أسفرت زيارة جون ميجور رئيس الوزراء البريطاني نهاية الشهر الماضي الى سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية عن اتفاق على صفقتين عسكريتين قيمتهما الاجمالية مليارا بليونا و300 مليون جنيه استرليني. الصفقة الاولى كانت مع سلطنة عمان، وقد اعلن تفاصيلها ميجور في مؤتمر صحافي عقده في مسقط بعد محادثاته مع السلطان قابوس بن سعيد يوم 28 كانون الثاني يناير الماضي، اذ قال ان سلطنة عمان قررت شراء 18 دبابة بريطانية من طراز "تشالنجر - 2". وأبدت رغبتها في شراء 18 دبابة اخرى من الطراز نفسه في مرحلة لاحقة. وتبلغ قيمة الصفقة الأولى 300 مليون دولار. ويأتي ذلك تعبيراً عن رغبتها في اعتماد "تشالنجر - 2"، للجيش العماني. الصفقة الثانية مع السعودية، وقد اعلن عنها ميجور بعد محادثاته في الرياض مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز اذ قال ان المملكة قررت شراء 48 طائرة من طراز "تورنادو أي.د.س". وأكد مصدر سعودي مسؤول في وزارة الدفاع والطيران السعودية "ان حكومة المملكة العربية السعودية وكجزء من خططها الرامية الى تعزيز مقدرتها الدفاعية قد توصلت الى ابرام اتفاقية مع المملكة المتحدة لشراء 48 طائرة اضافية من طراز تورنيدو "أي.دي.أس" ضمن اتفاقية اليمامة للتعاون الدفاعي". وأبدت الحكومة البريطانية ترحيبها الحار بهذا القرار الذي يفتح صفحة جديدة في برنامج اليمامة الذي وضعت لبنته الأولى عام 1985. وتبلغ قيمة المقاتلات البريطانية التي ستشتريها المملكة نحو بليوني جنيه استرليني، فيما ستكتمل بقية قيمة الصفقة الكلية من خلال تنفيذ مشاريع ومرافق البنية الاساسية العسكرية التي تشمل رادارات للدفاع الارضي وبناء مخابئ مقواة للطائرات. واعتبر المراقبون ان الصفقة التي قابلتها الاوساط السياسية والصناعية البريطانية بارتياح كبير، تمثل انتصاراً لرئيس وزراء بريطانيا الذي يعاني اقتصاد بلاده صعوبات. ويعتبر الخبراء العسكريون ان المقاتلة "تورنادو اي.د.س" هي احدى اهم الطائرات المقاتلة الهجومية البعيدة المدى العاملة في العالم حالياً. على الصعيد السياسي ركز ميجور في تصريحات ادلى بها خلال زيارته هذه لمسقطوالرياض على ان بريطانيا لا ترغب في تجزئة العراق بل تود ان تراه كياناً موحداً يعمل في اطار القانون الدولي ويطبق قرارات مجلس الامن المتعلقة به.