توقّع عدد من تجار التمور أن يتأخر موسم الرطب هذا العام إلى ما بعد شهر رمضان المبارك، باستثناء كميات بسيطة من رطب المدينةالمنورة، وهي كميات غير كافية لتعويض النقص من المناطق الأخرى، خصوصاً أن استهلاك التمور في رمضان يتجاوز 52 في المئة من الإنتاج السنوي في السعودية. وأكد هؤلاء أن المتوافر حالياً من التمور في السوق سواء المكنوز بأنواعه أم من الرطب، من إنتاج العام الماضي، وهناك طلب عليه من الخارج، خصوصاً من اليمن الذي تصدّر إليه كميات كبيرة من خلاص الأحساء، إضافة إلى بعض دول الخليج التي ترغب في خلاص وسكري القصيم. وأوضح مدير"تمور العثمانية"سعود التميمي في تصريح إلى"الحياة"أن السوق لا تتوافر فيها إلا كميات محدودة من رطب المدينة ومن العام الماضي، مشيراً إلى أن رطب الخرجوالقصيموالأحساء لن يتم جنيه وتسويقه بكميات كبيرة وجيدة إلا بعد رمضان المبارك، ومن المتوقع أن تكون أسعاره مستقرة نظراً إلى انتهاء شهر رمضان الذي ارتبط روحانياً بالرطب. وأشار إلى أن كميات كبيرة من خلاص الأحساء من محصول العام الماضي تصدّر إلى اليمن حالياً، وكذلك خلاص وسكري القصيم وخلاص الخرج، إلى دول الخليج، إضافة إلى الجمعيات الخيرية. وتوقف التميمي عند معاناته مع اليد العاملة وندرتها في مجال التمور، ورأى أن ذلك أوجد عقبة كبيرة أمام المصنعين والمنتجين وأعاق ضخ كميات كبيرة في السوق، لافتاً إلى أن هناك عمّالاً اشتروا محصول مزارع كبيرة من التمور من أصحابها مباشرة ويقومون بإعداده وتصنيعه وبيعه في السوق ويحققون أرباحاً كبيرة من ذلك. ولفت إلى أن مصنعه ينتج سنوياً أكثر من ألفي طن، ولو توافرت له اليد العاملة الماهرة لضخ كميات أكبر من ذلك، خصوصاً في ظل الطلب المتزايد على التمور من الداخل والخارج. وأكد تاجر التمور مدير تمور"لينة القصيم"صالح مانع، أن موسم الرطب هذا العام تأخر، ويتوقع أن يكون بعد رمضان، ما جعل المستهلكين يطلبون المكنوز المنتج من العام الماضي، إذ لا تزال الأسعار مرتفعة، ويرتقب نزولها مع بداية الأسبوع الأول من رمضان بنحو 03 في المئة، خصوصاً أن هناك كثيراً من الأسر تملك كميات كبيرة في برادات خاصة وستسهلكها في رمضان. وأكد أن هناك طلبات من اليمن والإمارات وقطر والكويت، لافتاً إلى أن إنتاج المدينةالمنورة بدأ بكميات محدودة. ولفت إلى أن الرطب له روحانية كبيرة في رمضان، إلا أن تأخر المحصول هذا العام يجعل السعوديين يفطرون على منتج العام الماضي. وأكد أن السوق تتوافر فيها كميات كبيرة من تمور العام الماضي تكفي حاجة المستهلكين، إلا أن كثيراً من المستهلكين يفضلون محصول العام الحالي. وشرح المواطن عبدالرحمن الغامدي أن روحانية الرطب في رمضان مفقودة هذا العام، ما جعل الكثيرين من المستهلكين يشترون منتج العام الماضي. وأوضح أن التمور الموجودة في السوق ليست بجودة المنتج الجديد، وكذلك الرطب الموجود في الثلاجات فقد كثيراً من جودته، مشيراً إلى أن الأسعار لا تزال مرتفعة على رغم أن المتوافر هو من محصول العام الماضي. وأضاف أن الأسعار متفاوتة من محل إلى آخر، نظراً إلى عدم جودة التمور، على رغم توافر كميات وأنواع عدة. وكانت توقعات أشارت إلى أن السعودية ستحقق خلال السنوات الخمس المقبلة أرباحاً من التمور تتجاوز 52 بليون ريال 6.6 بليون دولار على رغم سوء التسويق.