أكثر من 300 صورة يعرضها الفنان الفوتوغرافي اليمني عبدالرحمن الغابري في مبنى وزارة الثقافة والسياحة في صنعاء، ويضم المعرض الذي افتتحه النائب الاول لرئيس الوزراء اليمني الدكتور حسن مكي ووزير الثقافة حسن اللوزي صوراً للآثار والمظاهر الحضارية اليمنية تحت العنوان "الحضارة اليمنية عبر ثلاثة آلاف عام". افتتح المعرض في اواخر تشرين الاول اكتوبر الماضي وهو يستمر لمدة سنة كاملة، يجري خلالها عرض الصور في مدن يمنية وعربية عدة وفي دول اوروبية عرف منها الى الآن فرنساوالمانيا والدنمارك. "الوسط" حضرت المعرض وقابلت الفنان عبدالرحمن الغابري. "الحضارة اليمنية عبر ثلاثة آلاف سنة" قدمها الفنان الفوتوغرافي اليمني عبدالرحمن الغابري في 300 صورة بتمويل من وزارة الثقافة والسياحة، واستغرق انجازها اكثر من سنتين. انه المعرض الخامس للغابري، لكنه يتميز عن الاربعة السابقة، سواء في حجمه من حيث عدد الصور او في تنوع موضوعاته او في قدم وتعدد ازمنة الموضوعات او في الناحية الفنية التي تتعلق باختيار الصور وطريقة الالتقاط، وفي اتزان وتناسب الالوان والابعاد والزوايا والاتجاهات، وفي خلفيات الصور بصفة عامة. وهذه العناصر في مجموعها، منحت صور المعرض مجتمعة ومتفرقة، القدرة على التعبير عن اكثر من معنى وشد الانظار الى اكثر من بعد والايحاء باكثر من صورة. وعلى اثارة مزيج من الخواطر والافكار والمشاعر. ويمكن استقراء المعرض من الجانبين التاريخي والموضوعي. فهو في عمومه، يمثل ثلاثة عصور تاريخية: - أولها: عصر الحضارة اليمنية القديمة. وأبرز آثارها تظهر في النقوش والتماثيل. ومن هذه الحقبة، يضم المعرض اكثر من اربعين صورة لنماذج مختلفة. منها: 1- صورة لنقش من خط المسند الاسم التاريخي لأبجدية اللغة اليمنية القديمة، منحوتاً على صخرة بشكل يجعل حروفه بارزة، يحيط بالنقش اطار منحوت يبرز رؤوس نوع من الوعول ذات القرون المعقدة والمنحنية الى خلف الاذنين. وتعتبر هذه اللوحة اقدم اللوحات التي تضمها صور المعرض. اذ يرجع تاريخها الى القرن الخامس قبل الميلاد. 2- لوحة اخرى على صخرة من خط المسند تظهر أحرفه في شكل مزدوج بين البارز والمحفور، ويسمى "نقش بيت ضبعان". وترجع الى القرن الثالث قبل الميلاد. 3- صورة تمثال الملك "ذمار علي يهبر". وهو تمثال مشهور لأحد ملوك التبابعة اليمنيين في القرن الثالث قبل الميلاد. 4- لوحة تمثل فتاتين تعزفان وتغنيان في مأتم، تعود لنفس التاريخ. اضافة الى صور للوحات عليها اشكال حيوانات، منها: الاسود والمها والثيران والغزلان والابل. ويحدو خبراء الآثار مجموع مواد هذه القطع بثلاثة انواع، هي: البرونز والرخام والبلق، نوع من الحجر الصلب. ثاني العصور هو العصر الاسلامي الاول. وتبرز صور المعرض من هذا العصر، نماذج منها: 1- صورة لوشاح مصنوع من الخيوط الجلدية الدقيقة، مكتوبة عليه آية من القرآن الكريم، بالخط المسمى بالكوفي المستقيمات. 2- صورة لصفحات من القرآن الكريم مكتوبة على رق الغزال الجلد الخفيف الناعم. وترجع لوحتا الصورتين الى القرن الهجري الاول. 3- صور لسيوف وخناجر ودروع وتروس وغيرها من عدة القتال. 4- صور لتحف وزهريات وأوان مزخرفة مختلفة الاشكال والاحجام. اضافة الى فن البناء ووسائل الزراعة. وتتكون مادة اللوحات الاسلامية في معظمها، من الجلد والنحاس والفخار، والذهب والفضة والحديد. العصر الثالث الذي تغطيه صور المعرض هو اليمن الحديث. وتختلف صور المعرض في هذه الفترة عن سابقتيها، بأنها لا تمثل عصرها عن طريق ما تتضمن من لوحات. ولكنها بطبيعة الحال، تعبر مباشرة عن المشاهد الحية التي تم تصويرها على الطبيعة. كما ان موضوعاتها ترتبط بنماذج من حركة الحياة اليمنية في مختلف جوانبها. عن مصادر صور المعرض قال الفنان عبدالرحمن الغابري لپ"الوسط": قد تلاحظون ان صور القطع الاثرية، لم تتوفر كلها من اليمن، بل تم التقاط صورها من بعض المتاحف الاوروبية، ومنها متحف ميونيخ في المانيا في الدرجة الاولى، وكذا متحف اللوفر في باريس ومتحف فيينا.