حاول الاميركيون جاهدين منذ مطلع هذا القرن "أمركة" السيارة الاوروبية، او على الاقل اقناع المستهلك الاوروبي باقتناء "الديناصور" الاميركي، لكنهم فشلوا... فأوروبا لا تنتج نفطاً، وشوارع دولها ليست كلها واسعة ورحبة، كما هي شوارع الولاياتالمتحدة. فكان ان ابتعد الاميركيون من أوروبا وامتنعوا عن محاولة تسويق انتاجهم من السيارات فيها، واستمروا بانتاج سياراتهم الضخمة الشرهة للوقود، لتلبي فقط متطلبات عالمهم الخاص... القارة الاميركية. الجبابرة الثلاثة إثنان فقط من الجبابرة الثلاثة في صناعة السيارات الاميركية، وهما فورد وجنرال موتورز، حققا خطوة ايجابية في أسواق اوروبا منذ قبيل منتصف هذا القرن، عندما افتتحا مصانعهما الاوروبية لصناعة سيارات "اوروبية". "كرايسلر" ثالث الجبابرة، كان حاول التواجد في أوروبا، في أواخر الخمسينات، من خلال شرائه شركتي "سيمكا" الفرنسية و"تالبوت" البريطانية، لكن الفشل كان من نصيبه، اذ ان الاستراتيجية الاميركية في صناعة السيارات لم تلق تجاوباً لدى المستهلك الأوروبي. فما كان على "كرايسلر" الا ان يصفّي عملياته الأوروبية ويعود ليتقوقع في السوق الاميركي. تبدل المفهوم الاميركي بدأت المصالح العالمية تتداخل والحدود الدولية تتلاشى والطاقات الطبيعية تقلّ والحسّ البيئي ينمو... وبالتالي أخذ العالم "يصغر". أخذ الاميركيون ينظرون بشغف الى سوق السيارات الاوروبي الكبير، الذي اذا دخلوه سوف يخفف من أزمتهم الاقتصادية ويرفع الكساد عن انتاجهم من السيارات. فكان لا بد لهم من اعادة تقييم استراتيجيتهم في صناعة السيارات والاقتباس من الأوروبيين في هذا المجال... انتاج سيارات صغيرة الحجم نسبياً، قوية الاداء مريحة وثابتة على الطرقات، تكون عملية ومصروفها خفيف. معرض جنيف الدولي معرض جنيف الدولي للسيارات الذي افتتح في 3 آذار مارس الحالي كان شاملاً. عرض فيه جميع صنّاع السيارات في العالم انتاجهم، وتميز المعرض هذا العام بكثافة الحضور الاميركي. فقد جاء الجبابرة الثلاثة يعرضون انتاجهم من السيارات الاميركية بحلة اوروبية. فورد قدمت طرازها الجديد "مونديو". فوكسهول/أوبل الفرع الأوروبي لشركة جنرال موتورز عرض سيارة "كورسا"، اسمها في المانيا "أوبل كورسا" وفي بريطانيا فوكسهول كورسا". إضافة الى "جيب رانغلر" و"جيب شيروكي" عرضت شركة كرايسلر سيارة "دودج فايبر" الرياضية، محركها من عشر اسطوانات على شكل 7، حجمها الصغير نسبياً، وأداؤها المرتفع وسعرها القليل نسبياً حوالى 50000 دولار اميركي، يجعلها منافسة خطرة لمثيلاتها الاوروبيات. كما قدمت كرايسلر نموذجاً لسيارة "أحلام"، قد يرى النور اذا ما استقطب اهتماماً من زائري المعرض. مصممم السيارات السويسري "فرانسيسكو سبارو" لم يغب عن معرض جنيف، فقد عرض "أورْبي"، وهو نموذج مصنوع من الالياف الزجاجية للسيارة للمدينة لا تتجاوز سرعتها 35 كلم/س. سيتروان قدمت طراز "كزانتيا" الذي سوف يحل مكان طراز "بي.إكس"، ولكنه يحوي الكثير من المواصفات المتوافرة في طراز "إكس.إم" الفخم. رولز رويس، سيارة النخبة، عرضت طراز "فانتوم 71 6" بنظام تعليق مطور وأداء مرتفع ورفاهية متناهية قلّ ان تضاهى، يعزز من "رمز المكانة" لمن يقتنيه. بي.أم.دبليو عرضت "الجيل الجديد للفئة الثالثة" طراز "325 آي" الذي استحوذ على قسط كبير من الاطراء من جميع زائري المعرض. المعارض الدولية للسيارات كمعرض جنيف مناسبة هامة لا يغفلها صنّاع السيارات لتسويق انتاجهم.