مايا حجار بطلة لبنان منذ العام 1977 : أفضل لاعبة لبنانية في كرة المضرب تعتزل قريباً لتفتح مدرسة "تنس"!

قبل العام 1975سيطرت ليتا عقراوي ولأكثر من عقد من الزمن على ساحة كرة المضرب التنس النسائية في لبنان، وكانت تنتظر سنوياً بدء دورة برمانا الدولية لتلتقي اللاعبات الاجنبيات وتصطحبهن الى ملاعب اخرى فتتدرب معهن وتستفيد من خبرتهن وتطلع على المستجدات والتقنيات الحديثة.
وخلال اعوام الحرب وحتى الآن تسيطر مايا حجار 28 عاماً على ساحة اللعبة، تغيب وتعود فتحرز الالقاب مكرسة نفسها اللاعبة الرقم واحد في لبنان.
مايا حجار رياضية بامتياز متعددة النشاطات والهوايات تحمل اجازة في التسويق والاعلان وتعمل في تجارة الملابس الرياضية ومنها ما يحمل اسمها، وتنظيم الحفلات الغنائية والفنية لفرق اجنبية، التي تجدها مثيرة لكنها صعبة.
وكان الاتحاد اللبناني لكرة المضرب استأنف العام 1991 تنظيم بطولة لبنان بعد توقف طويل بسبب الوضع الامني، فترجمت سيطرتها في الدورات المحلية فوزها بالبطولة واحتفاظها باللقب العام الماضي، ويبدو انه غير بعيد عن متناولها هذا الموسم ايضاً، علماً انها ابتعدت لفترة عن اجواء اللعبة حيث تقول لپ"الوسط" "لم ازاول نشاطي الرياضي خلال العامين 1989 و1990 كما يجب، وانشغلت في اعمال اخرى. وبعد استئناف النشاط المحلي ادركت اني على خطأ، فعدت الى تركيزي السابق، على الاقل في فصلي الربيع والصيف، فعموماً انا لا اتدرب في الشتاء، ومحافظتي على تقدمي يعود لما تعلمته خلال دورات التدريب التي خضعت لها في الولايات المتحدة".
منتخب لبنان
لكن الامر اختلف منذ مطلع الموسم الحالي، فقد دعا الاتحاد افضل اللاعبات اللبنانيات، ومايا حجار في مقدمهن الى التدريب الجدي لخوض تصفيات المجموعة الآسيوية لكأس الاتحاد الدولي في ايار مايو في كولومبو سريلانكا. وهكذا انخرطت اللاعبات في اعداد يومي باشراف بطل لبنان السابق سعيد كرم وكابتن الفريق بشارة ابو رحال، ويضم الفريق بالاضافة الى حجار كلاً من تانيا زيتوني وناهية ابو خليل وضياء الزير وتامارا، والفرصة لدخوله متاحة امام كل مؤهلة لتحقيق نتائج جيدة. وقد ابدى كرم وأبو رحال ارتياحهما لانضباطية اللاعبات وتطور اسلوبهن وقد ثبت تقدمهن من خلال النتائج النوعية التي حققنها في لقائهن منتخب اليونان في اثينا.
النقلة الجديدة افادت مايا حجار، وكما تقول: "اجبرت على التدريب وأشعر اني تقدمت عما كنت عليه العام الماضي، لكني ما زلت بعيدة عن مستواي خلال الموسم 1983 - 1984. ولذلك اسباب كثيرة. فكما ذكرت لم تكن توجد استمرارية في التدريب ونفتقر الى المدربين الاكفاء، ومتى اعتاد اي لاعب على اسلوب خاطئ من الصعب تصحيحه بعد مرحلة متقدمة. حالياً افوز بفضل الخبرة واعدادي السابق في الخارج".
في الفترة المقبلة ستستمر حجار في اعتماد السياسة التي سلكتها في الموسمين الماضيين، اي المشاركة في بعض الدورات فقط وبطولة لبنان الرسمية، وتوضح كاشفة لپ"الوسط": "اعتزالي اصبح قريباً لكني لن ابتعد عن اجواء اللعبة، هذا قرار اتخذته منذ اعوام، فأنا انوي افتتاح مدرسة لتعليم كرة المضرب. وسأستقدم اختصاصيين من الخارج لتولي التدريب، واشرك اللاعبين في الدورات الخارجية بعد تلقينهم المبادئ والاساليب الصحيحة للعبة كما انظم دورات داخلية بمشاركة لاعبين اجانب. وهي الخطوات الرئيسية لانماء اللعبة في لبنان وتطوير مستواها، والا سنظل مكانك راوح".
وتوضح مايا حجار عند سؤالها عن قرب زواجها وابتعادها عن اجواء اللعبة بأن مشروع الزواج الوارد مبدئياً لن يعيق تنفيذ مشروعها، "انني مصممة على ذلك، وأحلم ان يصبح التدريب عندنا وفق اسس علمية مدروسة وجدية، اللاعب عندنا غير معتاد على ان وقت التدريب مقدس، ويصاب بالغرور عند فوزه بلقب اية دورة متواضعة، فكفانا تدللاً".
رياضية منذ الطفولة
نشأت مايا حجار في بيت رياضي، خصوصاً وان والدها نديم بطل سابق في كرة المضرب، وبدأت مزاولة اللعبة في الخامسة من عمرها، وأحرزت في سن الثالثة عشرة لقب دورة برمانا 1977 ومنذ ذلك الحين وهي الاولى في لبنان.
وكانت مايا حجار دخلت العام 1981 مدرسة كرة المضرب الشهيرة التابعة لنيك بوليتيري في فلوريدا والتي خرّجت لاعبين عالميين بارزين، وخضعت فيها لنظام تعليمي اكاديمي قبل الظهر وتدريبي بعد الظهر، ثم عادت الى لبنان لتبدأ دراستها الجامعية في كلية بيروت الجامعية... ومرة جديدة عادت الى فلوريدا العام 1983، وتدربت مدة اربعة اشهر في مدرسة هاري هوبمان، كما تدربت في مدرسة رود ليفر وشاركت في دورات تنافسية العام 1984.
لكن التقطع في الاعداد أثّر سلبياً على تطورها، علماً انها ما زالت تستفيد من تقنيات لا تعرفها باقي اللاعبات اللبنانيات.
والى جانب كرة المضرب، احرزت مايا حجار بطولة الجامعات في التزلج، وشاركت في الاونيفرسياد الشتوي الدولي اكثر من مرة، لكنها فضّلت الاستمرار في التزلج على سبيل الهواية فقط ومن دون بذل اي جهد تدريبي، وخصصت كامل طاقتها لكرة المضرب.
وتكشف مايا حجار انها تعلمت التزلج والسباحة والفروسية على والدتها الالمانية التي برعت في هذه الرياضات، ولم تُسرّ كثيراً لتميز ابنتها في كرة المضرب، على عكس والدها الذي ما زال يتابع نشاطها ويوجهها حتى الآن.
وتعترف مايا انها مرتاحة حالياً لتدربها مع باقي لاعبات المنتخب "فأنا لم اجد في السابق اللاعبة المتمكنة للتدرب معي، فكنت ألعب بمفردي او مع جوزف بشاره المدرب في "يرزة كونتري كلوب" النادي الذي انتمي اليه.
وتتابع مايا دورياً الاطلاع على المستجدات في عالم اللعبة، وقراءة اخبار الابطال والبطلات، وهي معجبة بالألمانية ستيفي غراف وتحبها كثيراً، وكانت تفضل الاميركيين كريس ايفرت وجون ماكنرو وجيمي كونورز، وحالياً لا يعجبها احد من النجوم عند الرجال.
وتأسف مايا لانها اهملت في المدة الاخيرة الاحتفاظ بما يكتب او ينشر عنها من اخبار ومقابلات، وتقول: "ارشيفي الخاص اصبح ناقصاً وسأبذل المستطاع لاعيد تنسيقه وتنظيمه، وأتمنى ان يساعدني احد في ذلك".