عملات تعود إلى العهد الروماني، ونسخ قديمة للقرآن الكريم، وميداليات ذهبية عائدة إلى عصور سحيقة، ومخطوطات و"إنتيكات"لا تقدر بثمن، جميعها تشكل ثروة تعطي لمحات عن تاريخ البشرية، يحتفظ بها أصحاب المتاحف الخاصة والمهتمين بالآثار في السعودية. وعلى رغم الاهتمام الذي أبدته الهيئة العامة للسياحة والآثار بهذا القطاع المهم عبر سلسلة الملتقيات التي تعقدها، إلا أن مُلاك المتاحف الخاصة والمهتمين لا زالوا يجأرون بالشكوى من غياب الدعم المالي والمعنوي الذي يعينهم في رسالتهم، التي لا تقل أهمية عن المتاحف الحكومية - على حد وصفهم راجع ص 5. ولعل من أغرب ما صادفته"الحياة"خلال جولتها، هو ذلك الهاوي والباحث في التراث غنام الغنام الذي يقطع نحو 1200 كيلومتر، وهي المسافة بين منزله في حفر الباطنوجدة، بحثاً عن تذاكر مباريات كرة قدم سعودية قديمة. ويجتهد ملاك المتاحف الخاصة، في عرض المقتنيات التاريخية والأثرية على حسابهم الخاص والذي يكلفهم ملايين الريالات سنوياً، إذ يعملون على وضعها في أماكن عرض خاصة، تعرف وتثقف الناس بالحضارات الإنسانية، من دون أن يجدوا اهتماماً من جانب الجهات ذات العلاقة. وبحسب سعود النايف، الذي يمتلك متحفاً خاصاً، فإن هيئة السياحة والآثار لم تقدم لهم أي خدمات، متسائلاً:"لا نعلم ما الذي يقدمونه لنا من خدمات كأصحاب متاحف؟"، مؤكداً أن جل أنشطة ملاك المتاحف اجتهاد شخصي، كما أن الترخيص الذي يتم منحهم إياه من جانب الجهات المعنية ليس له أي فائدة تذكر. من جهته، أوضح خالد جميل مالك متحف، أنه ينفق على متحفه نحو 25 ألف ريال سنوياً من دخله الخاص، إلا أنه يشكو من إدارة الرئاسة العامة للسياحة والآثار في منطقته، بأنها لا تقدم له الدعم والتشجيع، والتي لا تتكفل بنقل متحفه في حال رغبته بالمشاركة في مهرجانات خارج منطقته، وقال:"يتم انتقاء المشاركين من الهيئة على طريقة المحسوبيات". من جانبه، أكد مسؤول في الهيئة العامة للسياحة والآثار ل"الحياة"عدم مصادرة الهيئة للقطع الأثرية المملوكة لأفراد ليس لديهم تراخيص رسمية لإقامة متاحف، وأن الهيئة تعمل على شراء هذه القطع منهم حال رغبتهم في بيعها، كاشفاً عن رصد مكافآت مالية لمن يسلم القطع التاريخية لهيئة السياحة والآثار، وقال:"هناك موازنة سنوية ترصدها لهذا الشأن".