بعدما انصرف خبراء ومهندسو شركة سيارات "بي.إم.دبليو" الألمانية سنوات عدة لدراسة ظاهرة السير وما طرأ عليها من تبدل خلال الثمانينات، خرجوا على العالم بتصميم جديد ينتظر له أن يؤدي الى ثورة في عالم السيارات والدراجات النارية، شكلاً ومضموناً. اذ تمتاز الدراجة النارية "بي.إم.دبليو" سي واحد بالمظهر الحسن والمتانة والخفة والقدرة على توفير المال والطاقة. ولئن تباهى المصممون بالدراجة النارية الجديدة ووصفوها بأنها "وسيلة النقل الأساسية في المستقبل" فهذا ليس من قبيل المبالغة، اذ انها تضم أفضل ميزات السيارة والدراجة النارية ما يجعلها أكثر ملاءمة من غيرها لحاجات الانسان في هذا العصر. مثلاً، يجلس السائق على مقعده المريح خلف المقود في منأى عن البرد والمطر أو الحر التي يعاني منها سائق الدراجة النارية العادية. وفضلاً عن ذلك، فهي آلة خفيفة تغني صاحبها عن المشكلات الناجمة عن حجم السيارة العادية وصعوبة ايجاد فسحة تكفيها اذا شاء صاحبها تركها موقتاً في أحد شوارع المدن الحديثة المكتظة عادة. والدراجة مزودة باطار من الألمنيوم وقضيب متحرك مهمتهما حماية السائق والتقليل من خطورة اصابته في حال التعرض الى حادث ما. ويمكن لقائدها ان يتحكم بالعجلات الأمامية والخلفية بالضغط على مكبح خاص يوضع في أرضيتها، تماماً كما هي الحال مع السيارة العادية. وللآلية الجديدة محرك تبلغ طاقته 250 سي سي بالاضافة الى محوّل يمكن أن يستخدم كمحرك كهربائي يقدم الطاقة اللازمة للدراجة في الحالات الطارئة. ويذكر ان البريطانيين كانوا سبّاقين الى فكرة اختراع الآلة التي تجمع بين خصائص السيارة والدراجة النارية، اذ قامت شركة دراجات نارية بريطانية قبل عشر سنوات بانتاج دراجة نارية من هذا النوع أطلقت عليها "كسّار" وتم تجريبها من قبل بعض مراكز الشرطة في البلاد. ولا يزال مصممو شركة هوندا اليابانية يتابعون تجاربهم الرامية الى صناعة دراجة آلية غير مكشوفة. وعرضت هذا العام دراجتهم الكهربائية الجديدة كوف - كانوبي. وتتميز هذه الدراجة بسقفها الذي يقي السائق الريح والمطر، وبمحركها الكهربائي الذي يسهل تشغيله وتغذيته. بدأت المضاربات والشركتان الضخمتان اللتان تتسابقان حالياً لنيل رضا الزبائن المقبلين لا تنفردان بالسوق، بل أقضّ مضجعها ظهور منافس جديد لم يكن متوقعاً على الاطلاق وهو "زيغي" الذي صممه مبتكر بريطاني اسمه غوردون سبارشات. وشعار هذا المصمم هو "الحاجة أم الاختراع" اذ أن معاناته في وسائط النقل اللندنية المختلفة طوال عشرين عاماً هي التي حدت به الى اختراع هذه الدراجة ويقول المصمم ان من الممكن لآلته أن تنطلق في أكثر المدن اكتظاظاً بسرعة 10 أميال في الساعة ويقدر ذلك بضعفي سرعة السيارة العادية في شوارع لندن مثلاً. والى جانب هذه الميزة، ينعم السائق بالدفء اذ يتخذ مكانه خلف المقود محاطاً بستار واق يحفظه بعيداً عن البرد والثلج. كلها محاولات لا يمثل أي من هذه الاختراعات الثلاثة الحل الناجع لمشكلات النقل والمواصلات في المدينة الحديثة، الا انها جميعاً محاولات مهمة قد تخفف من حدة الأزمة. ومن يدري ربما تثمر الجهود المتواصلة عن بلوغ الغاية المرجوة في المستقبل، لكن هذا لن يكون أمراً يسيراً على الاطلاق فمشكلات المواصلات تعقدت وتشعبت وكأن على الانسان أن يدفع ضريبة تقدمه وتطوره وقتاً ضائعاً يقضيه سجين سيارته بين أرتال آليات أخرى متوقفة عن الحركة بفعل الازدحام المريع.