نشأة الدولة الجديدة يتطلب توفر ثلاثة عناصر مهمة هي"الأقليم والشعب والحكومة"، والاعتراف بالدولة الجديدة قد يكون إما عن طريق الاعتراف الصريح الذي يكون عن طريق الإعلان، أو أن يكون عن طريق الاعتراف الضمني المتمثل في دخول الدول القائمة في علاقات اقتصادية أو ديبلوماسية مع الدولة الجديدة. عند الحديث عن الدولة الإسرائيلية نجد أنها نشأت بتوفر العناصر الثلاثة"الإقليم والشعب والحكومة"، فلقد أعلنت الولاياتالمتحدة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي ثرومان عام 1948 اعتراف بلاده بقيام دولة إسرائيل، أضف إلى ذلك دخول الكثير من الدول في علاقات اقتصادية وديبلوماسية مع إسرائيل، ولذلك نجد أن إسرائيل استوفت شروط نشأة الدولة الجديدة، وقد كسبت شروط الاعتراف بها، ومن هذا المنطلق يكون لزاماً على الصراع العربي الإسرائيلي أن يتلاشى، خصوصاً أنه كان يرى نفسه عقبة أمام الاعتراف بإسرائيل كدولة. بعد تلاشي الصراع العربي الإسرائيلي تأتي مرحلة إتمام مفاوضات السلام بين البلدين وفق مبادرة السلام التي طرحتها"الرياض"، التي تتضمن إقامة دولة فلسطينية بحدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، التي سبق أن رحبت بها الدولة الإسرائيلية، مؤكدة ترحيبها مرة أخرى بعد إدخال الجامعة العربية عليها بعض الإضافات التي من بينها تبادل الأراضي وإسقاط حق العودة، مفاوضات السلام بين البلدين من الممكن أن تقطف ثمار النجاح إذا كانت النيات العربية جادة، وذلك بالتخلي عن سياسة المماطلة وعدم انتظار توحيد الصف الفلسطيني، وأقصد المصالحة الفلسطينية، لأن من شأن ذلك عرقلة ملف المفاوضات، خصوصاً أن حركة حماس لا تمتلك سياسة واضحة، فهي تعتمد على تلقى الأوامر من الدولة الإيرانية. بعد نجاح خطوة مفاوضات السلام لابد من تحصين هذه الخطوة وفلسطين بأكملها عن طريق الدخول في اتحاد مع الدولة الإسرائيلية، وأما عن نوع الاتحاد المناسب نجد أن الاتحاد الاستقلالي هو المناسب لحال الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، بحيث تحتفظ كل دولة بشخصيتها واستقلالها على أن تتنازل كل دولة عن جزء من اختصاصاتها الخارجية لمصلحة هيئة مشتركة، كما أن الحرب التي تقيمها أي دولة من هذه الدول مع دولة أجنبية لا تلزم الدولة الأخرى ولا تكون مسؤولة عنها، كما أن الحرب التي تندلع بين هاتين الدولتين لا تُسمى حرباً أهلية بل حرب دولية. مستقبل قلسطين الأمني والسياسي والاقتصادي لن يكون بأفضل حال وهي لا تزال مستنقعاً للجماعات الجهادية والإرهابية، أضف إلى ذلك أن التدخلات الخارجية في الشأن الفلسطيني من الممكن أن تؤدي إلى ضياع مستقبل فلسطين بأكمله، ولذلك نجد أن الاتحاد يصب في مصلحة فلسطين، فهي سوف تتحلل من التدخلات الخارجية التي تنطوي تحت مسمى نصرة فلسطين، وهي في الأساس تعمل على إغراقها، إضافة إلى ذلك سوف تعمل بشكل جدي في مكافحة الإرهاب المتذرع تحت لواء المقاومة والممانعة، وبذلك سوف يتسنى لها التمكن من النهوض في جميع المجالات، وسيتسنى لفلسطين الحصول على الدعم المناسب حتى وإن وجد هذا الدعم في الوقت الحالي فإنه لن يجدي نفعاً في ظل وجود الكثير من المعوقات التي ذكرت أنفاً. خالد بن فيحان الزعتر [email protected] @khzaata