أدت تفجيرات في مدينة الصدر ليل الخميس – الجمعة واستهدفت مرتادي مقاه شبابية الى سقوط نحو 55 شخصاً بين قتيل وجريح، وسط تضارب حول اهداف التفجيرات والاطراف المسؤولة عنها. وفيما حملت «كتلة الاحرار» التابعة للتيار الصدري القوات الاميركية مسؤولية التفجيرات الاربعة، اتهمت مصادر امنية مجموعات مسلحة من داخل المدينة باستهداف مقاه «تقدم النارجيلة باعتبارها مراكز تجمع مسائية تثير الشكوك بتداول المخدرات». وأوضح عضو لجنة الامن والدفاع النائب عن «كتلة الاحرار» عبد الستار البياتي في تصريح الى «الحياة» ان «قوات الاحتلال هي المسؤولة عن التفجيرات التي ضربت انحاء من مدينة الصدر». وأضاف ان «تصاعد وتيرة اعمال العنف والتفجيرات امر متوقع وقد تتضاعف مع اقتراب موعد انسحاب قوات الاحتلال من البلاد وبذلك فهي تحاول زعزعة الامن بطرق مختلفة». وأضاف ان «من بين المجموعات التي تتحمل مسؤولية تفجيرات مدينة الصدر وغيرها من مدن العاصمة فلول البعث التي ما زالت تسيطر على بعض المواقع الامنية والعسكرية». وكانت عبوة ناسفة انفجرت ليل الخميس قرب مقهى شعبي في القطاع 61 بمدينة الصدر شرق بغداد، أعقبها بثوان انفجار سيارة مفخخة في المكان نفسه، ووقوع انفجار ثالث بسيارة مفخخة في حي القيارة، وانفجار رابع قرب سوق مريدي، اسفرت مجتمعة عن مقتل واصابة نحو 66 شخصاً. وتأتي تفجيرات مدينة الصدر بعد يوم من سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة استهدف بعضها مراكز للشرطة في بغداد وأسفرت عن مقتل العشرات. وأكد مصدر امني في مدينة الصدر شدد على عدم كشف اسمه أن «مجموعات مسلحة منشقة عن التيار الصدري نفذت سلسلة التفجيرات التي ضربت المدينة اخيراً». وقال ل «الحياة» ان «تفجيرات الخميس ضربت مقاه شبابية تقدم النارجيلة وتتهم بتقديم المخدرات واذا ما امعنا النظر نجد ان بصمات التيار الديني واضحة اذ ترفض بعض تلك التيارات تلك المقاهي وتعتبرها محرمة على اعتبار انها تقدم الحشيشة وبعض انواع المخدرات الاخرى». واستدرك «هذا لا يعني تبرئة تنظيم «القاعدة» من تلك التفجيرات، بمعنى آخر ان تجمعات الشباب تعد هدفاً استراتيجياً لتنفيذ مخططاتها لا سيما ان تلك المقاهي تبقى لساعات متأخرة». احمد بشير، 33 سنة، صاحب مقهى في مدينة الصدر اكد ل «الحياة» ان «المقاهي الشبابية باتت هدفاً سهلاً للجميع. المجموعات المسلحة، والمليشيات، والتيارات الدينية الرافضة لمثل تلك الانشطة، إضافة الى العصابات المأجورة». وزاد: «وقعت الكثير من عمليات القتل بمسدس الكاتم بعد خروج بعض الزبائن من المقهى ناهيك عن رسائل التهديد التي تصل بين الحين والاخر وتحذر من تقديم الحشيشة وترويج المخدرات». ولفت الى انه «من الصعب انهاء عمل تلك المقاهي التي تمثل المتنفس الوحيد امام الشباب» وزاد ان «مدينة الصدر ساحة مفتوحة امام صراعات المجموعات المسلحة مثل عصائب الحق واليوم الموعود وجماعة ابو درع فضلاً عن كتائب حزب الله». وتهم النائب عن «القائمة العراقية» وليد عبود المحمدي، جهات اجنبية بتنفيذ اجندات أميركية في تفجيرات مدينة الصدر. وأوضح في تصريحات صحافية ان مدينة الصدر مستهدفة بسبب موقفها الرافض لبقاء قوات الاحتلال وان «هذه التفجيرات تصب في صالح المحتل ولا نستبعد ان يكون المحتل ضالعاً فيها بهدف إشعال الفتنة بين مكونات الشعب العراقي».