لم يكن عمر روبي رايتر تجاوز الثلاثة أعوام عندما الح على والدته ان تشتري له كمبيوتراً بسيطاً… "يلعب معه". ولم تمض اشهر عدة حتى اصبح الطفل قادراً، ليس فقط على برمجة الكمبيوتر وانما على ابتكار العاب ووسائل جديدة للتسلية من خلال برامجه. وعندما بلغ الرابعة كان تعلم القراءة على الكمبيوتر، وبدأ يركز على احد اهم وأصعب الاستخدامات فيه وهو "الغرافيك" او الرسم البياني، وبدأ العبقري الصغير يقضي معظم وقته امام شاشة الكمبيوتر يدرس، يجرب وكثيراً جداً ما يبتكر ايضاً. لم يكن يشارك اقرانه من الاطفال في اللعب التقليدي المناسب لعمره. وبالطبع اضطرت والدته ان تشتري له كمبيوتراً اكثر دقة وتعقيداً بعدما صار الأول "صغيراً" عليه. لم يذهب روبي الى اي مدرسة ابتدائية او اعدادية. كان الكمبيوتر هو مدرسته الوحيدة. أنهى الثانوية في التاسعة وعندما بلغ التاسعة تقدم لامتحان المرحلة الثانوية وهي المرحلة التي تسبق الجامعة في مدينة "ألباني" الاميركية وكان اصغر الحاصلين عليها سناً، وأكبرهم في مجموع العلامات. وذلك بعد ان كرس وقته للدراسة على الكمبيوتر. وسرعان ما التحق "روبي" بكلية "ريجنت" في المدينة نفسها ليتخصص في دراسة الكمبيوتر مع التركيز بشكل خاص على الغرافيك والتقنية الفنية والهندسية لدوائر الدماغ الالكتروني. وفي هذا العام حصل "روبي" 11 عاماً على الشهادة العليا للكلية كما حصل على تقدير خاص من جامعة نيويورك، التي تعد كلية ريجنت احد فروعها، لأنه اصغر طالب في تاريخها يستطيع الحصول على شهادة عليا في هذا التخصص الفني الدقيق وربما الصعب. بالطبع كانت سعادة والديه تفوق الوصف عندما حقق روبي الصغير هذا النجاح غير المسبوق. خاصة وانهما لم يستطيعا اكمال تعليمهما العالي، والتحقا بوظائف متوسطة… الطريق طويل أما العبقري الصغير والكبير فيقول: "ما زال امامي طريق طويل اريد ان اعرف كل شيء عن هذا التخصص، لانني احبه فعلاً". وبالفعل بدأ روبي دراساته العليا، بينما يعمل الآن كخبير استشاري غير متفرغ لشركات كمبيوتر عدة في نيويورك. كما انه اصغر الاعضاء سناً من "معهد الذكاء الدولي" المتخصص في علوم الكمبيوتر، بينما لا يقل عمر الاعضاء عادة عن اربعين عاماً. ويقول "جيري كازانوفا" المتحدث باسم المعهد "انه عبقري حقيقي لم اكن لاصدق ما سمعت عنه لولا انني رأيته يعمل امامي"… ولكن يبدو ان "روبي" عندما تجاوز عمره واختصر الزمن بهذا الشكل الرائع، كان عليه ان يخسر شيئاً ما… "تقريباً… ليس لدي اصدقاء… كان زملائي دائماً اكبر مني سناً، وكثيراً ما كانوا يتعالون عليّ عندما يرونني لأول مرة" هكذا يشرح "روبي" الاسباب ويحاول روبي جاهداً الا تفوته روعة هذا العمر المبكر. فيعمد في اوقات فراغه - القليلة جداً - الى اللعب مع اطفال من عمره محاولاً انشاء صداقات معهم، وكثيراً ما يدعوهم لمشاركته في الهواية التي تملأ عقله وقلبه باللعب مع الكمبيوتر. الا انهم كثيراً ما يفضلون مشاهدة افلام الكرتون، ولعب كرة القدم والاستمتاع بالموسيقى. نبوغه كان مبكراً تقول والدة روبي: "لاحظت نبوغه في وقت مبكر جداً. بالطبع انا فخورة به جداً انه يحقق احلاماً كانت لي ولوالده. الا انني كثيراً ما اطلب منه التوقف عن الدراسة ليأخذ راحة او ليذهب للعب مع اقرانه". وبالرغم من كل هذا النجاح الذي حققه "روبي" فهو لا يشعر انه فعل الكثير بعد، وكثيراً ما يدهشه "الاعجاب الزائد" الذي يبديه البعض بنبوغه. ويبدو انه يثبت بذلك انه عبقري حقاً.