على رغم أن لغة العقل هي اللغة الأساسية التي يستخدمها الإنسان في التعبير عن نفسه في أموره الحياتية كافة، وأنها أيضاً اللغة التي يستعين بها في التغلب على العقبات الطارئة والصعاب التي قد يمر بها من خلال تعامله مع أهله والآخرين، إلا أن لغة المشاعر والعواطف النابعة من إنسانيته ومن نبضات قلبه هي التي يمتاز بها عن باقي المخلوقات أيضاً، وهي اللغة التي تظل تؤدي دورها الكبير في التوجيه وفي التأثير عليه عند اتخاذ القرار، ومع ذلك وفي الكثير من الأحيان نرى البعض يكتفي بالاستنتاجات الواردة إليه التي تصله من تفكيره الذهني عند اتخاذ القرار التي غالباً ما تكون رد فعله نحو القضايا والمشكلات الأسرية والاجتماعية التي تواجهه. هناك من يتجاهل مشاعره وأحاسيسه عند اتخاذ القرار ولا يأخذ بها، وهذا ما قد يدخل البعض في معاناة نفسية جافة قد يعيش توابعها وآلامها وتستمر في جوفه بحسب الضرر الناتج عن تأثيرها السلبي على حياته، ومن هنا أدركنا أن هناك صراعاً داخل الإنسان قائماً بين لغة التفاعل الفكري، الذي يمثلها"العقل"وبين لغة التفاعل العاطفي المبنية على المشاعر والأحاسيس الإنسانية، الذي يمثلها"القلب"، ومن خلال هذا الاستنتاج قد يشعر الإنسان براحته النفسية إذا حدث توافق بين تفكيره الذهني وتفاعل عواطفه عند اتخاذ القرار النهائي تجاه أي قضية تقابله، خصوصاً في الأمور الأكثر تعقيداً التي قد ينتج عن ذلك نتائج قبول القرار وتوابعه بصرف النظر عن عواقبه السلبية أو الإيجابية، وهو ما قد يشعر الإنسان بحال من الرضا والراحة النفسية في نهاية الأمر. أما في حال أحادية اتخاذ قرار سلبي نابع عن تفكيره الذهني فقط من دون الالتفات إلى أحاسيسه ومشاعره العاطفية، فإن ذلك قد يشكل اضطرابات نفسية، بعضها قد تكون موقتة تزول مع تصحيح الأوضاع المترتبة على ذلك، وبعضها قد يترك آثاراً سلبية داخل الإنسان، قد يتوقف عندها كثيراً من دون تحقيق أي إنجازات، وقد يكون لها آثار إيجابية في حياته ودافعاً للوصول إلى مسار أفضل يحقق من خلالها نتائج ملموسة ترضي طموحه وكيانه. أحمد محمد مليجي [email protected]