وضعت الادارة الاميركية شرطين لاستئناف المساعدات الاقتصادية والمالية الاميركية للسودان: الاول اجراء انتخابات نيابية ثم رئاسية في هذا البلد، والثاني وضع حد لعمليات انتهاك حقوق الانسان في السودان. هذا ما أكده لپ"الوسط" مصدر ديبلوماسي اميركي وثيق الاطلاع على الشؤون السودانية. وقد تحدث هذا المصدر الى "الوسط" بعد التصريح الذي أدلى به ميرفن دايمالي، رئيس اللجنة الفرعية لافريقيا في الكونغرس الاميركي، خلال مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم في 16 آب اغسطس الحالي وجاء فيه: "يمكن النظر في استئناف المساعدات الاميركية للسودان بعد اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المرتقبة في السودان". وقال دايمالي ان القانون الاميركي ينص على ايقاف المساعدات الاميركية الى الدول التي يطيح فيها الجيش حكومات منتخبة ديموقراطياً، في اشارة منه الى الانقلاب الذي قاده الرئيس السوداني الحالي الفريق عمر حسن البشير في 28 حزيران يونيو 1989، وأطاح حكومة الصادق المهدي المنتخبة ديموقراطياً في العام 1987 وزيارة دايمالي الى الخرطوم هي الاولى التي تقوم بها شخصية اميركية رفيعة المستوى الى السودان منذ تدهور العلاقة بين واشنطنوالخرطوم، في أعقاب ثورة "الانقاذ الوطني" المتحالفة مع الجبهة القومية الاسلامية بزعامة الدكتور حسن الترابي. لكن زيارة دايمالي لم تكن أول اتصال رسمي اميركي - سوداني منذ تدهور العلاقات بين البلدين. ويشكل لقاء روبرت أدوك، مساعد نائب وزير الخارجية الاميركي للشؤون الافريقية، مع الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير، على هامش قمة اديس ابابا "الانسانية" في 26 نيسان ابريل الماضي، اول اتصال رفيع المستوى بين البلدين منذ 28 حزيران يونيو 1989. وعلمت "الوسط"، من مصادر سودانية رفيعة المستوى، ان لقاء البشير - أدوك في اديس ابابا مهّد للدعوة التي تلقاها زعيم الجبهة القومية الاسلامية الترابي لزيارة واشنطن من ميرفن دايمالي. وجاء في الدعوة الرسمية التي تلقاها الترابي ان "اللجنة الفرعية لافريقيا ترغب في الاستماع الى تقييم حسن الترابي لدور الحركات الاسلامية في افريقيا ومستقبل علاقاتها مع الولاياتالمتحدة الاميركية." خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده دايمالي في الخرطوم بدت زيارته السودانية وكأنها زيارة "تقصي حقائق"، فهو اشار مجدداً الى "قضية معسكرات التدريب للاصوليين، المشارقة والمغاربة" في السودان. كما تحدث عن انتهاكات لحقوق الانسان تحدث بكثرة في السودان، وأعلن انه عقد "جلسات استماع عدة حول ما قيل عن السودان ونسب اليه". وكان لقاء عضو الكونغرس الاميركي مع الترابي ابرز "جلسات الاستماع" التي عقدها في الخرطوم. حيث اوضح زعيم الجبهة القومية الاسلامية "ان الغرب لا يزال ينتقد تطبيق الشريعة الاسلامية في السودان على رغم نفي الحكومة وجود معتقلين سياسيين". وأعلن ميرفن في مؤتمره الصحافي ان الترابي "وعد بتحسين صورة السودان المشوهة في واشنطن".