باتريك تايلر، مراسل"واشنطن بوست"و"نيويورك تايمز"في الشرق الأوسط لفترة مديدة، أصدر في الولاياتالمتحدة كتاباً عنوانه Fortress Israel أو"إسرائيل القلعة"يظهر فيه سيطرة المؤسسة العسكرية على السياسة الإسرائيلية منذ نشأة الدولة. وفي صفحات الكتاب ال 562 يستعرض تايلر العمليات العسكرية الإسرائيلية وهيمنة منطقها على سياسة الدول العبرية منذ ديفيد بن غوريون، ويثبت تايلر روايات مهمة من تاريخ العمليات العسكرية في غزة واغتيال مؤسس"حماس"الشيخ أحمد ياسين وأحد قيادييها عبدالعزيز الرنتيسي، ويتناول الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، ومحاولات شارون اغتيال ياسر عرفات، وانتخاب بشير الجميل رئيساً للحكومة ولقاءه مناحيم بيغن، وكذلك الهجوم الإسرائيلي على لبنان صيف 2006 وقرار أولمرت ضرب لبنان كله وليس الاقتصار على"حزب الله"- ورفض ايهود بارك اتفاق سلام مع الرئيس السوري حافظ الأسد. كتاب تايلر درس وتحليل للمنطق الإسرائيلي الذي يهيمن عليه الهاجس العسكري، وهو يستند إلى مقابلات مع مسؤولين إسرائيليين من الموساد والجيش ومسؤولين مشاركين في عمليات مختلفة. وهو وثيقة تاريخية مهمة تظهر كيف أن المنطق العسكري الإسرائيلي يسيطر أيضاً على الديبلوماسية الأميركية. وفي حديث مع"الحياة"قال تايلر إن تأليف كتابه استغرق أربع سنوات كان ينتقل خلالها بين إسرائيل وواشنطن لمقابلة مسؤولين في الموساد وسياسيين وقادة في المؤسسة العسكرية. وعن الحملات في بعض الأوساط الأميركية اليمينية المتطرفة على الكتاب قال:"رغم هذه الحملات في اليمين المتشدد لم يتمكن أحد من إيجاد أي خطأ تاريخي في الكتاب". ويقول تايلر إن القيادة الإسرائيلية اليوم تحرج عند ذكر موشي شاريت ويتحججون انه ربما كان قائداً ضعيفاً ولم يتمكن من استقطاب الرأي العام، ولكن في رأي تايلر أن شاريت عندما كان رئيس حكومة في 1954 بدأ يحاول توجيه مؤسسات إسرائيل إلى الديبلوماسية ولكنه فشل بسبب بن غوريون، ولم يتمكن أحد من متابعة خطة شاريت حتى تحول رابين بعد الانتفاضة الأولى إلى إيحاد حل سلمي مع الفلسطينيين. وروت مصادر إسرائيلية عسكرية لتايلر كيف تم انتخاب بشير الجميل رئيساً في لبنان وكانت عناصر من الموساد والجيش الإسرائيلي تحيط ب 62 نائباً لبنانياً للانتخاب ووضعوهم تحت الأرض، وأحد النواب بحسب رواية تايلر ادعى إطلاق النار عليه لأنه لم يكن يريد حضور الجلسة. وأوضح تايلر انه لم يكن في لبنان في تلك الفترة، ولكن، هذا ما روى له الإسرائيليون الذين كانوا في لبنان. وروى تايلر اللقاء الشهير بين مناحيم بيغين والرئيس بشير الجميل وخلافهما والتوتر الذي ساد اللقاء بحسب روايات ديفيد كمحي، المسؤول السابق في الموساد، ورواية شارون وروايات لبنانية. وحول الشيخ ياسين يروي كيف كان الخاخام فرومان وهو من المستوطنات يلتقي الشيخ ياسين في سجنه كي يبحث عن حقيقة عقيدته. ويقول تايلر انه أجرى مقابلة مع فرومان بعد أن سمع عنه من مسؤول في الموساد الذي كان مهتماً بتحرك فرومان للتحدث مع الشيخ ياسين في السجن.