أكد المهندس ابراهيم غوشة الناطق الرسمي باسم "حماس" لپ"الوسط" ان عملية خطف الرقيب في حرس الحدود الاسرائيلي نسيم توليدانو "ستتكرر" وان الأراضي العربية المحتلة ستشهد "مزيداً من هذا النوع من العمليات". وقد تحدث غوشة الى "الوسط" بعد العثور على جثة توليدانو 29 عاماً الذي خطفته حركة المقاومة الاسلامية "حماس" خارج منزله في مدينة اللد قرب تل ابيب يوم 13 كانون الأول ديسمبر الجاري، وطالبت بالافراج عن زعيم "حماس" الشيخ احمد ياسين 56 سنة الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في أحد السجون الاسرائيلية، في مقابل اطلاقه. لكن بعد مرور يومين على الخطف ورفض الحكومة الاسرائيلية التجاوب مع هذا الطلب، تم العثور على جثة توليدانو شرق القدس. وشكلت هذه العملية أكبر تحدٍ أمني لحكومة اسحق رابين. وقد ردت السلطات الاسرائيلية على عملية الخطف هذه بأن اعتقلت اكثر من ألف من انصار حماس بينهم عدد من المسؤولين فيها. وأكد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي أحد أبرز قيادات حماس في الأراضي المحتلة وأحد مؤسسيها قبل ساعات من اعتقاله ان حالة الشيخ أحمد ياسين الصحية مأسوية إذ أنه "مقعد ويعاني من آلام حادة في الرئتين وضعف في السمع والنظر، إضافة الى حاجته الى شخصين ليقوما بحمله من زنزانته الى حمام السجن واعادته". وذكر الرنتيسي أن تحليله للأسباب التي أدت الى قيام عناصر من حماس بمثل هذا النوع من العمليات يعود الى "التعنت الذي تبديه السلطات الاسرائيلية في الاعتراف بحقوق شعب يعيش تحت الاحتلال". وحمّل المهندس ابراهيم غوشة حكومة رابين مسؤولية قتل توليدانو. ولم يستبعد غوشة في حواره مع "الوسط" حصول المزيد من هذا النوع من العمليات وقال "ان الانتفاضة الفلسطينية تمر الآن في مرحلة جديدة، وهناك عوامل داخلية وخارجية تدفع الى القيام بهذه العمليات أبرز هذه العوامل هو النمو المتصاعد للحركة في نشاطات الانتفاضة وتعاظم قاعدتها الشعبية. كما ان فشل عملية السلام بعد أكثر من عام على انطلاقها وتزايد عنجهية العدو واستمرار قتله للمواطنين بأعصاب باردة تشكل عوامل تساعد في تنفيذ هذا النوع من العمليات". وقال غوشه ان وراء اتخاذ المجموعة القرار باعدام توليدانو "عدم تكافؤ القوى ومحاولة الحكومة الاسرائيلية كسب الوقت من أجل ملاحقة أفراد خلية حماس الذين خطفوا الرقيب الاسرائيلي وكشف أمرهم واعتقالهم". وذكرت مصادر ديبلوماسية مطلعة ان السلطات الاسرائيلية كانت تدرس منذ مدة موضوع اطلاق الشيخ ياسين بعد تدهور حالته الصحية، وقد فكر بعض الشخصيات الاسرائيلية القيام بحملة ربما توفر الاجواء التي تساعد حكومة رابين على اتخاذ مثل هذا القرار. واستغرب الشيخ محمد نزال، الناطق باسم حركة حماس في الاردن، الضجة التي اثارتها اسرائيل حول حادث خطف الرقيب، وقال لپ"الوسط": "لقد قامت حركة حماس في السابق بخطف جنديين في قطاع غزة في العام 1989 ثم قامت بقتلهما بعد أن رفضت السلطات الاسرائيلية إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين. ان خط حماس الجهادي سيتصاعد في المستقبل بعد ان اثبتت التجارب ان لغة القوة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها قادة الاحتلال".