يحاصر التفكير والأرق والحزن، ملامح وجه سميرة الحسين، التي تعاني من الفشل الكلوي، منذ ثمانية أعوام حتى أصبح"كابوساً"يهدد حياتها في شكل يومي. وطرقت سميرة أبواب جميع المستشفيات الكبيرة، سواء في الأحساء أم خارجها، لكنها تقول:"لم تجد بارقة أمل تعيد لي الابتسامة من جديد". وتتوقف سميرة عن الحديث ملتقطة أنفاسها، لتعاود:"أفكر دائماً في أبنائي الثمانية، وأنا أجدهم أمامي كل يوم، وحالاً من الحزن تلف وجوههم، حينما تشتد الآلام على جسدي"، مضيفة:"ذهبت مع زوجي إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، وخضعت للفحوص الطبية اللازمة، ولكن لا يوجد متبرع، ودخلت قائمة الانتظار منذ أعوام وحتى الآن"، ويبقى أمل سميرة في الله ثم في أهل الخير، وترفع يديها إلى السماء، وتناشد أهل الخير إنهاء معاناتها مع الفشل الكلوي. ويعمل زوج سميرة خالد التركي في وظيفة"سائق"، وهي بالكاد تساعده في تدبير مصاريف الأبناء، وقليل من مستلزمات وحاجات الحياة اليومية ويقول:"لا أستطيع السفر إلى الخارج لعلاجها على حسابي الخاص، لأن كلفة زرع كلية تصل إلى 100 ألف ريال في المستشفيات خارج المملكة، وليس لدي دخل آخر". فيما تسكن الأسرة في منزل لا تتجاوز مساحته 90 متراً، في أحد الأحياء الشعبية في مدينة الهفوف. ويكمل التركي:"طلبات الأبناء كثيرة جداً، ولا أستطيع توفير مبلغ علاج زوجتي". وأكد أن زوجته"تتلقى الغسيل الكلوي في مركز الجبر لأمراض الكلى، التابع لمستشفى الملك فهد في الهفوف، وتبدأ جلسات الغسيل من السابعة صباحاً وحتى ال11، وخلال هذا الوقت يتفطّر قلبي، حينما أشاهد زوجتي التي عشت معها أجمل أيام حياتي، وكانت مثالاً للزوجة والأم الحنونة، بل هي كل شيء في حياتنا، حتى أن أبنائي يسألونني كل يوم: متى ستنتهي معاناة أمنا؟ وليست لدي إجابة سوى أن"الله كريم". وطرق الزوج خلال الأعوام الماضية أبواباً عدة لعلاج زوجته،"من دون جدوى"، ولكنه لم يفقد الأمل"وبخاصة إذا رأيت أبنائي يشاهدون والدتهم تتألم". وتمنى أن"تتكفل وزارة الصحة بعلاج زوجتي سواءً في الداخل أم الخارج". وقال:"إن عدداً من المستشفيات في الخارج لديها متبرع، ولكن كلفة العلاج في تلك المستشفيات مرتفعة جداً، و"العين بصيرة واليد قصيرة"، مضيفاً:"من خلال لقائي بعدد ممن تم زرع كلى لهم، وسماع قصصهم، وجدت أن الكثير منهم استفاد من العلاج في الخارج، في دول أوروبية أو آسيوية، وهم الآن بصحة جيدة. وكلما شاهدتهم غادروا سرير الغسيل الكلوي أتمنى أن تكون زوجتي مثلهم، وتغادر السرير الأبيض من دون رجعة إليه".