنستطيع استثناء إمكانات معينة. لكن كل الاحتمالات واردة ما دامت الحكومة ترفض الكشف عن هويتهم. إن المسألة تبعث على الشعور بالاحباط لأن الحكومة الأميركية لا تزال تحجب الأدلة عنا. وأنا لا أعرف إذا كان السبب وراء ذلك هو التستر على شيء ما، أو ان الحكومة تريد مفاجأتنا في المحكمة. ومن المؤسف ان الصحافة شنت حملة على سلامة لتحطيم شخصيته وسمعته، ولكنني أجده شاباً صادقاً مخلصاً وأجده متعاطفاً ودؤوباً. وأرجو أن أتمكن من نقل هذه الصورة الى هيئة المحلّفين حين تبدأ محاكمته.