"هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج أو العمرة"، مواقيت مكانية تستعد لاستقبال حجيج بيت الله الحرام بعد أن"أذن بالحج"، والتي تعد نقطة انطلاقة قاصدي بيت الله الحرام إلى المشاعر المقدسة، لتنطلق بداخلها نيتهم التي بيتت في قلوب الكثير من المسلمين أعواماً عدة، ويلزم متجاوزها منهم"الدم". "ذو الحليفة"،"قرن المنازل"،"يلملم"،"الجحفة"و"ذات عرق"، جميعها مسميات مكانية لعقد النوايا والشروع في الحج والعمرة، و تختلف الأسماء عند البعض لكنها مواقيت ثابتة وتعتبر البوابة الأولى لدخول النسك والوصول إلى بيت الله الحرام. ويصر البعض على تسمية"قرن المنازل"ب"السيل الكبير"، وهناك من العوام من يسمي"ذي الحليفة"ب"أبيار علي"، ومع اختلاف مسمى المكانين، الا أن آخرهما كان الأكثر اختلافاً منذ القدم وحتى الوقت الراهن، إذ يرى البعض أنه ينسب إلى علي بن أبي طالب، وهناك من ينسبه إلى علي بن دينار وهو أمر يستبعده التاريخ المدون في الإسلام، وهناك من يصر على إبقاء الاسم الحقيقي الذي خلده الإسلام وتعترف به الشؤون الاسلامية في تعاملاتها الرسمية وهو"ذو الحليفة"، ويبقى الأهم هو عدم الاختلاف على مواقع المواقيت المكانية. ورغم أن الطائف تنفرد عن بقية المدن السعودية بوجود ميقاتين للحج والعمرة يقعان ضمن حدودها الإدارية هما ميقات"قرن المنازل"الواقع على طريق السيل السهلي، وميقات"وادي محرم"الواقع على طريق الهدا الجبلي، إلا أن المؤرخ عيسى القصير كشف عن وجود ميقات ثالث مهجور منذ عشرات العقود عرف باسم"ذات عرق"ويسمى في الوقت الراهن"الضريبة أو الخريبات"، من جهتها تتابع أمانة محافظة الطائف دعهما السنوي المتمثل في النظافة والإصحاح البيئي في كل من الميقاتين"قرن منازل"و"وادي محرم"، وتجنيد فرق رقابية على محال تقديم الوجبات السريعة، المطاعم، والمواد الغذائية. وكشفت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف عن توفيرها 300 دورة مياه في جامع الميقات الذي يعمل على مدار ال 24 ساعة، إضافة إلى توفير الموظفين والموظفات بالقسم النسائي لتسهيل العمل وتنظيم الدخول والخروج من الجامع، في ظل مطالبة رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية للأدلاء بالاهتمام بميقات"ذي الحليفة"الذي يرى أنه بدأ يضيق بالحجاج والمعتمرين، إضافة إلى الوضع العشوائي الذي تعج به ساحة الميقات من الباعة والأكشاك العشوائية، لتقر هيئة تطوير المدينةالمنورة درساً يهدف إلى تطوير ميقات"ذي الحليفة"ليصبح مركزاً حضارياً خدمياً لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين، ومركز نقل متكاملاً يجمع الكثير من وسائل النقل لمقابلة الزيادة المطردة في أعداد الحجاج والمعتمرين الوافدين على المنطقة.