في هذه الحلقة الثالثة من سلسلة التحقيقات عن الجمهوريات الست التي يتألف منها "العالم الاسلامي الجديد"، تتحدث ارواد اسبر موفدة "الوسط" الى هذه الجمهوريات عن زيارتها لأذربيجان وعن النفوذ الايراني هناك. هذه الجمهوريات خمس منها في آسيا الوسطى وهي كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمنستان وقيرغيزيا، والسادسة أذربيجان تقع ما وراء القوقاز تشكل عالماً قائماً بذاته يعيش فيه أكثر من 55 مليون نسمة وهو، منذ استقلاله عن الاتحاد السوفياتي المنهار، يعيش صحوة اسلامية حقيقية، عميقة وواسعة، ويطمح الى بناء استقلال جمهورياته الحقيقي. وفي ما يأتي الحلقة الثالثة من هذه التحقيقات: باكو، عاصمة أذربيجان، لا تزال تعيش وطأة الحرب، المنسية، بين الاذربيجانيين والارمن في اقليم ناغورنو قره باخ، هذه الحرب لا تزال مستمرة، على رغم ان الاعلام العربي والاجنبي لم يعد يهتم بها، لوجود نزاعات أكثر أهمية ودموية - وفظاعة - من هذا النزاع. وإقليم ناغورنو قره باخ هو محور نزاع بين جمهوريتي اذربيجان وأرمينيا منذ ان أعلن استقلاله بعد استفتاء حول تقرير المصير في كانون الأول ديسمبر 1991. والاقليم يقع داخل حدود اذربيجان لكن الارمن يطالبون به. صحيح ان مواقع هذه الحرب بعيدة، الا ان افكار الجميع في باكو مشغولة بهذه المشكلة. فندق أذربيجان الضخم يشرف بأدواره الخمسة عشر على البحر وعلى بيت الحكومة، وهو شبه خال من النزلاء، ما عدا مجموعة من أعضاء منظمة "أطباء بلا حدود" الفرنسية وبعض رجال الاعمال الأتراك. وإذا كانت الجمهوريات الاسلامية الاخرى في آسيا الوسطى وبلاد ما وراء القوقاز تشهد حركة كبيرة على صعيد الاتصالات برجال الاعمال والشركات العالمية الكبرى، فأذربيجان تدفع الآن ثمن صراعها مع الأرمن. وربما كان هناك سؤال آخر يمنع رجال الاعمال من الشروع في أية مشاريع ضخمة مع أذربيجان، والسؤال هو في أي اتجاه ستكون ميول أذربيجان: مع تركيا أم مع ايران؟ إلا ان رئيس الجمهورية الجديد أبو الفاس الشيبي صرح بعد استلامه الحكم أن أذربيجان تميل نحو نمط التطور الاقتصادي التركي، علماً أن العلاقات مع تركيا تفتح لها أبواب أوروبا. صحيح ان الاذربيجانيين من المسلمين الشيعة، إلا انهم "يعتبون" على ايران لانها تساعد الارمن، كما قال لي أحد المسؤولين في مسجد الجمعة الكبير في باكو. كما انهم يعتبون على بعض البلدان العربية مثل لبنان وسورية، لأن هناك أعداداً من الأرمن ذوي الجنسية اللبنانية والسورية انضموا الى صفوف المقاتلين الأرمن في ناغورنو قره باخ، وهذا ما أكده غابيل خوتشارلي من المكتب الاعلامي في وزارة الخارجية. فهناك وثائق تثبت ذلك كالأوراق الشخصية التي عثر عليها على بعض جثث المحاربين الأرمن. حتى ان الحاج عادل زينالوف في مسجد باكو شك في أمري معتقداً أنني "جاسوسة أرمنية". وفي صحن الجامع كانت الحشود تجتمع استعداداً لصلاة الجنازة على سبعة شهداء. أجواء الحرب تسيطر على المدينة. فالميليشيا، أو الشرطة السوفياتية سابقاً، موجودة في كل مكان، تقيم الحواجز في الشوارع وتوقف السيارات للتدقيق في الأوراق. جمهورية إسلامية أم لا؟ ويبدو من الحديث مع الناس في الجامع ان الحقد وصل الى حد لا يمكن السيطرة عليه، وان زمام الأمور افلت، فعادت الامور همجية من الطرفين، كما هي دائماً الحال في الصراعات الدينية والعرقية والقومية. "عقلية الأرمن ضد القومية التركية" يقول عادل زينالوف. أخبرني أحدهم قائلاً: "ذبحوا في العرس أذربيجانية عمرها 12 سنة. قالوا: "الأتراك يذبحون الغنم في العرس، نحن سنذبح تركية ثم ارسلوها ميتة الى مدينة أكدم، والبدن مفصول عن الرأس". سألته من الذي ذبحها، قال الارمن، طبعاً. قلت لكن من أين استقيت معلوماتك، هل هناك شهود عيان تعرفهم أو أدلة على وقوعها فعلاً؟ أجابني: "يقولون ذلك في الجرائد". يقولون أيضاً ان الأرمن يرسلون الكلى والعيون يبيعونها في أميركا. وعبارة "يقولون" أو "في الجرائد" تتكرر وتسبق روايات كثيرة لا سبيل للتدقيق فيها. وبالنسبة الى اقليم ناغورنو قره باخ يقول غابيل خوتشارلي من وزارة الخارجية الاذربيجانية "ان الأرمن احتفلوا عام 1970 في ناغورنو قره باخ أمام نصب تذكاري كتب عليه ما يثبت انهم جاؤوا منذ 150 سنة فقط. عندنا ملفات ووثائق تؤكد ذلك. حتى اننا نملك رسالة من السفير الروسي في ايران يطلب فيها من حاكم أذربيجان أن يسمح للأرمن بدخول أذربيجان لفترة محددة، ومن بعدها ينتقلون الى منطقة اخرى. وجاءت السلطة السوفياتية التي ثبتتهم في هذه المنطقة". وعلى رغم "العتب على ايران" عند البعض لأنها تساعد الأرمن، كما يقولون، الا ان هناك دعاية ايرانية قوية جداً كما يقول ذو الفقار فرزالييف نائب وزير الثقافة الاذربيجاني: "ان هذا العامل الايراني دفع بالسفارات الى فتح مكاتب في باكو، كالسفارة الاميركية والتركية والايرانية طبعاً". ويقول فرزالييف ان "الغرب لا يهتم الآن ببترولنا أو بثرواتنا، بل يريد ان يعرف اذا كنا سنصبح جمهورية اسلامية على الطريقة الايرانية أم لا". لذلك هناك مساعدات تركية لنا بتشجيع أميركي، كي لا نتبع ايران وننحاز اليها". أذربيجان هي في الواقع منطقة ذات وحدة ثقافية ولغوية قسمت الى شطرين: روسي وإيراني، منذ معاهدتي جولستان 1813 وتركمنتشاي 1828. عدد السكان في أذربيجان السوفياتية سابقاً يبلغ ستة ملايين و614 ألف نسمة وفقاً لإحصاء أجري عام 1985. اما في الشطر الايراني فيتجاوز عدد الاذربيجانيين العشرة ملايين نسمة، أي ان عددهم هناك يفوق عدد اخوانهم في أذربيجان. الا ان الجميع في أذربيجان يصرون على القول ان عدد الاذربيجانيينالايرانيين هو عشرون مليون نسمة! وخلال التاريخ تأرجحت أذربيجان بين الايرانيين والأتراك. فكانت جزءاً من امبراطورية الأخمينيين ما بين القرن الثامن والقرن السابع قبل الميلاد، ثم صارت جزءاً من امبراطورية الاسكندر المقدوني، ومن بعده استسلمت للفتوحات الرومانية. ثم جاء الايرانيون في القرن الثالث وفتحها العرب في القرن السابع وأدخلوا الاسلام الى المنطقة. واحتلها التتار والمغول في القرن الثالث عشر. وكانت في القرن السابع عشر منطقة تتنازع عليها كل من تركيا وإيران، وصارت امارة مستقلة عام 1750. ضمتها روسيا بعد الحرب الروسية - الايرانية، ثم قسمت الى شطرين بين هاتين الدولتين. وغزاها الاتراك في تموز يوليو 1891، ثم الانكليز في نهاية 1891. وفي تموز يوليو 1920 احتل الجيش الأحمر الشطر الروسي وفرض النظام السوفياتي. أساس اذربيجان هو عرق الاذريين الذين يتكلمون لغة تركية غربية قريبة من التركية العثمانية المحكية في تركيا. وأساس تتريك أذربيجان هو قدوم الموجة الأولى من الأتراك الرحل في امبراطورية السلاجقة التي حكمت ايران منذ القرنين العاشر والحادي عشر. لكن هذه الموجة من الرحل الأتراك لم تترك آثارها الا في الأقسام الشمالية، اما المناطق الأخرى فقد حافظت خلال القرون الوسطى على ثقافتها الايرانية. المنعطف الأساسي كان العودة الى ايران في بداية القرن السادس عشر، أي عودة عدد كبير من القبائل التركية الشيعية الرحل، بعد ان صار المذهب الشيعي دين الدولة أيام الصفويين، وهم أتراك أصلهم من أردبيل. وحتى 1923، كانت اللغة الأذربيجانية مكتوبة بالأحرف العربية، ثم كتبت بالأحرف اللاتينية. وفي أذربيجان السوفياتية صارت تكتب قبيل الحرب العالمية الثانية بالأحرف الروسية. "أنت من حزب الله!" وقد أبرم اتفاق بين أذربيجان وإيران لدخول وخروج المواطنين من الجهتين من دون تأشيرة. لكن تطبيقه غير ممكن الآن، لأن الاذربيجانيين لا يملكون جوازات خاصة أذربيجانية، وتطبيقه الآن يعني فتح الطريق أمام جميع سكان الاتحاد سابقاً. ويقول ذو الفقار فرزالييف ان هناك كثيرين يريدون العودة الى نظام إسلامي. وتشهد المساجد في باكو نشاطاً لم تعرفه من قبل، وهناك جوامع كثيرة أعيد فتحها للمصلين. مثل مسجد "محمد" ومئذنته المعروفة "بسينيق - كالا" أو البرج المهدم وعليه كتابة عربية بالخط الكوفي تؤكد ان هذه المئذنة بنيت عام 471 هجرية 1079 ميلادية إنه أقدم بناء مؤرخ في باكو، وله مكانة خاصة لدى الاذربيجانيين. هذا المسجد أغلق لسنوات، وفتح منذ فترة حيث يسمح بالصلاة فيه. ويتم ترميمه حالياً من قبل بعض المؤمنين الشبان الذين يتبرعون بأوقاتهم من أجل ذلك. وهم لا يخفون ميولهم الايرانية. ومعظم الذين يميلون نحو ايران هم من الشبان. مررت أمام مسجد آخر في القسم القديم من باكو، حيث جلست مجموعة من الشبان عند المدخل. وعندما استفهمت عما اذا كان هذا الجامع مفتوحاً للصلاة، صححوا كلامي قائلين انها "حسينية". وعندما عرفوا انني لبنانية، قالوا "آه، حزب الله!"، وكأن كل ما يعنيهم في هذا البلد هو هذا الحزب. وعلقت عند مدخل المسجد مجموعة من صور الخميني وكان يذاع شريط مسجل لأغنيات دينية بالايرانية. لكن لا يمكن القول ان هذه الظاهرة الايرانية عامة، فمن يعرف حب الاذربيجانيين للحياة، وعراقة ثقافتهم وتعلقهم بقوميتهم وتراثهم التاريخي يتردد قبل إعطاء الأحكام القاطعة. ويقول فرهد خليلوف رئيس اتحاد الفنانين الاذربيجانيين ان الفنون التقليدية لا تزال حية في أذربيجان. وهي معيوشة على صعيد شعبي واسع، ولا يمارسها المحترفون بالضرورة. صحيح ان الحكومة اعتنت بهذه الفنون وأسست المعاهد الفنية والموسيقية من اجل تأمين استمراريتها. لكن هذه الفنون، لا سيما الموسيقية، استمرت بشعبيتها وحب الناس لها. عند الغروب، يخرج سكان باكو يتنزهون على الكورنيش المحاذي لبحر قزوين، يشربون الشاي في التشاي خانه أو يأكلون الششليك في المطاعم الصغيرة المنتشرة على الكورنيش. وهذا على رغم الازمة الاقتصادية التي تجبر الكثيرين على بيع الاشياء القديمة التي يملكونها من سجاد وفضيات. حتى ان مهندساً سابقاً صار ينظم مزادات علنية في متحف باكو، حيث يستطيع الناس بيع التحف التي يملكونها من دون خسائر كبيرة. الثروة والتجارة في الحديقة أمام فندق أذربيجان مجموعة من المقاهي تتصاعد منها رائحة الشواء. وهي على رغم الوضع الاقتصادي الصعب مكتظة بالزبائن. في احدى المقاهي طلبت "ششليك الدجاج" أي الدجاج المشوي، وتوقعت، وفقاً للرائحة المشهّية، انها ستكون وليمة، فإذا بهم يقدمون لي طبقاً صغيراً فيه جانح مسكين بحثت فيه عبثاً عن بعض اللحم. ولما يئست، طلبت ششليك سمك "الحفش" الذي يصنع من بيضه الكافيار ويا ليتني لم أفعل، فما حصلت عليه كان أقرب الى شحم الخروف منه الى السمك. اما الشاي، فقد كان عليّ ان اشربه من دون سكر. من المؤكد ان باكو تعيش أزمة. مخازن الدولة فارغة، لا سكر ولا لحم ولا زبدة. كما ان هناك تقنيناً في المياه والكهرباء. ويتذكر الجميع الستينات والسبعينات، حيث كان كل شيء متوفراً. طبعاً، في البازار وفي السوق السوداء يمكن العثور على بعض الأشياء، لكن بأسعار باهظة، والراتب الشهري المتوسط يبلغ حوالى 1500 روبل. وعلى رغم هذا كله، لا يتوقف رجال الأعمال عن القول ان اذربيجان بلد غني. فاقتصاد البلد كان يقوم على الزراعة وعلى الصناعة البترولية. وينحصر استغلال الثروة البترولية في شبه جزيرة أبشيرون في باكو وفي بحر قزوين. وكانت أذربيجان تأتي في المرتبة الرابعة في الاتحاد السوفياتي بالنسبة الى استخراج البترول. ويقول رجال الأعمال الاذربيجانيون، ومعظمهم من الخبراء والمهندسين، ان الضرائب المرتفعة التي تفرضها الدولة تنفّر الراغبين في تأسيس المعامل، اضافة الى ان المواد الأولية باهظة الثمن. لذلك يلجأ الجميع الى التجارة. فهناك الاذربيجاني العادي الذي يذهب الى دول الخليج حيث يشتري بعض الأمتعة بأسعار رخيصة، ويبيعها مع بعض الربح في أذربيجان. وهناك من فتح خطاً مع تركيا. وهناك أيضاً الخبراء والمهندسون الذين عملوا مع الحكومة سابقاً والذين يحاولون اليوم استغلال خبرتهم في تأسيس المشاريع التجارية، او تصدير هذه الخبرات. كما يحاولون أيضاً مساعدة العلماء والبحّاثين لتطبيق ابحاثهم في الحياة العملية. إنياتييف فلاديك المدير العام لشركة "أبشيروان" للتجارة والمشاريع العلمية هو من هؤلاء. فهو مهندس خبير في النفط، يحاول استغلال خبرته في التجارة والأعمال. الا ان الأمور ليست سهلة جداً. فالشركات الاجنبية مترددة لأن الوضع العام غير واضح في أذربيجان، حتى انه من الصعب تحديد المستقبل. وتحاول الشركات الاذربيجانية بناء علاقات مع جميع الدول التي تبغي مساعدتها. لكن إنياتييف يقول ان مشكلة الشركات الاذربيجانية هي انها لا تملك أية معلومات عن بقية الدول وشركاتها، ولا تعرف في أي اتجاه تعمل. فالأخبار شحت، والشركات الاذربيجانية حذرة لأن هناك الكثير من الأفراد ليست لهم شركات أو يمثلون شركات صغيرة يريدون كسب الأرباح الكبيرة بسرعة على حساب الاذربيجانيين. ويقول إنياتييف ان الحكومة الاذربيجانية تشجع على تكوين شركات ذات رأسمال مشترك أذربيجاني وأجنبي. لكن رجال الأعمال المحليين تنقصهم الخبرة ولا يعرفون العمل خارج نطاق بلدان "الكوميكوم" سابقاً. أما رجال الأعمال الأجانب، فيجهلون الوضع في أذربيجان كما انهم يجهلون إمكانياتها. التقنيات ليست متوفرة في كل مكان بأذربيجان. طبعاً، هناك النفط وتكريره. لكن النفط موجود في التربة أكثر مما هو موجود في الآبار. فهناك بحيرات نفطية، وهو يحتاج الى امكانيات كبيرة ومعدات وتجهيزات ضخمة. فلا الوضعية السياسية ولا الضرائب تشجع الآن على توظيف رؤوس الأموال الاجنبية. اما الانتاج في المعامل فقد انخفض ان لم يكن توقف. فالمعامل في الإتحاد السوفياتي سابقاً كانت متشابكة ببعضها بعضاً. ويقول الأذربيجانيون ان الدعاية الارمنية حول وضع الحرب عامل يخيف الناس. فلو لم تكن هذه الحرب قائمة لكانوا بألف خير، فحسب ما يقول إنياتييف كانت اذربيجان أقرب من بقية الجمهوريات الاسلامية للوصول الى اقتصاد السوق، مع بداية سماح البيريسترويكا بذلك. وفا علييف يدير مركزاً هندسياً علمياً، من ضمن نشاطاته التنقيب عن النفط والتجارب العلمية والبحث عن الماء. لقد عمل سابقاً في العراق بصفة كبير المهندسين في قسم التجارة السوفياتية - جناح النفط. وهو لا يخفي تفاؤله بمستقبل أذربيجان. الى جانب تصدير الخبرات، يهتم مركز علييف وربما كانت كلمة مركز فضفاضة اذ ان هذا المركز هو عبارة عن غرفة واحدة فيها المدير والسكرتيرة والمترجم وموظفان آخران باستقبال الضيوف الأجانب وتحسين العلاقات بين أذربيجان والبلدان الأخرى. ويقول علييف ان العائق الوحيد هو ان المركز شركة محدودة غير تابعة للدولة. والعمل صعب جداً من الناحية الاقتصادية، لأنه ليست هناك سيولة في البنوك، وأهم شيء هو ايجاد اطراف اجنبية. فوجود هذه الشركات يعتمد حتى الآن على الذين يبرمون العقود معها. لكن مصير أذربيجان وتطورها الاقتصادي ينتظران معرفة الطريق الذي ستسلكه الأحداث. ويقول ذوالفقار فرزالييف ان "أدبيات أذربيجان تركية، لكن كل ما يتعلق بالتراث الشعبي والحياة اليومية يحمل تأثيرات ايرانية". ويقول أيضاً: "ان الفلسفة الماركسية فشلت بعد تجربة دامت سبعين عاماً والاسلام عظيم. لكن هل يجب تطبيق الشريعة على كل ميادين الحياة؟ هذا ما نبحثه الآن". والمشكلة الاخرى التي ينتظر حلها هي مشكلة إقليم ناغورنو قره باخ. فرهد خليلوف كان عائداً لتوه من الولاياتالمتحدة حيث شارك بصفته نائباً في البرلمان، في وفد أذربيجاني أجرى محادثات مع الاميركيين بشأن اقليم ناغورنو قره باخ. ويقول خليلوف ان "الاميركيين فهموا أخيراً وجهة نظرنا. فلا نقبل أبداً أن تنفصل ناغورنو قره باخ عن اذربيجان. ونرجو ان تتم حلول سلمية بتدخل من الغرب. لأنه اذا ترك الأمر لنا وللأرمن، فسيستمر القتال ولن ينتهي الا بغالب ومغلوب. وأهم شيء الآن هو وقف العمليات الحربية. لأن النهضة بدولة جديدة لا تتطابق مع حالة الحرب". الاسبوع المقبل: الحلقة الرابعة