قلدت الكويت الفريق اول الركن الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز وسامين رفيعي المستوى لتوليه قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات في اثناء حرب تحرير الكويت. فقد قلد امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح الامير خالد يوم الاحد 23 شباط فبراير الماضي وسام الكويت ذا الوشاح من الطبقة الممتازة الذي يمنح لرؤساء الحكومات، وفي اليوم التالي تقلد الامير خالد "ميدالية التحرير" من وزير الدفاع الكويتي الشيخ علي السالم الصباح. وألقى الشيخ جابر كلمة في الاحتفال الذي أقيم في هذه المناسبة، شدد فيها على انه يقلد الامير خالد بن سلطان هذا الوسام الرفيع "نيابة عن شعب الكويت وحكومتها واعترافاً بالدور المهم الذي قمتم به اثناء توليكم قيادة الجيوش التي حررت بلدكم الكويت". وألقى الامير خالد كلمة شكر فيها للشيخ جابر منحه الوسام وقال: "ان تقديرنا لسموكم بلا حدود فقد كنتم بحق خلال الازمة قدوة ومثالاً لشعبكم العظيم". واضاف: "لم تقبل يا سمو الامير الابتزاز، ولم ترض بالمساومة ولم تتردد ولم تحنِ الرأس الا لخالقها… مواقف سيخلدها التاريخ لسموكم". وأكد ان ما قامت به المملكة العربية السعودية بقيادة الملك فهد بن عبدالعزيز "ومن خلال قراره التاريخي هو واجب فرضته الاخوة والتعاليم الاسلامية والنخوة العربية". والتقى الامير خالد في وقت لاحق ولي العهد الكويتي رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح في حضور وزير الدفاع ونائب رئيس هيئة الاركان والسفير السعودي. فنقل تهاني خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الامير عبدالله بن عبدالعزيز لمناسبة العيد الوطني للكويت وذكرى تحريرها وتمنياتهما باستمرار نجاح الكويتيين في اعادة اعمار بلادهم. واكد الشيخ سعد ان الشعب الكويتي لن ينسى "الوقفة الشجاعة التي وقفتهاالمملكة العربية السعودية"، مشيداً بكفاءة الامير خالد ونجاحه الكبير في قيادة القوات المشتركة "ما اسهم في شكل فاعل وسريع في ردع المعتدي ودحر العدوان وتحرير الكويت". ويوم الاثنين الماضي عقد الامير خالد مؤتمراً صحافياً في الكويت، اكد فيه ان الخطر مستمر بوجود صدام حسين في السلطة لكنه اوضح: "ان النظام العراقي لن يشكل خطراً عسكرياً مهماً خلال السنوات الخمس المقبلة". وذكر ان "هدف القوات المشتركة في الحرب كان تحرير الكويت طبقاً للقرارات الدولية في هذا الشأن وستبقى مسألة استمرار الحرب 24 ساعة اخرى لاسقاط النظام مسألة جدلية لا يمكن التكهن بالرأي الصائب فيها". وأضاف "ان القرار في هذا الخصوص كان من مسؤولية الجنرال نورمان شوارتزكوف وبشكل محدد الرئيس الاميركي جورج بوش". وعن الدروس المستفادة من حرب تحرير الكويت قال ان من ابرزها "حقيقة ان القوة هي الاساس في حماية اي دولة وان الثروات الاقتصادية والعمرانية والبشرية لا تغني عن هذه القوة، كما ان الحرب جعلتنا نعرف الصديق من العدو". وشدد الامير خالد على اهمية دور القوات العربية في حرب تحرير الكويت وقال "من المؤسف ان يقال ان الحرب خطط لها واديرت بواسطة القيادة الاميركية وبشكل مطلق، والحقيقة على ارض الواقع وكما هي موجودة في التقارير والكتب الصادرة عن البنتاغون ان الحرب البرية خطط لها واديرت ونفذت بمشاركة من قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات كما كانت الفرقة الفرنسية تحت امرة هذه القيادة". وكشف الامير انه اجرى ثلاثة تعديلات على خطة العمليات البرية قبل ان يوقع عليها وقال "لم يكن يصدر اي امر عمليات سواء كان للتموين ام للقتال الا بتوقيع مني". واستغرب "ان يعترف الاجانب بقدراتنا ولا نعترف نحن بذلك". وأكد ان للقوات المصرية والسورية تجربة وخبرة قتالية يقدرها العسكريون الاجانب. وامتدح الامير خالد تجربة قوات "درع الجزيرة" لدول مجلس التعاون. وعن خطط الامير خالد الشخصية في المرحلة المقبلة قال انه سيلقي محاضرات في الشؤون العسكرية وحرب تحرير الكويت كما انه يؤلف كتاباً في هذا المجال. وقال "لكن سأبقى دائماً جندياً لبلدي ولخادم الحرمين الشريفين ومستعداً للقتال من اجلهما". وزار الامير خالد خلال وجوده في الكويت مقر اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى والمفقودين كما تفقد القيادة السعودية العاملة ضمن قوات درع الجزيرة.