في لحظة عتاب يسودها القلق والتوتر... وقف أمام المرآة في حيرة وتساؤل، ثم بدأ يحلق في وجهه، يبدو وكأنه يرى صورة إنسان آخر أمامه. يقترب من المرآة شيئاً فشيئاً... يدقق في ملامحه... لا يصدق ما يراه، يسأل نفسه في حيرة وتعجب: ماذا حدث لي؟ أهذا هو أنا حقاً؟ لا... لست أنا... ليست هذه صورتي! يبدو أن هذه المرآة تخدعني! يجب أن أغيرها! ردد مرة أخرى بصوت مرتفع، يجب أن أغيرها، واستبدلها بمرآة حديثة! لن أسمح بخداعها بعد اليوم! عندما سمع حفيده البالغ من العمر ستة أعوام صراخه، انتابه خوف شديد... ذهب إليه مسرعاً ينادي: جدي... جدي ? ما الذي أصابك؟ من الذي أغضبك يا جدي؟ التفت إلى حفيده والدموع تخر من عينيه... ارتجف بشدة... ارتعشت يداه... سقطت المرآة على الأرض... تبعثرت أجزائها في كل مكان. رَبَتَ حفيده على كتفيه وقبّل يديه، هنا تغيرت ملامحه، وعادت الابتسامة إلى وجهه الجميل حضن حفيده بشغف وحب، ولما نظر في عينيه، رأي فيهما ما لم يره في مرآته. أحمد محمد مليجي [email protected]