لا يختلف الوضع المالي لشركة طيران الشرق الاوسط - الخطوط الجوية اللبنانية الميدل ايست عن اوضاع معظم شركات الطيران العالمية والاقليمية. فالشركة التي تدخلت السياسة في اختيار مجلس ادارتها الجديد ورئيس من بين موظفيها لهذا المجلس، هو عبدالحميد فاخوري، لم تستطع مواجهة تحديات الحرب اللبنانية فسجلت خسارة مالية مقدارها مئة مليون دولار اميركي تقريباً حتى نهاية العام 1991، وهي لم تستطع ان تحدّث اسطولها وتعيد تأهيله لتخفف من اعباء اكلاف الطيران. وتعرض الشركة حالياً للبيع احدى طائرات البوينغ 747 المعروفة ب "الجامبو"، ربما لتشتري طائرات اكثر جدوى اقتصادية وتتلاءم مع الخطوط التي تسيّر طائراتها عليها. المدير العام للشركة يوسف لحود، وهو مخضرم رافق مجلس الادارة القديم وجددت ولايته، اوضح ل "الوسط" الصعاب التي اعترضت وتعترض عمل الشركة اللبنانية، فاختصرها بالآتي: اولاً: المنافسة التي تواجهها شركة طيران الشرق الاوسط مع 22 شركة غير لبنانية باتت تتعامل مع مطار بيروت، وهو امر خفّض حصة الشركة من الركاب المغادرين والواصلين الى مطار بيروت، من 95 في المئة الى 60 في المئة. ويلاحظ ان عدد الركاب الذين تنقلهم طائرات الميدل ايست ارتفع في حين انخفضت نسبة هذا العدد الى مجموع الركاب المنقولين. هذه المنافسة هي في اسعار البطاقات، مما اضطر شركة طيران الشرق الاوسط الى خفض اسعار بطاقاتها بنسبة 20 في المئة. واعتبر لحود ان هذا الخفض في الاسعار "لم يؤد الى زيادة في عدد الركاب، لكنه لو لم يحصل لكان خفض العدد، لذلك فإن تخفيض الاسعار جمّد نسبة المسافرين على متن طائرات الشركة". ثانياً: أكلاف السفر وهي متعددة، وكما يقول لحود "اهم شيء لدى الشركة هو اسطولها، ولكن عندنا اسطول قديم من الطائرات، هو على الصعيد الفني جيد جداًَ، الا انه مكلف اقتصادياً. فطائرات البوينغ 707 هي افضل طائرة انتجتها البوينغ من الناحية الفنية وناحية السلامة، تنفق الشركة عليها كثيراً لتبقيها على مستواها. لذلك فإن كلفة الصيانة كبيرة واستهلاك المحروقات كبير ورسوم المطارات كثيرة لانها تجبى على وزن الطائرة وهذه وزنها ثقيل. كما ان هذا النوع من الطائرات المعد للسفر مسافات طويلة ولمدة 7 او 8 ساعات يتم تشغيله بين بيروت والبلدان القريبة بحيث ان قصر المسافة المقطوعة يزيد الكلفة". ويضيف لحود ان طائرات "الجامبو" الثلاث "مكّنت الشركة من الاستمرار وحمتها من الانهيار لانها كانت تؤجر مع اطقمها من الملاحين والمضيفين والمضيفات حتى ان الطاقم الفني للصيانة كان ينتقل من بيروت الى باريس لاجراء الصيانة على الطائرات المؤجرة". في المقابل استأجرت شركة طيران الشرق الاوسط طائرتين من هولندا من نوع "ايرباص 310" لمدة ثلاث سنوات قد تنتهي بشرائها. غير ان الشركة التي لا تملك الاموال الكافية عاجزة عن تحديث اسطولها وخفض اكلافها، لذا فان الخطوة الاولى هي في توفير الاموال عن طريق حصر وعصر النفقات، وهذا ما تم على صعيد مكاتب الخارج، مما يوفر في السنة حوالي المليون دولار اميركي، ثم البحث عن موارد جديدة عن طريق السفر الجماعي الاقل كلفة على المسافر، والمصدر الثالث هو في بيع احدى الطائرات بالاسعار العالمية لها. اما ايجاد الاموال عن طريق زيادة رأسمال الشركة والاكتتاب بها فهو امر غير وارد لان اكبر المساهمين فيها هو انترا للاستثمار بنسبة 62 في المئة والخطوط الجوية الفرنسية بنسبة 27 في المئة، والمساهمان الكبيران لا ينويان زيادة رأسمال الشركة. كذلك فإن اصدار سندات تمويل خاصة غير وارد، لكن قطاع الطيران هو من بين القطاعات التي تدرس لجنة وزارية امكانية بيعها من القطاع الخاص. وهنا قد تتنازل الدولة اللبنانية عن حصصها في الشركتين اللبنانيتين الميدل ايست، وال تي. ام. اي المملوكة من بنك المشرف المفلس، والذي كان يرأس مجلس ادارته روجيه تمرز وسجل الشركة باسمه، وهي الآن تقع تحت ديون تصل الى 82 مليون دولار اميركي. واذا كانت الميدل ايست في عجز مادي الا ان لديها موجودات ضخمة وذات قيمة مادية عالية تغطي وتزيد على العجز الذي يمكن سداده عن طريق تنشيط حركة المسافرين على متن طائرات الشركة. وهو ما بدأ يظهر ابتداءً من النصف الثاني من السنة الجارية. وقد يستمر اذا لم يؤثر تحديد موعد الانتخابات النيابية على حركة السفر الى لبنان. ولدى الشركة حالياً اسطول من 15 طائرة، 3 بوينغ 747 جامبو و7 طائرات بوينغ 707 - 320 س، وطائرة بوينغ 707 - 323 ب، و3 طائرات بوينغ 707 - 023 وطائرة بوينغ 707 - 047، اضافة الى طائرتين ايرباص بالايجار. وكان هذا الاسطول ينقل مليون راكب في السنة عام 1975 و1980 فانخفض الى 610194 راكباً عام 1991، اتجاهات سفرهم كالآتي: 41.56 في المئة من الدول الاوروبية واليها، 30.42 في المئة من والى دول الشرق الاوسط، 21.70 في المئة من والى دول الخليج، و4.33 في المئة من الدول الافريقية واليها، و1.99 في المئة من والى دول الشرق الاقصى وغيرها. ان هذه الاوضاع مطروحة امام مجلس الادارة الجديد كي يعالجها، شرط الا يكون المعيار السياسي الذي رافق انتخابه ميزاناً للتوجهات اذ المطلوب انقاذ شركة قادرة على ان تكون من اهم وافضل الشركات اللبنانية. حركة طيران الشرق الاوسط في 20 سنة 1970 1975 1980 1985 1990 مجموع المسافرين 642.252 1.075.900 1.042.265 565.792 727.844 الشحن والبريد وأمتعة 14.580 22.637 25.005 18.490 13.695 زائدة بالطن التوظيف والعائدات الموظفون 3.797 5.402 5.553 4.841 4.159 الدخل بالاف الدولارات الاميركية 57.804 191.084 280.568 94.752 133.716 متوسط الدخل للموظف الواحد 15.224 35.373 50.526 19.573 32.151 بالدولار الاميركي الارباح والخسائر بملايين الليرات اللبنانية 1.6 14.0 8.8 453.8 64.268.5 سعر القطع ل.ل./ دولار اميركي 3.24 2.35 3.62 17.10 842.00 آخر السنة المصدر: تقرير الشركة السنوي للعام 1990 صدر في ايار مايو 1992.