توقع مستثمرون في قطاع التمور أن يسيطر الرطب المبرد على مائدة الإفطار في رمضان هذا العام وأن يرتفع الطلب عليه بنسبة 05 في المئة، بسبب تأخر جني رطب العام الحالي إلى منتصف شهر شوال المقبل. للعام الثاني على التوالي، تفتقد مائدة إفطار الصائمين للرطب، إذ لا يتوافر في السوق إلا كميات محدودة من رطب المدينةالمنورة"روثانة، والسكرية"التي لا يعوَّض رطب المناطق الأخرى سواء من القصيم أم من الخرج أم من الأحساء. وأكد عدد من البائعين في سوق التمر أن الأسعار ستشهد ارتفاعات كبيرة بسبب ارتفاع الطلب على المبرد بنحو 05 في المئة، مشيرين إلى أن سعر الكيلو من رطب المدينةالمنورة"روثانة"كان يباع في السوق بنحو 50 ريالاً ثم تراجع حالياً حتى وصل 30 ريالاً والسكرية بنحو 40 ريالاً للكيلو الواحد، ثم تراجع الآن إلى نحو 20 ريالاً على رغم أن كثيراً من المستهلكين لا يرون أنه يعوض رطب المناطق الأخرى. وقال رئيس لجنة التمور في"غرفة تجارة القصيم"سلطان بن صالح الثنيان أن الطلب على التمور في رمضان يشهد ارتفاعات كبيرة سواء من المبرّد الذي من المتوقع أن يرتفع الطلب عليه بنحو 05 في المئة أم من رطب المدينةالمنورة الذي لا يغطي إنتاجه جميع مناطق المملكة. وأشار إلى أن السوق يتوافر بها كميات كبيرة من الرطب المبرد، لافتاً إلى أن تخزين الرطب في المملكة بدأ منذ 2041ه، مرجعاً سبب ارتفاع أسعاره إلى تكاليف التخزين والعلب وغير ذلك من التكاليف المرتبطة بذلك. ولفت الثنيان إلى أن جني الرطب سيكون منتصف شوال المقبل، متوقعاً أن تشهد أسعاره ارتفاعات جيدة ثم تتراجع بعد عشرة أيام من طرحه في السوق، إذ يتجه كثير من المستثمرين والمستهلكين إلى تخزينه في ثلاجات مبردة استعداداً للعام المقبل. وأكد الثنيان أن نجاح تسويق التمور الإماراتية والإسرائيلية يرجع إلى الدعم الكبير لهما، إلا أن التمور السعودية لها روحانية كبيرة لدى المستهلكين، ولو تمّ تسويقها في شكل جيد لاستطاعت منافسة أي تمور في العالم، مشيراً إلى أن تمور المملكة بحاجة إلى وقت ليتم تسويقها في شكل أفضل، خصوصاً وأن هناك أفكاراً وخططاً يمكن من خلالها تصديرها وهناك جهود كبيرة في ذلك نظراً إلى أن لها قبولاً في جميع أنحاء العالم. من جهته، قال محمد عبدالرحمن بائع تمور إن موسم الرطب لم يأتِ حتى الآن، حيث لا يتوافر في السوق إلا كميات محدودة من رطب المدينةالمنورة والذي يضطر كثير من الناس إلى شرائه خصوصاً في ظل عدم وجود رطب آخر بديلاً عنه. ولفت إلى أن هناك كميات من الرطب الذي تمّ كنزه من العام الماضي وسعره مرتفع، إذ يصل سعر الكرتون ثلاثة كيلوغرامات سواء من السكري أم رطب الخلاص نحو 120 ريالاً، موضحاً أن هناك درجات ل"الرطب المكنوز"يصل سعرها إلى حوالى 15 ريالاً للكيلو الواحد. وقال إن هناك كميات كبيرة من"الرطب المحفوظ"في الثلاجات سيتم طرحها للبيع في السوق مع بداية رمضان، وستشهد أسعارها ارتفاعات كبيرة، خصوصاً وأن استهلاك التمور في رمضان يتجاوز 20 في المئة من حجم الإنتاج السنوي. من جهته، قال محمد الفهيد صاحب محل تمور، إن السوق لا تتوافر فيها إلا كميات محدودة من رطب المدينة وخصوصاً نوعي"روثانة"و"السكرية"، إضافة إلى ما يتوافر من رطب العام الماضي الذي لا يكون بجودة الرطب الجديد، مشيراً إلى أن رطب الخرجوالقصيموالأحساء بأنواعه المختلفة لن يتم جنيه وتسويقه بكميات تجارية إلا من منتصف شوال المقبل، ومن المتوقع أن تكون أسعاره مستقرة لأنه سيأتي بعد انتهاء شهر رمضان. ولفت إلى أن التمور المحفوظة في الثلاجات من منتج العام الماضي تشهد طلباً من بعض المستهلكين ولا زالت أسعارها مرتفعة، إضافة إلى أن بعض التجار يقوم حالياً بتصدير كميات كبيرة منه، سواء من الخلاص أم السكري، إلى دول الخليج وإلى اليمن، إضافة إلى تزويد الجمعيات الخيرية بكميات كبيرة لتفطير الصائمين والتصدق بجزء منه على الفقراء والمحتاجين. مليون طن إنتاج المملكة السنوي يُذكر أن حجم إنتاج المملكة من التمور يبلغ أكثر من مليون طن سنوياً، وتعد التمور ثروة وطنية واقتصادية مهمة يعتمد عليها قطاع كبير من المزارعين كأحد أهم مصادر الدخل. وتملك المملكة أكثر من 23 مليون نخلة تمثل ما نسبته 72 في المئة من إجمالي الناتج الزراعي في البلاد، وتنتج أكثر من 350 نوعاً من التمور، وتأتي منطقة القصيم في المملكة في المرتبة الأولى من حيث الإنتاج، ويوجد في المملكة أكثر من 50 مصنعاً للتمور تتوزع في مناطق عدة وتقوم بمعالجة كميات كبيرة من المنتج، ولكن على رغم ذلك تظل هناك فجوة في التصنيع، إذ إن السوق تحتاج إلى المزيد من المصانع ومعامل التعبئة والتغليف. وتحتل السعودية المرتبة الثانية عالمياً في إنتاج التمور، وهو ما يعزز مكانة دول مجلس التعاون أكبر الدول العالمية في إنتاج التمور، إذ تمثل دولة الإمارات الأولى عالمياً في إنتاج التمور والعراق الثالثة إلى جانب السعودية مما يمثل 25 في المئة من نسبة الإنتاج العالمي. وتواجه دول مجلس التعاون الخليجي مشكلة التسويق الخارجي مقارنة بكثرة وغزارة الإنتاج السنوي، إذ تحتل دول غير منتجة مكانة كبرى في تصدير التمور وبخاصة في الدول الأوروبية، وتأتي إسرائيل في المرتبة الأولى في تصدير التمور عالية الجودة.