ميرانشاه (باكستان)، واشنطن - أ ف ب - أعلن عسكريون باكستانيون ان اربعة متشددين قتلوا امس، في غارة نفذتها طائرة اميركية من دون طيار هي الثالثة خلال يومين، في المناطق القبلية شمال غرب باكستان معقل حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة». وقال المسؤولون ان الطائرة اطلقت صاروخين على آلية في دربا خيل القرية الواقعة في شمال وزيرستان على الحدود مع افغانستان. واعلن مسؤول امني محلي ان «اربعة متمردين قتلوا وكانوا جميعا في هذه الآلية». وأكد مسؤولان أمنيان آخران الهجوم وحصيلته. يأتي ذلك غداة قصف الطائرات الاميركية من دون طيار المناطق القبلية الباكستانية مرتين، ما أسفر عن مقتل عشرة متشددين، بينهم اربعة قرب ميرانشاه في هجوم استهدف كادراً في «شبكة حقاني» المتحالفة مع «طالبان»، ما أدى الى مقتله مع ثلاثة من كبار مساعديه. وتنسب الى هذه الشبكة الاعتداءات التي استهدفت مقر حلف شمال الاطلسي وسفارة الولاياتالمتحدة الشهر الماضي في كابول. ويستحيل تأكيد حصيلة هذه الضربات التي تنفذها الطائرات من دون طيار، من مصدر مستقل بالنظر الى صعوبة الوصول الى هذه المناطق القبلية. والثلثاء، أقر وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا بأن الولاياتالمتحدة في حالة «حرب» في باكستان، وهو إقرار غير مسبوق حتى الآن بالنسبة الى مسؤول اميركي لان واشنطن لم تقر رسمياً بعد بوجود عمليات لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي اي) على الاراضي الباكستانية. والجيش الاميركي وال»سي آي أي» هما الجهتان الوحيدتان اللتان تستخدمان طائرات من دون طيار في افغانستان. من جهة أخرى، اعلن بانيتا ان معظم التعزيزات الاميركية التي ارسلها الرئيس باراك اوباما الى افغانستان ستبقى في هذا البلد حتى «موسم المعارك» في العام 2012 فيما يسعى القادة العسكريون الى ابقاء القوات منتشرة ميدانياً لأطول فترة ممكنة. وقال بانيتا لبرلمانيين ان عشرة آلاف جندي اميركي سيسحبون من افغانستان قبل نهاية العام كما هو مقرر وان الجنود ال23 الفاً الذين ارسلهم اوباما الى افغانستان كتعزيزات سيبقون في البلاد حتى صيف 2012. واضاف امام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب: «نهاية هذا العام نكون قد سحبنا 10 آلاف من التعزيزات التي نشرناها». واوضح: «سنسحب الباقي العام المقبل مع نهاية موسم المعارك». ولم يحدد بانيتا موعد عودة القوات الى الولاياتالمتحدة لان «موسم القتال» قد يستمر الى ما بعد ايلول (سبتمبر) لكن اوباما تعهد باعادة القوات الاميركية الى البلاد بحلول نهاية ايلول 2012. وتأتي تصريحات بانيتا فيما أثار مسؤولون وقادة عسكريون اميركيون احتمال قيام الجيش الاميركي بدور في المستقبل في افغانستان ما بعد موعد الانسحاب المرتقب في كانون الاول (ديسمبر) 2014. ومواقف بانيتا حول سحب التعزيزات يبدو انها تتوافق مع الخطة التي اقترحها قائد القوات الاميركية وقوات الاطلسي في افغانستان الجنرال جون آلن. وقال آلن لشبكة «اي بي سي» في مقابلة اخيراً انه يريد تأخير سحب التعزيزات الاميركية لأطول فترة ممكنة من اجل الاستفادة من قدراتهم. وقال: «سيبقون هناك لفترة طويلة»، مضيفاً: «سنبقي على ذلك العدد طالما امكن الامر». وقال الن انه سيطلب على الارجح قوة لوجستية تصل في ايلول، للمساعدة في سحب القوات المتبقية. واضاف: «سيبقون قدر الامكان، وسنسحبهم في اللحظة الاخيرة ويغادرون الميدان فيما يقوم اللوجستيون بنقل معداتهم من ساحة المعركة». وفي كانون الاول (ديسمبر) 2009 امر الرئيس الاميركي «بتعزيزات» للقوات الاميركية قوامها 33 الف عنصر في محاولة لتعزيز مسار الحرب ضد «طالبان» وفي حزيران (يونيو) هذا العام وعد بسحب التعزيزات بحلول نهاية ايلول 2012. يذكر ان الولاياتالمتحدة هي اكبر مساهم في التحالف العسكري الدولي في افغانستان الذي طرد نهاية العام 2001 حركة «طالبان» من السلطة ويبلغ عديد قواته حالياً 150 الف جندي. وتعتزم القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي تسليم المهام الامنية تدريجاً للقوات الامنية الافغانية في السنوات الثلاث المقبلة بهدف سحب كل القوات المقاتلة بحلول نهاية 2014. لكن مسؤولين اميركيين وبعض الضباط الكبار اشاروا الى احتمال ابقاء تواجد عسكري في المستقبل بعد 2014. وفي خطاب له الثلثاء، قال بانيتا ان بقاء وحدة عسكرية اميركية ستكون ضرورية لمنع عودة ناشطي «القاعدة» الذين غادر القسم الاكبر منهم الى باكستان خلال سنوات الحرب العشر. وقال في مركز «وودرو ويلسون» في واشنطن: «يجب ان نقيم علاقة طويلة الامد مع افغانستان بما يشمل تواجداً عسكرياً محتملاً لإبقاء الضغط على القاعدة والمتحالفين معها ولضمان استمرارنا بمنعهم من اقامة ملاذات آمنة». وقال الن ايضا انه يتوقع مهمة عكسرية ما بعد موعد الانسحاب في 2014. واوضح: «سيكون لدينا على الارجح تواجد عسكري في افغانستان لبعض الوقت بعد 2014». وهذه القوة ستشمل على الارجح مدربين وقوات دعم مقاتلة وقوات عمليات خاصة للتصدي للقاعدة والناشطين المتحالفين معها. وحجم ودور أي قوة عسكرية اميركية ستبقى في افغانستان مستقبلاً حالياً قيد الدرس، فيما يعمل المسؤولون الاميركيون والافغان على وضع تفاصيل اتفاق امني طويل الأمد.