أكد رئيس شركة "طيران الشرق الأوسط" ميدل إيست محمد الحوت في مقابلة خاصة مع "الحياة" في باريس قناعته أنه لا يمكن أي لبناني الى أي جهة انتمى، ان ينفذ خطة العدو الإسرائيلي وهي إغلاق مطار بيروت، كما حصل خلال العدوان الأخير في تموز يوليو الماضي عندما فرضت إسرائيل حصاراً كاملاً على لبنان، موضحاً انه لم يسمع مثل هذا الاحتمال من أي مسؤول في المعارضة. وقال انه على رغم المحنة الحالية لم تغير الشركة خطط تطويرها ولم تلغ أي رحلة من رحلاتها، لكنها على العكس زادت بعض الرحلات توقعاً لموسم الأعياد والحج. إلا أنه اشار الى انخفاض ملموس في عدد الركاب بسبب الأوضاع الراهنة. وأضاف أن الشركة اشترت 8 طائرات يتم تسليمها بين 2008 وپ2009. وأكد انها قادرة على تخطي الأزمات وپ"رسالتها الجديدة من لبنان الى العالم إرادة وتواصل وسلام". سألته"الحياة"عن وضع الشركة في ظل الأحداث والمحنة التي يعيشها لبنان داخلياً، فأجاب:"أقول دائماً ان"الميدل إيست"بخير عندما يكون لبنان بخير واليوم لبنان ليس في ألف خير. فمن المؤكد ان هذه الحال تنعكس سلباً على حركة السياحة والسفر والتنقل الجوي وبالتالي على شركة"طيران الشرق الأوسط". لكن ايضاً في هذه الأوقات الصعبة التي يعيشها لبنان، هناك رسالة للشركة الوطنية هي ان تستمر"الميدل ايست"التي تحمل أرزة لبنان في جداول رحلاتها من دون أي تعديل، أولاً لتأمين التواصل بين لبنان والخارج وثانياً لإيصال رسالة الى العالم بأسره تؤكد اننا واثقون ومؤمنون بمستقبل بلدنا ووضعنا. وهكذا تصرّفنا في الأزمة الكبرى وبعد اغتيال الرئيس الحريري، وخلال العدوان الإسرائيلي كان هناك تصرف آخر". وعن تقويمه للخسائر نتيجة الحرب الإسرائيلية وبعدها قال:"خسرنا خلال العدوان الإسرائيلي 16 مليون دولار كخسائر مباشرة في موسم الصيف المهم، في وقت كان علينا ان نربح 29 مليون دولار فمجموع الخسائر التي تكبدتها الپ"ميدل ايست"مباشرة وغير مباشرة 45 مليون دولار. وكانت توقعاتنا هذه السنة ان نربح 55 مليون دولار، فخفضناها الى 10 ملايين. لكن مع رد الفعل الإيجابي الذي حصل في تشرين الأول اكتوبر مع بعض الهدوء الذي ساد البلد، جاءت النتائج افضل من المتوقع. فعدنا وعدلنا التوقعات الى أكثر من 15 مليون دولار أرباحاً، أي أن الشركة تمكنت من تجاوز الأزمات بدءاً بأحداث ايلول سبتمبر 2001، اذ استغللنا هذه المناسبة لتحديث اسطولنا بشراء طائرات في الوقت الذي كانت شركات طيران عالمية تعلن إفلاسها. وفي 2003 استمررنا في الأرباح خلال الاجتياح الأميركي للعراق. وفي 2004 التي كانت سنة راحة حققنا أكثر من 50 مليون دولار ارباحاً وفي 2005 مع اغتيال الرئيس الحريري وما تلاه من تداعيات سياسية بلغت أرباحنا 60 مليون دولار. واليوم، وعلى رغم المحنة، نقف مجدداً على أقدامنا". وعن مدى قدرة الشركة على الاستمرار اذا استمرت المحنة أكد الحوت أن"الميدل ايست"قادرة على تخطي الأزمات، لكن بالطبع أفضل للجميع في لبنان أن نعمل في ظروف سلام، ونحقق نمواً وازدهاراً. لذلك تنظم الشركة حملة جديدة هي رسالة ارادة وتواصل وسلام من لبنان الى العالم ولكن لدى ال"ميدل ايست"من الامكانات ما يمكنها من الاستمرار فترة طويلة جداً من دون ان تتوقف عملياتها. ويمكن ان ينعكس ذلك سلباً على نتائجها المالية، لكن عملياتها لا يمكن أن تتأثر على الأقل من الآن حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية". وإذا كان هناك تأجيل لبعض الخطط التي كانت وضعت للشركة نتيجة المحنة أكد الحوت أن"خطط تطوير الشركة ما زالت مستمرة اشترينا 8 طائرات ستسلم واحدة او اثنتان منها في 2008 والبقية في 2009. وفي مطلق الأحوال ان هذا النمو والتوسع مدروس وموضوعي ومتواضع فنحن نتوسع وفق حاجات السوق، ولا يمكن لذلك ان يشكل أعباء غير محسوبة على الشركة. أما الموضوع الذي تم تأجيله من 2005 الى 2008، فهو طرح اسهم الشركة في البورصة لأن توقيته في الظروف الحالية غير مناسب". وعن جداول رحلات الشركة واحتمال تعديلها نتيجة المحنة قال:"بعد اعادة فتح مطار رفيق الحريري لم نغير رحلاتنا، بل على العكس، اذ بمناسبة اعياد رأس السنة نظمنا رحلات اضافية متعددة خصوصاً مع دول الخليج, وكذلك بالنسبة لموسم الحج الذي يبدأ قريباً، استأجرنا طائرتين اضافيتين لخدمة الحجاج. وعن نسبة اشغال المقاعد في الطائرات قال:"بكل أسف، فإن المقاعد المشغولة في الطائرات يتراوح بين 30 و 39 في المئة، وهذه نسبة تعتبر منخفضة جداً تترتب عليها خسائر كبيرة، كما انها تختلف من خط الى آخر. وعن الانتقادات الموجهة الى الشركة بسبب ارتفاع اسعار البطاقات، أوضح الحوت عدم موافقته على هذه الادعاءات، وأعطى مثالاً على ذلك اسعار بطاقات باريس - بيروت التي تباع ب320 يورو 400 دولار تقريباً. واضاف:"هل يعتبر هذا السعر مرتفعاً في هذا الموسم؟ خصوصاً ان طائراتنا مجهزة بأفضل وسائل الراحة. ويمكننا ان نضيف عليها مقاعد نسبتها 35 في المئة ونخفض الأسعار، لكن ذلك يكون على حساب راحة المسافرين. اما اذا أراد زبائننا السفر خلال مواسم الذروة، فعليهم شراء بطاقاتهم قبل موعد السفر بشهر على الأقل. وهذه عملية تدخل في تحديد سعر البطاقات. كما اننا، في فترات كثيرة من السنة، نبيع البطاقات بأسعار دون سعر الكلفة. ومن هذه الناحية يعتبر خط باريس - بيروت الأول من حيث عدد الركاب، لكنه ليس الاول من حيث الربحية. بعكس خطوط الخليج - بيروت حيث الربحية اكبر. ومع ذلك نشدد على بقاء خط باريس في المرتبة الاولى على رغم المنافسة الشديدة. اضافة الى ذلك، تتعامل"الميدل ايست"مع زبائنها بليونة أكبر من الشركات الاخرى في اوقات الازمات. وهي شركة منافسة جداً في الاسعار على جميع الخطوط. وأشير هنا الى ان حجم السوق التي تنظر فقط الى سعر البطاقة على حساب الراحة، ما زال صغيراً جداً في المنطقة، ولا يحتمل تشغيل طائرات من نوعية طائراتنا مقابل كلفة منخفضة". وبالنسبة للإشاعات التي تتوقع قيام المعارضة بتظاهرات لإغلاق"مطار رفيق الحريري"، أكد الحوت أنه لم يسمع مثل هذه الاحتمالات على لسان مسؤول مباشر في المعارضة. وأضاف:"أعتقد جازماً ان لا يمكن لأي كان استعمال مطار بيروت في عمليات ضغط سياسي، لأنها ترتد سلباً على جميع اللبنانيين. لا يمكن للمعارضة اللبنانية ان تقوم بخطوة تشبه آثارها تلك التي نتجت من القصف الاسرائيلي للمطار. والذين ينتمون الى المعارضة في لبنان لبنانيون وأبناء وطن واحد، وهم وطنيون لا يمكن ان يقدموا على عمل من هذا النوع. اضافة الى ذلك، أعلنت"شركة طيران الشرق الاوسط"ان جميع رحلاتها مستمرة من دون تغيير. وفي لبنان قواعد ترعى الأصول والتقاليد، ونحن على ابواب موسم الحج. وأنا متأكد من ان احداً لن يقوم بمنع الحجاج من تأدية مناسك الحج والعمرة. وأنا على قناعة بأن مطار بيروت سيبقى خارج هذه اللعبة، ولا يمكن لأي طرف لبناني بأن يقدم على خطوة لا تخدم الا العدو الاسرائيلي".