في العام 300 قبل الميلاد تأسست اول جمعية في التاريخ وهي ما اطلق عليها اسم "المتحف" واسسها بطليموس الاول في مدينة الاسكندرية. واندثرت فكرة الجمعيات بعد ذلك حتى عهد شارلمان عندما اسس جمعية علمية ادبية ازدهرت في عصره. ثم اختفت الفكرة بعد ذلك مرة اخرى لتعود الى الظهور من جديد في ايطاليا في القرن الخامس عشر الميلادي، ومنها امتدت الى جميع انحاء اوروبا. والى اليوم ما تزال عشرات الجمعيات تتأسس في كل عام، البعض منها لأغراض علمية او ثقافية، فنية او اجتماعية. وبعض اهداف هذه الجمعيات قد يبدو غريباً طريفاً، ومضحكاً احياناً بالنسبة لنا، لكن اعضاءها يأخذونها مأخذ الجد ويصرفون وقتهم وجهدهم للدفاع عن آرائهم من خلالها. وهذه نماذج لمثل هذه الجمعيات. الأرض ليست كروية تأسست الجمعية الدولية لفكرة ان الارض مسطحة في القرن الماضي. وكانت تحمل اسم الجمعية العالمية للبحث، واسسها عدد من الاشخاص المتدينين في بريطانيا والذين كانوا يعتقدون اعتقاداً راسخاً ان الارض مسطحة وكان يعتمدون في وجهة نظرهم على بعض نصوص الانجيل التي فسروها لتعضيد نظريتهم. وبمرور الوقت التحق بالجمعية اشخاص غير متدينين، ولكنهم كانوا يهوون الجدل والنقاش، ومن هؤلاء العالم الفلكي البرت سميث الذي كان يفسر نظرية الارض المستديرة بأنها خاطئة، باعتماده على فكرة ان اشعة الشمس تنكسر عند ملامستها لأحد الاجسام الصلبة مما يوّلد خداعاً بصرياً بأن الجسم مستدير، وهذا هو الحال تماماً عندما تعكس الارض اشعة الشمس الواقعة عليها فتبدو الارض كروية! وليس هذا هو التفسير الوحيد، بل يقدم اعضاء الجمعية تفسيرات اخرى عديدة يحاولون بها اثبات ان الارض جسم مسطح ويردون الحجة بالحجة، فكما يدرس الاطفال في المدارس بأن اختفاء المراكب في الافق هو دليل على كروية الار ض، يقول احد اعضاء الجمعية بأن هذا الدليل واهٍ، والسبب هو نظرية علمية اخرى بأن الاجسام اذا ما ابتعدت صغر حجمها حتى تلاشت عن النظر وليس لهذا اي صلة بكروية الارض. ولكن ماذا عن الصور التي تبثها الاقمار الاصطناعية والمركبات الفضائية والتي تثبت جميعها ان الارض مستديرة وان الكواكب الاخرى مستديرة ايضاً؟ يقول اليس هيل مان 62 عاماً مدير الجمعية: "ان ذلك يرجع الى عاملين، اما الى تشويش معين في اجهزة تصوير وارسال المركبات الفضائية بحيث تبدو كل الكواكب مستديرة بينما هي ليست كذلك، او الى تأثير الغلاف الجوي المحيط بالارض، وكذلك اي غلاف يحيط بالكواكب الاخرى، على الصور الملتقطة بحيث يجعلها تبدو مستديرة". وإليس هيل رجل لا يستهان به، فهو يحمل على كاهله عبء الدفاع عن اغرب نظرية في العالم اليوم ولكنه لا يشعر مطلقاً بأنه يسبح ضد التيار، بل على العكس لقد حمل نظريته والافكار والآراء والصور التي تدعمها على مدى العصور الى جامعة اكسفورد، وتحدى العلماء والباحثين هناك ان يعقدوا ندوة مفتوحة لمناقشة الموضوع. وبالفعل عقدت الندوة وانضم مؤيدو فكرة الارض المسطحة الى هيل مان وقدموا نظريتهم مقرونة بما لديهم من ادلة، وكانت النتيجة ممتعة للطرفين، فقد اقر البحاثة في الجامعة البريطانية العريقة بعنصر ايجابي فعال في الجمعية وهو تكريس حرية الفكر واعمال العقل لمناقشة كل النظريات بما في ذلك النظريات العلمية، اي باختصار عدم اخذ اي فكرة كقضية مسلّم بها بل ضرورة بحثها ونقاشها بصورة مستمرة. ورضي إليس هيل مان، منذ ذلك اليوم الذي عقدت الندوة قبل خمس سنوات، ان يغير الهدف المطبوع في دستور الجمعية ليصبح "تشجيع الناس على التفكير واستخدام عقولهم حتى بالنسبة للنظريات المسلم بها في سبيل الوصول الى الحقيقة دوماً". ومنذ ذلك التاريخ والجمعية تبحث عن الحقيقة، لكن اعضاءها لا يزالون على استعداد لمجادلتك - اذا شئت - في ان الارض ليست كروية بل على العكس هي مسطحة! جمع الاوراق المهملة "قد يبدو اسم جمعية جمع الاوراق المهملة باعثاً على الملل لكن الواقع اننا نقوم بعمل ممتع للغاية". في جملة واحدة يلخص موريس ريكاردز اسم هذه الجمعية الغريبة التي تأسست في لندن قبل عشر سنين، ويهتم اعضاؤها بجمع تذاكر الباصات والقطارات وحفلات السينما والمسرح، الى جانب قوائم الشراء والاعلانات الصغيرة عن القطط والكلاب التي ضلّت طريقها، وايصالات شركات المياه والكهرباء والغاز المدفوعة. باختصار، فان نشاط الجمعية يقوم على جمع كل ما يلقيه الآخرون من اوراق في سلة المهملات. ويضحك ريكاردز وهو يقول "لم اكن اتخلص من اي شيء وانا طفل صغير، كنت اهوى جمع كل الاوراق والفواتير ودفاتر المدرسة واعلانات المجلات الصغيرة الموجودة في الحي الذي اقيم فيه، وكبرت، وكبرت هذه الهواية معي الى ان فكرت في ان استغلها في تأسيس الجمعية". ولدى ريكاردز اليوم مجموعة قيمة من بطاقات عبور الجسور من جميع انحاء العالم، كما انه يعتزّ بصورة خاصة بمجموعته من بطاقات اصحاب سيارات الاجرة التي تحمل اسماء مئات الشركات وارقام هواتفهم في كل بلدان العالم. والشرط الوحيد للاشتراك في الجمعية هو أن يكون الشخص مهتماً بجمع الاوراق المهملة سواء أكانت مطبوعة ام مكتوبة باليد. ولكن كيف يبدأ الانسان مثل هذه الهواية الغريبة؟ يجيب ريكاردز وهو يتأنق في كلامه "عليك ان تغتنم الفرص، افتح عينيك جيداً وانت في الاماكن العامة للاوراق الملقاة في المكان، سواء كنت في المصرف او الحديقة او السينما او حتى قمرة الهاتف العمومي، فسوف تجد ورقة جديدة ذات قيمة ما في كل مكان. المهم ان يكون جمع معلوماتك عفو الخاطر، اي انك لا تقوم بكتابة ورقة للاحتفاظ بها، كذلك يجب ان تنوع مجموعتك لتؤرخ للحياة اليومية". وحتى اذا شئت التخصص في جمع الاوراق المهملة، فيمكنك اختيار فرع معين مثل جمع تذاكر الباصات، او البطاقات البريدية، او اوراق الضرائب او فواتير البيت، او ايصالات الشراء وهكذا. وعن طريق التنويع الزمني والمكاني للاوراق المقتناة يمكنك الحصول على مجموعة نادرة، او كما يقول مدير الجمعية "اننا نحاول ان نستخرج التاريخ العادي للبشر من قلب سلة المهملات، فنصنّفه ونجعل منه وثيقة تجعل الاجيال المقبلة قادرة على تصور حياتنا التي نعيشها اليوم". جمعية الدعوة لتطهير البريد الاوراق هي محط اهتمام هذه الجمعية ايضاً، ولكنها في هذه الحالة هي كل الاوراق البريدية، من رسائل وبطاقات وطرود، ولكن هل تدعو الجمعية فعلاً الى تطهير البريد؟ يجيب رئيس الجمعية دنيس فاندر فلر "لو استطعنا الدعوة الى ذلك لكان هذا في حد ذاته هو الهدف الاسمى، ولكننا لا نسجن انفسنا في مثل هذا الهدف الضيق، فالطريق امامنا اوسع وارحب، لاننا ندرس كل ما يتعلق بتطهير البريد على مر التاريخ". وفكرة تطهير البريد ليست جديدة، ولكنها ترجع الى القرون الوسطى ففي القرن الرابع عشر كان لدى ابناء البندقية قانون يقضي بتعريض الرسائل والطرود لاشعة الشمس عدداً معيناً من الساعات لقتل الجراثيم العالقة بها. وسرعان ما انتشرت فكرة تطهير البريد الى المدن الايطالية الاخرى، وابتكرت وسيلة اخرى للتطهير وكانت تقضي باحداث ثقب صغير في الركن الايمن من الرسالة او الطرد وتعريضها بعد ذلك لبخار يحتوي على مادة مطهرة، وبحلول القرن التاسع عشر كانت معظم الدول الاوروبية تطبق نظام تطهير للبريد يقضي بتمريره على مادة كيماوية معينة، وفي القرن الماضي حاربت دول اوروبا جرثومة مرض الجدري بتطهير البريد قبل توزيعه، ثم طبقت الفكرة نفسها لمحاربة الامراض الخطيرة الاخرى كالحمى الصفراء والكوليرا. وتصدرالجمعية نشرة دورية كل ثلاثة اشهر تتناول في مقالاتها تاريخ تطهير البريد في بلدان العالم المختلفة. جمعية مفترق الطرق "مفترق الطرق" كان اسم واحد من اقدم واطول المسلسلات التلفزيونية البريطانية، فعندما بدأ بثه في العام 1964 لم يكن احد يتصور ان يستمر تقديمه لما يقرب من خمسة وعشرين عاماً، والسر كان في ضعف الامكانات التقنية وقلة الوقت المسموح به لعمل البروفات. فالمسلسل كان يقدم خمس مرات اسبوعياً، وكان يحكي ما يدور بين ردهات وغرف احد الفنادق الصغيرة الموجود على مفترق الطرق بالقرب من مدينة بريطانية وبالتالي فان فرصة اعداده كانت ضعيفة، ومع ذلك كان المسلسل يحقق انتشاراً شعبياً كبيراً بسبب تلقائية المواقف الدرامية التي كان يعبر عنها. وفي المسلسل كان الجمهور يتغاضى عن نسيان الممثلين لبعض العبارات وما يجب ان يقولوه وكان يتظاهرون بعدم رؤية المذياع اذا ما اطل فجأة برأسه داخل احدى غرف الفندق. كان المشاهدون يعلمون ان المسلسل هو تعبير عن الحياة اليومية العادية بما فيها من مفارقات واخطاء، وكان هذا سر نجاحه. وظل "مفترق الطرق" يجذب الملايين من المشاهدين بصفة ثابتة اسبوعياً، واستطاع في قمة نجاحه في السبعينات ان يحقق ارقاماً قياسية بالنسبة للمشاهدين قاربت على عشرين مليون متفرج. لكن الثمانينات شهدت تطوراً على الساحة البريطانية، فقد جاءت مارغريت ثاتشر بأفكار اقتصادية جديدة ساعدت على خلق عدد آخر من المسلسلات التلفزيونية، وبدأت شعبية المسلسل في التدهور حتى قرر المسؤولون ايقاف بثه في اواخر العام 1988. لكن المسلسل لم يمت، فما يزال حياً في قلوب عشاقه الذين اسسوا جمعية تحمل اسم الفندق الشهير "مفترق الطرق" والهدف منها هو زيادة الوعي بجمال المسلسل وروعته مع مرور الزمن، ومقارنته بما ينتج حديثاً من مسلسلات تلفزيونية. يقول سايمون كول مؤسس الجمعية "عندما كنت طالباً في الاعدادي والثانوي كنت اعود الى البيت لاسمع موسيقى المسلسل تصدح من التلفزيون، وعلى انغامها ومع متابعة احداثه كنت اتناول وجبة العشاء، لدرجة انني اشعر ان ابطال المسلسل هم جزء من طفولتي وصباي وشبابي، ويشاركني هذا الشعور الملايين". ولكن ماذا يفعل اعضاء الجمعية بالضبط عندما يلتقون في اجتماعاتهم الشهرية في مدينة بورغوث على الساحل الجنوبي البريطاني؟ يجيب سايمون كول "نبدأ اللقاء بمشاهدة احدى حلقات المسلسل ثم يدور حديث حلو يعبق بالذكريات عن الاشخاص والاحداث والاخطاء الطريفة التي كانت تحدث فتلقي ظلالاً طبيعية على المسلسل، وكثيراً ما نتبادل المعلومات بعد ذلك عن المقالات او الاشرطة الجديدة التي اقتناها اعضاء الجمعية والخاصة بالمسلسل. ان اجتماعاتنا تدور في جو من المرح والمودة وان كان اهتمامنا ذا صبغة رسمية تماماً وغالباً ما نساعد الاكاديميين الذين يريدون دراسة شؤون الدراما التلفزيونية بتقديم ما لدينا من معلومات عن مسلسل مفترق الطرق. جمعية السقوط من علٍ جمعية "السقوط من علٍ" مخصصة لهواة ركوب المخاطر، والمخاطر هنا تتلخص في شيء واحد هو العاب وقطارات مدينة الملاهي العنيفة التي تأخذ ركابها بكل عنف وسرعة الى علٍ ثم تهبط بهم بعنف اكثر فتثير فيهم الرعب والنشوة في آن واحد. يقول اندرو هاين البريطاني الذي اسس الجمعية: "هدفنا بسيط وهو ان نستمتع بالخوف من القطارات والالعاب العنيفة الموجودة في اي مدينة للملاهي في اي مكان في العالم، وذروة سعادتنا تكمن في هذه اللحظات المثيرة المشحونة بالتوتر عندما نصرخ من اعماقنا ونحن نتشبث بمقاعدنا كلما سقط قطار الملاهي بنا من اعلى قمة له". وفي اجتماعاتهم الدورية يقوم اعضاء الجمعية بدراسة احدث الالعاب العنيفة التي توجد في مدن الملاهي المختلفة، ويخططون لزيارته. تقول آن ميلز وهي عضوة مواظبة في الجمعية: "ندرس ارتفاع القطارات والالعاب العالية العنيفة ونقارن في ما بينها، وننظم الرحلات الدورية الى مدن الملاهي، وعندما نركب قطاراً ما فاننا نركبه كمجموعة ونُشبّك ايدينا وهي مرفوعة في الهواء لنزيد من اثر صدمة السقوط من علٍِ على معدتنا، وهذه هي قمة الاثارة بالنسبة لنا كفريق". ولكن ما هي افضل الالعاب او القطارات التي استخدمها اعضاء هذه الجمعية الغريبة حتى اليوم؟ يجيب نيكولاس برالسفورد، وهو قس من مدينة داربي البريطانية ومن اعضاء الجمعية المتحمسين، "انه قطار الملاهي المقام على اطار خشبي ضخم في مدينة بيتسبرا الاميركية والمسمى "الشبح" اذ يبلغ ارتفاعه 227 متراً ويهوي بسرعة تقارب تسعين ميلاً في الساعة"، ويضيف نيكولاس ضاحكاً "ولكن افضل القطارات بالنسبة الي، هو ذلك الموجود في مدينة الملاهي في مدينة بلاكبول البريطانية، فقد طلبت يد زوجتي ونحن في طريق الصعود الى قمته، واعتقد انها لم تدرك خطورة طلبي بسبب انفاسها اللاهثة من سرعة القطار فوافقت فوراً". جمعية أصدقاء "تن تن" الشخصية الكاريكاتورية الشهيرة "تن تن" سحرت الكثيرين بمغامراتها الشيقة، وكانت محط تسلية للكبار والصغار معاً. ابتكرها الفنان الرسام هرجي، وانتج ما يزيد عن عشرين مجلداً من مغامراتها في معظم بقاع الارض. وبعد وفاة الرسام في العام 1983 تجمع عدد كبير من محبيه ليؤسسوا الجمعية التي تهدف الى تكريس اعمال "تن تن" وتجسيم شخصياتها واقامة المعارض والقاء المحاضرات المتعلقة بها. وتتخذ الجمعية من بروكسل مقراً لها، حيث توجد الاستديوهات المختصة بانتاج كل ما يتعلق ب "تن تن". جمعية الكستناء في قلب الريف البريطاني، وفي اقليم نورثهامبتون، تقع قرية صغيرة تسمى "آشتون". في هذه القرية توجد جمعية فريدة من نوعها في بريطانيا وربما في العالم كله، فهي جمعية تعنى بجمع واقتناء ثمرة الكستناء البرية واقامة العروض والمسابقات المتعلقة بها. تعود فكرة تأسيس هذه الجمعية الى العام 1964، وبالتحديد في تشرين الاول اكتوبر حين كان اعضاء احد النوادي في القرية نظموا رحلة خلوية، لكن المناخ الانكليزي المتقلب حال دون القيام بها، اذ هطلت الامطار بغزارة وعصفت الريح. فقرر اعضاء النادي البقاء في مقرهم. ولما كان في هذا الشهر تنضج ثمرة الكستناء البرية وهي ثمرة غير صالحة للاكل فقد اقترح بعضهم جمع الثمار المتساقطة في الحديقة وابتكار عرض او لعبة للاستفادة منها، وهكذا ولدت فكرة الجمعية. وبحماسة اخذ اعضاء النادي يجتمعون مرة كل عام في الوقت نفسه للتفكير في المزيد من العروض والالعاب الخاصة بتلك الثمرة، ثم تطور الامر فاصبحت الجمعية تقيم مسابقة سنوية لافضل عرض يقدمه المتسابقون من انحاء العالم، وبمرور السنوات رسخت الجمعية والمسابقة اقدامها واصبح المشاركون فيها يؤمونها من كل حدب وصوب، من استراليا وكندا ونيوزيلندا والمانيا وكينيا وروسيا. اما اطرف نشاط قامت به الجمعية اخيراً فهو جمع كتيب صغير يضم كل المعلومات المتعلقة بثمرة الكستناء البرية بما في ذلك انواعها في دول العالم المختلفة، واللغة التي يستخدمها عشاق هذه الثمرة في العابهم اثناء حضور المسابقة السنوية، ونبذة عن تاريخ الجمعية، واسماء الفائزين بجائزة المسابقة على مدى الثمانية وعشرين عاماً الماضية. الاسم الرسمي لهذه الجمعية الاميركية هو "الهيئة الوطنية لتنمية قبول السمنة" وهي موجهة بصفة خاصة الى النساء اللواتي يعانين من السمنة المفرطة. تقول سالي سميث مؤسسة الجمعية: "هدفنا واضح ومحدد وهو ان نقول للعالم ان سمنة الشخص ليست عيباً ولا هي غلطته، انها غلطة الزمن". وتضيف سالي ضاحكة "السمنة متعة، فالاكل متعة، وليس هناك اجمل من الشوكولا والحلوى والكاتو سوى الهامبرغر وسندويشات الدجاج مع البطاطا المقلية اللذيذة". وتدرك سالي انها بذلك تثير حفيظة الكثيرين من الداعين الى الصحة والرشاقة، ولكنها ترى ان فكرة الحمية الغذائية وانقاص الوزن فكرة قد تكون نبيلة اذا لم يكن و راءها كل تلك الصناعة الكبيرة والرغبة في التجارة والكسب. وبالتالي فانها تتحفظ على فكرة الحفاظ على الرشاقة برمتها. والجمعية تفتح ابوابها للسيدات شريطة الا يقل قياسهن عن قياس 52، او بعبارة اخرى ان تقارب اوزانهن المئة كيلوغرام. وتقول سالي: "اننا نرفع شعارات ترفع بدورها من الروح المعنوية للعضوات ونحن جميعاً نقتنع بها مثل "كل كبير جميل" و"انا سمينة اذن انا سعيدة". وقد قررت عضوات الجمعية مؤخراً القيام بسلسلة من المحاضرات المدعومة بعرض للصور لتبيان اهمية ان تقبل المرأة البنية التي ولدت بها، والا تحاول مقاومة التيار او التزام نظام غذائي معين. وتستعين عضوات الجمعية بصور ورسوم للمرأة في العصور القديمة، عندما كانت السمنة مرغوبة، وتعتبر دليلاً على الجمال.