كيونغ يانو تسأل ابنها شو وهما يخرجان من باب منزلهما للذهاب الى المدرسة: الا تحتاج الى عظام اليوم؟ ويرد الفتى البالغ من العمر 12 سنة (لا) الوالدة تريد ان تتأكد انه ليس مفروضا ان يحمل ابنها اليوم عينات من عمود فقري وجمجمة بشرية الى المدرسة حيث يتعلم التشريح البشري. قد يكون مثل هذا الحوار الصباحي بين الاهل واطفالهم مألوفا - ما عدا ان شو ليس تلميذ مدرسة ثانوية، انه طالب في سنة اولى طب في جامعة شيكاغو حيث هو اصغر الطلاب عمرا (تستقبله الجامعة في احد معاهدها المهنية). ولو لم يكن شو يحضر ايضا لنيل الدكتوارة الى جانب درجته العلمية في الطب - وبالتالي يؤخر تخرجه حتى بلوغه سن التاسعة عشرة او العشرين - لكان في الطريق ليصبح اصغر شخص سنا يتخرج في اي مدرسة طب، وتشير موسوعة غينيس للارقام القياسية ان طالبا في السابعة عشرة من عمره تخرج في مدرسة طب في نيويورك في العام 1995م. الا ان تسجيل رقم قياسي جديد هو من آخر هموم شو يانو كما انه لا يستسيغ الاوصاف التي تطلق عليه (مثل الفتى المعجزة) و (العبقري). اجل ان مؤشر ذكائه يزيد على 200 نقطة، ونعم لقد تخرج في جامعة لويولا في شيكاغو بامتياز شديد خلال ثلاث سنوات فقط، الا انه بالنسبة اليه، القصد من الذهاب الى المدرسة هو التحصيل العلمي الى اقصى حد يستطيع، وهو يقول خلال تصفحه كتبه الطبية الكثيفة الاضافية:(وهناك الكثير مما ينبغي أن أعرفه). في حين أمضى كثيرون من الفتيان في مثل عمره العطلة الصيفية في المخيمات او على شاطىء البحر انشغل شو في تشريح جثة بشرية واكتشاف اسرار وتعقيدات 12 عصبا داخل الجمجمة، وبعد ان سجل علامة A في كافة امتحاناته حتى الآن فانه يتعامل مع المنهج الدراسي افضل من بعض الطلاب الذين يكبرونه بعشر سنوات او اكثر. وقد كان مع بعض زملاء شو في الصف قلقين في البداية ومنهم لوكا بوتشيفانسيك، طالب الطب البالغ من العمر 22 سنة الذي كان شريكه في غرفة منتجع خصص للطلاب الجدد في برنامج الطب والدكتوراة. في البداية اعتقد لوكا ان شو - الذي يتوقف قليلا ليتأمل اي سؤال قبل ان يجيب عنه ويختار كلماته بعناية - هادىء اكثر من اللزوم، وتعجب الى اي مدى يستطيع طالب يافع جدا ان يتحمل الاعباء العاطفية والاجتماعية للقب طبيب، الا ان شو حاز على رضاه بسرعة. يقول لوكا:(لقد تفوق على توقعاتي بكل الطرق التي تستطيع ان تتصورها، لقد انقشع خجله الاولي وتبين انه فتى اجتماعي جدا) وفهمه للمسائل الاجتماعية والسياسية المعقدة دقيق جدا). في العديد من النواحي لايزال شو يانو نموذجا لفتى في سن الثانية عشرة، انه يمتلك ارنبا (منزليا) واحيانا، يتخانق مع شقيقته الصغرى سايوري، ومع انه ليس من محبي هاري بوتر، فهو من هواة كتب الاطفال الاكثر مبيعا من (تاليف برايان جاك). اما في المدرسة فهو الى حد ما (الاخ الصغير) فاحيانا (يمازحه زملاؤه حول عدم عثوره على صديق بعد، الا انهم يحرصون ايضا) في دعوته الى حفلاتهم المنزلية - وليس الحانات - او في اختيار الافلام السينمائية غير المخلة بالآداب. ومدرسة الطب بدورها عدلت برنامج شو قليلا لتأخير عمله السريري مع المرضى حتى سنتيه الاخيرتين في برنامج دراسته الطب. ومع ذلك يقول استاذ الطب الداخلي طوني مونتاغ انه ينسى احيانا (ان شو هو الاصغر سنا) في الصف. ويقول مونتاغ الذي يعلم شو وطلاب السنة الاولى الآخرين عن الانسجة المجهرية في صف علم الانسجة:(طبعا كلهم بالنسبة لي اطفال ولذلك لا يبدو مختلفا بشكل خاص عن اي من الطلاب الاخرين). ولد شو في بورتلاند بولاية او هايو وامضى معظم سنيه الاولى في كاليفورنيا حيث يدير والده كاتسورا حاليا (الفرع الامريكي لاحدى شركات الملاحة البحرية اليابانية). ويقيم شو في منزل مخصص للعائلات في الحرم الجامعي مع والدته التي جاءت الى الولاياتالمتحدة اصلا من كوريا لدراسة تاريخ الفن وشقيقته سايوري (7 سنوات) وهي تلميذة موهوبة في حد ذاتها وتطمح الى ان تصبح اخصائية امراض القلب. وتقول والدة شو انه كان واضحا منذ صغره ان شو طفل موهوب، وتذكر الوالدة انها كانت ذات يوم تحاول اتقان عزف لحن فالس لشوبان على البيانو فيما كان شو، 3 سنوات آنذاك، يلهو مع قطاره الصغيرعلى الارض، وبعد ان تعبت توجهت الى المطبخ لأخذ قسط من الراحة، وبعد لحظات هرعت الى الغرفة مذهولة عندما سمعت شو وهو يعزف تلك المقطوعة. ومع بلوغه السنة الرابعة من عمره اخذ شو يؤلف الموسيقى، وفي السابعة تعلم دروس الصفوف الثانوية - على ايدي والديه اللذين لم يعثرا على مدرسة تقبل به. وفي الثامنة من عمره سجل شو 1.500 من اصل 1.600 نقطة ممكنة في امتحان sat وبدأ دروسه الجامعية عندما بلغ سن التاسعة. انما ردود الفعل من الناس- ومن بعض زملائه في الصف لم تكن ايجابية على الدوام، فمؤخرا (ابحر شو على شبكة الانترنيت باحثا) عن اسمه، ودهش عندما اكتشف ان كثيرين يعلقون على حياته عبر الشبكة. يقول شو:(احد هؤلاء كتب: انظر الى هذا الطفل التعيس الذي له أم متسلطة) وقال آخر:(انظر الى هذه المعجزة الإلهية الذي له والدان حنونان وداعمان). ويسخر شو:: من مقولة ان والديه يضغطان عليه، ويقول:(احيانا) انا الذي اجرهما ورائي). ويقول شو انه في النهاية اختار دراسة الطب لأنه يريد مساعدة الناس. ويضيف: اتمنى ان استطيع العثور على خطوة كبيرة، كالعثور على علاج السرطان.