يتوقع ان تشهد ازمة الجزر بين الاماراتوايران تطورات مهمة قريباً في اتجاه تجديد الاتصالات المباشرة بين البلدين لحل الازمة سلمياً. وقالت مصادر خليجية ان دولة قطر التي تحتفظ بعلاقات سياسية واقتصادية مع ايران تقوم بترتيب لقاء مباشر بين مسؤولين من دولة الاماراتوايران لاستئناف البحث في قضية الجزر المتوقف منذ ايلول سبتمبر 1992. وتجددت احتمالات استئناف الاتصالات بين ابو ظبي وطهران مع زيارة قام بها اخيراً لابو ظبي الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني امير قطر حيث اجرى مباحثات مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات، تركزت في جانب منها على قضية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى. وكان لافتاً ان يزور وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني طهران، عقب زيارته لابو ظبي برفقة امير قطر، ما يعني وجود وساطة قطرية بين الاماراتوايران. وتقوم المبادرة القطرية، حسب مصادر ديبلوماسية، على ترتيب لقاء مباشر بين مسؤولين كبار من الاماراتوايران. وتشترط الامارات ان يسبق اللقاء اقرار ايراني بأنه سيكون مخصصاً للبحث في قضية الجزر. لكن ايران تقول انها لن تقبل اية شروط مسبقة للاجتماع. وكان هذا الخلاف سبباً لالغاء الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية زيارة كان ينوي القيام بها لطهران في ايلول سبتمبر الماضي. واكد بيان اماراتي يومها ان الزيارة لن تحقق اهدافها. وصعدت ايران من جانبها في اعقاب ذلك، ممارساتها في الجزر، واعلن مجلس الشورى الايراني ان الجزر تقع في المياه الاقليمية الايرانية وان ايران ستواجه بالقوة اي تدخل فيها. كما اعلنت ايران اقامة مشاريع اقتصادية في جزيرة ابو موسى، واخيراً تعيين حاكم لها. وتواجه الامارات هذا التصعيد الايراني بعمل سياسي وديبلوماسي في اطار مبدأها الرامي الى التوصل الى حل بالطرق السلمية. واكدت مصادر خليجية ل "الوسط" ان الشيخ حمدان بن زايد الذي يتولى ملف الجزر سيزور الدوحة قريباً للبحث في نتائج زيارة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني لطهران. وتقول المصادر ان الاماراتوقطر اتفقتا، بالتشاور مع دول خليجية اخرى، على التحرك لايجاد حل سلمي لأزمة الجزر بما يسمح باقامة تعاون ايراني مع دول مجلس التعاون في مجالات معينة، لكن اية خطوة في هذا الاتجاه، يجب ان يقابلها توجهات تثبت حسن نيات ايران حيال جيرانها. وتعقد دول مجلس التعاون الخليجي قمتها الرابعة عشرة الشهر المقبل في الرياض وسيكون ملف العلاقات مع ايران من ابرز الملفات المطروحة امامها. ويعتقد في الاوساط السياسية الخليجية ان استجابة ايران للوساطة القطرية ستفتح ابواباً جديدة نحو حل ازمة الجزر سلمياً واقامة علاقات اكثر استقراراً في المنطقة. وترى الاوساط السياسية ان موافقة ايران على بحث مسألة الجزر الثلاث سيمكن من عقد اتصالات مباشرة بين الشيخ حمدان بن زايد وعلي اكبر ولايتي وزير خارجية ايران.